العلاقة الحرام بين أردوغان والبغدادي.. تركيا استضافت أسرة زعيم داعش

الأحد، 10 نوفمبر 2019 04:00 ص
العلاقة الحرام بين أردوغان والبغدادي.. تركيا استضافت أسرة زعيم داعش

أعلنت تركيا مؤخرا القبض على شقيقة أبو بكر البغدادي، باعتبار أن ذلك ردا على العملية الأمريكية في قتل أبو بكر البغدادي، وتأكيدا لحسن نيتها على مكافحة الإرهاب غير أن ذلك لن يجدى نظرا لسمعتها في التعاون مع التنظيم. 

ويوم الثلاثاء أعلن جهاز المخابرات التركي القبض على رسمية عواد، شقيقة زعيم داعش وزوجها وخمسة من أبنائهم وكنتها في بلدة أعزاز الخاضعة لسيطرة تركيا منذ عام 2017 بمعركة «درع الفرات» العسكرية التي كانت تركيا أعلنت انطلاقها ضد تنظيم داعش الذي كان يسيطر على المنطقة. ثم أعلن الرئيس التركي بعد ذلك بيومين أن أرملة البغدادي ألقي القبض عليها ونقلت إلى تركيا.
 
عملية القوات الأمريكية اعتبرها باحثون مستفزة لتركيا، فهي وقعت في أراضي خاضعة لنفوذها في شمال سوريا، إذ بدأت أنقرة تحركات مرتبكة لا يفهم منها سوى أنها تريد النأي بنفسها عن تهمة إيواء العناصر الإرهابية التي تهدد أمن العالم، فتهمة إيواء ودعم العناصر الجهادية الخطرة مثل تنظيم داعش الذي يزعم الرئيس رجب أردوغان أن قواته متواجدة في سوريا لمحاربته.

وخلال الأسبوع المنصرم، أعلنت تركيا عن القبض على نحو تسعة أفراد من أسرة زعيم تنظيم داعش في شمال سوريا، وكان من المثير نقل هؤلاء إلى تركيا. 

مراقبون دوليون قالوا إن محافظة إدلب في شمال سوريا، تقيم فيها تركيا نقاط مراقبة منذ أشهر، على الرغم من تحصن عناصر مدعومة من أنقرة انتمت في السابق إلى فصائل عدة من بينها المصنف على قوائم الإرهاب مثل تنظيم جبهة النصرة، والمعروف حاليًا باسم هيئة تحرير الشام.
 
الكاتب الصحفي التركي، الخبير في العلاقات الدبلوماسية فهيم تاشتاكين، اعتبر أن تركيا في مأزق كبير بعد عملية تصفية البغدادي، حيث يشير عدم علمها المسبق بتنفيذ العملية، إلى إدراك الولايات المتحدة بأنها قد تفشلها، مضيفًا: اقتصر التعاون بين أنقرة وواشنطن على استخدام القوات الأمريكية مجال تركيا الجوي فقط.
 
وأوضح أن القوات الأمريكية فضلت الحصول على المعلومات الاستخباراتية من قوات سوريا الديمقراطية التي يتشكل أغلبها من الأكراد، بالإضافة إلى جهاز الاستخبارات العراقية، لأنها لا تريد أن تدع مجالا لهروب البغدادي، حيث كانت تخشى مشاركة المعلومات مع تركيا، حتى لا تتسرب، إلى داعش.
 
وكان القيادي في قوات سوريا الديمقراطية قسد ريدور خليل، قال عقب تصفية البغدادي إن على تركيا الإجابة عن سبب تواجد زعيم تنظيم داعش الإرهابي في منطقة خاضعة لنفوذها في إدلب شمال سوريا، متهما أنقرة بتوفير الحماية والتمويل للعناصر الإرهابية، مضيفًا أنه يجب على العالم أن يتسائل عن سبب تواجد أبو بكر البغدادي في منطقة سيطرة القوات التركية في إدلب رغم النفي من السلطات التركية من أعلى السلطات بمعرفتهم بمناطق تواجد زعيم وعناصر تنظيم داعش.
 
أضاف القيادي الكردي: هذه العملية أثبت أن تركيا -كانت- توفر الغطاء السياسي ليس للبغدادي فقط ولكن جميع الفصائل الإرهابية التي تعمل في الشمال السوري، ومن هنا يجب أن يتسائل المجتمع الدولي عن نوايا وأهداف تركيا من الدعم الذي قدمته لهؤلاء العناصر. ويجب علي المسئولين في تركيا الإجابة عن هذا السؤال، رغم أن الحقيقة قد انكشفت ولم يعد هناك مجال ليقولوا غير ذلك.
 
وقبل يومين قال وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب، إنه لا حاجة لبذل الجهد لإثبات علاقة الرئيس التركي رجب أردوغان بتنظيم داعش الإرهابي، فهو استخدم داعش حتى ضد حركة الخدمة، مضيفًا: المعروف منذ البدايات أن القاعدة وطالبان موجودان في باكستان وداعش موجود في تركيا.
 
واعتبر القلاب أن تركيا صارت ساحة داعش تتحرك فيها عناصر التنظيم كيفما تشاء ويمكن أن تصل من خلالها إلى أوروبا، موضحا أنه يقصد أردوغان بحديثه عن تركيا و لا يقصد الإساءة للشعب التركي الشعب التركي.
 
وكان القيادي في تنظيم داعش الإرهابي، طه عبد الرحيم عبد الله مساعد أبو بكر الغدادي، كشف عن تلقيهم أوامر في عام 2014 من الرئيس التركي رجب أردوغان بتنفيذ هجمات على منطقة (عين العرب/ كوباني) شرق حلب، التي سيطر عليها الأكراد منذ عام 2012.
 
وأكثر ما كان يقلق أنقرة هو إقامة الأكراد كيان قريب من الحدود التركية يتمتع بالحكم الذاتي، حتى لا تنتقل العدوى إلى الجنوب التركي، وهو الدافع الأساسي لعملية “نبع السلام” التي انطلقت هذا الشهر في شرق الفرات شمال سوريا.
 
ووفق مساعد البغدادي فإن هجوم داعش على عين العرب وحصارها منذ سبتمبر/أيلول 2014 وحتى يناير/ كانون الثاني 2015، والذي أدى لنزوح عشرات آلاف الأكراد نحو جنوب تركيا تم بأمر من أردوغان.
 
وفيما يظهر مدى التوجيه المباشر من الرئيس التركي للتنظيم، كشف القيادي في تنظيم داعش طه عبد الرحيم عبد الله، الموجود حاليًا في قبضة قوات سوريا الديمقراطية، خلال التحقيقات معه، أن البغدادي كان في عام 2014 يستعد للهجوم على دمشق، إلا أنه غير الخطة إلى مدينة كوباني الكردية في اللحظات الأخيرة. وقال عبد الله: البغدادي طلب منا الهجوم على كوباني. اعترضنا على هذا الأمر، ولكنه لم يوافق. وبعد ذلك علمنا أن التغيير في الخطة جاء بناءً على إصرار من أردوغان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق