حكاية أحمد زكي وتقمص شخصياته.. عندما رفض الاستحمام في الـبيه البواب حتى يقتنع الجمهور

الإثنين، 18 نوفمبر 2019 07:24 م
حكاية أحمد زكي وتقمص شخصياته.. عندما رفض الاستحمام في الـبيه البواب حتى يقتنع الجمهور
محمد أبو ليلة

 

في كتابه يوميات طفل عجوز يحكي الدكتور سامح وجيه الذي شغل منصب الطبيب للفنان المصري الأسطورة الراحل أحمد زكي، أن فتي الشاشة الأسمر كان لديه صدق فني نادر لا يتواجد في زملاءه الفنانين لدرجة أنه أثناء تصوير فيلم البيه البواب قرر أن يظل أسبوعاً كملاً دون أن يستحم ولبس ملابس صعيدية مهترئة كل يصور مشاهده كفلاح صعيدي فقير تعكس ملامحه كل مشاعر القرف الحقيقة من الحياة ومن نفسه.

 

وهذا انعكس على رائحته وجعل حالته لا تُطاق في اللوكيشن وعندما طلب منه المخرج في نفس اليوم استبدال ملابسه بأخرى نظيفة من أجل تصوير مشاهد البواب بعد العز والغني لأداء أغنية "أنا بيه" الشهيرة، رفض أحمد واعتذر عن تصوير المشهد في نفس اليوم وطلب أن يذهب للفندق لأخذ حمام ملوكي ورش البارفان كي يشعر بالعز الحقيقي، وذهب بالفعل للفندق ثم عاد للتصوير وقال للمخرج "أنا جاهز يا أستاذ".

في مثل هذا اليوم الـ 18 من نوفمبر عام 1949 وُلد أحمد زكي أحد أساطير السينما العربية في القرن العشرين.

_310x310_1b89a4e8e9de6743fc76bbcd34ad2c2ed47ab559ada5556c952649c442af753f (1)

أول ظهور سينمائي

كان أول ظهور له على شاشة السينما في فيلم ولدي عام 1972 أمام الفنان فريد شوقي، كان أول دور بطولة مُطلقة له أمام سعاد حسني في فيلم شفيقة ومتولي عام 1978 وقدم بعدها العديد من الأفلام البارزة، ويعتبر أحمد زكي ثالث أكثر الممثلين في قائمة أفضل مئة فيلم مصري عام 1996 حيث له في القائمة ستة أفلام وهم البريء، زوجة رجل مهم، الحب فوق هضبة الهرم، إسكندرية ليه، أحلام هند وكاميليا وأبناء الصمت.

 

وحصل أحمد زكي على عدة جوائز وتكريم من بينها مهرجان القاهرة السينمائي عام 1990 ومهرجان الإسكندرية عام 1989، وجائزة عن فيلم "طائر علي الطريق" في مهرجان القاهرة، وجائزة عن فيلم "عيون لا تنام" من جمعية الفيلم، بالإضافة لـ جائزة عن فيلم "امرأة واحدة لا تكفي" من مهرجان الإسكندرية عام 1989، وجائزة عن فيلم "كابوريا" من مهرجان القاهرة السينمائي عام 1990.

799362_0

أحمد زكي والسادات

وكتب الناقد الفني خالد بطراوي في سلسلة حلقات عن حياة زكي، أنه مع بداية تصوير أحد مشاهد فيلم "أيام السادات"، وكان داخل فيلا الرئيس الراحل أنور السادات، وكان المشهد بحضور السيدة جيهان السادات، بدأ المخرج محمد خان الاستعداد للمشهد بقوله "سكوت ح نصور"، وخيم الصمت على المكان، لتصوير المشهد الذي كان يجمع أحمد زكي وميرفت أمين، ودارت الكاميرا.

 

حيث بدأ أحمد زكي في تقمصه التام لشخصية الرئيس الراحل، لدرجة تجعل من الصعب أن تتعرف من ملامح وجهه أيهما هو تحديدا، ولن يسعفك إلا إذا تذكرت أن أحد الشخصيتين قد رحل لعالم أخر، والثاني يقف أمام الكاميرا مؤديا دوره، وكان المشهد يتطلب من أحمد زكي أن ينادي بصوت مرتفع على ميرفت أمين باسمها، فما إن قال بصوته: "يا جيهان"، حتى ردت السيدة جيهان السادات بشكل عفوي: "نعم يا ريس"، فأوقف خان المشهد، ونظر الجميع إلى السيدة جيهان السادات التي انهمرت الدموع من عينيها، واتجهت نحو السلم لمغادرة المكان، فأسرع إليها أحمد زكي يعتذر.

وتوفي أحمد زكي في 27 مارس 2005 بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، وكان لم ينتهي من استكمال باقي تصوير فيلم حليم الّذي كان آخر أفلامه، وتمّ عرض الفيلم بعد وفاته عام 2006.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق