رئيس هيئة الشارقة للكتاب لـ"صوت الأمة": الثقافة العربية ضحية ما يسمى بـ"ثورات الربيع العربي"

الإثنين، 18 نوفمبر 2019 02:00 م
رئيس هيئة الشارقة للكتاب لـ"صوت الأمة": الثقافة العربية ضحية ما يسمى بـ"ثورات الربيع العربي"
أحمد بن ركاض العامري
خاص: صوت الأمة

أحمد بن ركاض العامري: العرب غائبون عن معارض الكتب العالمية منذ 2011.. والشارقة تتحمل مسئولية نجاح مشروع الثقافة العربية بالخارج 
 
 
كشف أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب أن معرض الشارقة الدولي بات يحتل مرتبة متقدمة للغاية بين أكبر معارض الكتب في العالم، بعد معرض برلين الدولي الذى يحتل المرتبة الأولى عالمياً.
 
واختتم معرض الشارقة للكتاب السبت الماضي فعاليات الدورة 38، التي تزامنت مع حصول الإمارة على لقب العاصمة العالمية للكتاب، وقال العامري أن الدورة شهدت زيادة في المشاركة بنسبة 10% عن الدورة الماضية، حيث شارك في المعرض 2000 دار للنشر من 81 دولة عربية وأجنبية تحت شعار" افتح كتابا.. تفتح أذهانا"، واستضاف المعرض في دورته الأخيرة دولة المكسيك كضيف شرف، واشار العامرى إلى أن الاستضافة تعنى محاولة جادة للتقريب بين ثقافات متنوعة والثقافة العربية، فالمكسيك بتراثها وتاريخها الأدبي ومنجزها الإنساني تعد رافدا مهما لثقافة أمريكا اللاتينية، ولديها صناعة نشر متميزة لتعزيز الهوية الوطنية وقيم المجتمع المكسيكي.
 
وأشار العامرى لـ"صوت الأمة" أن الزيادة في نسبة العارضين أو الناشرين لا تعني الكثير بالنسبة للشارقة، لكن المهم المحتوى والمضمون وهو ما يهتم به حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، لافتاً إلى الدورة الأخيرة شهدت تنوعا في المحتوى والكتاب والمؤلفين الجدد إضافة الى التنوع الدولي في المشاركة.
 
وشدد أحمد بن ركاض العامري على أن تقدم معرض الشارقة لمرتبة متقدمة بعد معرض برلين الدولي، هو مؤشر مهم جدا بالنسبة للقائمين على المعرض، قال " تعنى أن الشارقة تمضي في مشروعها الثقافي العربي والإسلامي بشكل صحيح، لكن ما يهمنا هو الخروج بالثقافة العربية الى الفضاء العالمى، فالشارقة تحمل على كاهلها مسئولية الثقافة العربية كونها العاصمة العربية للكتاب، لذلك هذه الدورة استثنائية وأضافت مسئولية جديدة في نجاح مشروع الشارقة الثقافي بتجلياته العربية والعالمية، فالإمارة أصبحت حاضنة إقليمية لأحلام وطموحات المثقفين العرب حتى أصبحت الشارقة مرادفا لكلمة الثقافة".
 
وأشار العامرى إلى أن مشروع الشارقة الثقافى واضح وبسيط لوضع الثقافة العربية في مكانها وموضعها الصحيح عالميا، وقال " أريد ان اذكر ذلك بالأرقام، فقبل 10 سنوات كان عدد الكتب العربية المترجمة لدار نشر أجنبية ما بين 5-6 كتب، وبعد 9 سنوات من العمل الدؤوب والاهتمام الخاص من جانب حاكم الشارقة أصبح لدينا 340 كتابا عربيا مترجما بمختلف لغات العالم"، لافتاً إلى أن"الشارقة من خلال مشروع الترجمة وأشياء آخري تعتبر سفيرا للثقافة العربية في أغلب بلدان العالم لمحاولة عودة الوعى وايقاظ الثقافة العربية واسهامها في التاريخ الإنساني قديما ..فقد علمنا العالم الفيزياء والكيمياء والطب والجغرافيا والفلك  والأن نتعلم هذه العلوم بلغة الآخر.. وعلينا أن نحاول تصحيح الدفة في تعليم الآخر ثقافتنا من جديد".
 
وحول الوضع الحالى فى ظل الصورة السيئة التي صنعتها تيارات العنف والتطرف في أذهان الآخر، قال أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب "أن أزمة ما يسمى بثورات الربيع العربي والتي كانت ألما عربيا موجعا للأسف راح ضحيتها الثقافة العربية، فقد تقلصت أو ربما اختفت المشاركات العربية في غالبية معارض الكتاب الأجنبية في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية والشمالية منذ ذلك الوقت. الشارقة الوحيدة التي تشارك باسم الثقافة العربية في تلك المعارض. ولا أريد أن أحدد من المسئول عن غياب الثقافة العربية في المعارض الأجنبية الكبرى".
 
وأضاف العامرى "نحن نعيش واقع غريب ومشتت ولن تأتى وحدتنا وقوتنا الا بالثقافة والهوية العربية والإسلامية والحفاظ عليها. وهو ما يؤمن به الشيخ الدكتور سلطان القاسمي الذى تكفل بإقامة أجنحة لاتحاد الكتاب العرب في 4 معارض عالمية مهمة. ونحن نؤمن بالتراكم والعمل الجاد المستمر وهو ما نجنى ثماره اليوم في عدة مجالات ثقافية في الفنون والمسرح والنشر والكتب".
 
وحول رؤيته للكيفية التى يمكن من خلالها محاربة التطرف الفكرى بمشهد ثقافى متغير، قال أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب "لابد من الاهتمام بالمحتوى والمضمون للارتقاء بالمحتوى الثقافي العربي وتنقيته من الشوائب والاهتمام بالأصول الفكرية للثقافة الإسلامية والعربية التي تعلم منها العالم في مختلف العلوم والأداب".
 
وعاد العامرى للحديث عن معرض الشارقة الدولى للكتاب، وقال أن المعرض استقبل هذه الدورة 2.5 مليون زائر على امتداد 11 يوماً من الفعاليات والأنشطة، وكسر الرقم القياسى لأكبر حفل توقيع للكتاب فى العالم، محققاً رقماً قياسياً جديداً شارك فيه 1502 كاتب فى حفل توقيع جماعى واحد، لمؤلفات بمختلف لغات العالم، متجاوزاً الرقم العالمى السابق الذى تم تسجيله  فى تركيا بمشاركة 1423 كاتباً فى الوقت نفسه.
 
وأكد العامرى أن معرض الشارقة الدولي للكتاب ليس هناك مصطلح اسمه منع للكتب، وقال " لم يشتكى الناشرون من ذلك طوال الدورات السابقة طالما أن القواعد موجودة والجميع يلتزم بها".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة