انتحار 3161 تركيا خلال 2018.. من يحاسب الديكتاتور؟

السبت، 23 نوفمبر 2019 10:00 م
انتحار 3161 تركيا خلال 2018.. من يحاسب الديكتاتور؟
دينا الحسينى

معهد الإحصاء التركى: انتحار 3161 مواطنا خلال عام 2018 بمعدل 9 أشخاص يوميا

تتزايد حالات الانتحار فى تركيا بشكل مخيف خلال السنوات الماضية بسبب حالة الفقر وسياسات أردوغان وحزبه ضد الشعب
 
يعانى الشعب التركى من الظروف الاقتصادية الصعبة، فى ظل ارتفاع معدل التضخم، وتراجع فى العملة التركية، وبدلا من أن يلتفت رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا، إلى مطالب شعبه، أطلق أعضاء حزب العدالة والتنمية الذى يترأسه لمحاولة تجميل وجه الاقتصاد بتركيا، إلا أن حالات الانتحار التى أقدم عليها عدد كبير من المواطنين الأتراك فضحتهم. وبحسب بيانات معهد الإحصاء التركى، انتحر 3 آلاف و161 شخصًا فى 2018، أى ما يعادل انتحار 9 أشخاص فى  اليوم، وعقب انتحار 4 أخوة فى إسطنبول، ووجود جثث لأربعة أشخاص من نفس العائلة فى محافظة أنطاليا، ووجود 3 جثث فى مقاطعة باقر كوى بإسطنبول، بحث المتخصصون سبب حالات الانتحار، ووجدوا أن السبب الأساسى هو الأزمة المالية بالبلاد، وسوء توزيع الدخل.
 
ووفقا للبيانات الرسمية لمعهد الإحصاء التركى، التى نشرها موقع تركيا الآن، فإن عدد حالات الانتحار فى 2002 هو 2301، وفى 2003  بلغ 2707، واستمر عدد حالات الانتحار على هذا المنوال، وكانت أعلى نسبة انتحار فى 2012 بلغت ٣٢٨٧، بينما كانت فى 2011، 2677.
 
وقفه امام السفارة التركيه لاعضاء حزب الوفد تصوير أحمد معروف محرر اسلام سعيد‎ 12-11-2014 (10)
 
وارتفعت فى غضون عام 23%، وفى 2013 كانت 3252، وفى 2014 وصلت إلى 3169، وفى 2015 بلغت 3246، وفى 2016 أصبحت 3193، وفى 2017 تخطت 3168، و2018 سجلت 3161، وهذا ما يعادل انتحار 9 أشخاص فى اليوم، وحالة انتحار واحدة كل 166دقيقة. وبالنظر إلى سبب حالات الانتحار، وجد أن نسبة كبيرة منها غير معروف، حيث أن هناك 1155 من 3161 منتحرا فى  2018 أى ما يعادل 37% غير معروف السبب، وذلك وفقا لبيانات معهد الإحصاء التركى، وذكرت البيانات أن 27% منهم انتحروا لأسباب أخرى، إلا أن هذا لم يتضمن ما هى الأسباب الأخرى، و21% من الحالات المعروف سببها كانت بسبب المرض، وبلغ عدد الأشخاص الذين انتحروا بسبب «صعوبة المعيشة» 246 شخصا أى ما يعادل نسبة 8 %.
 
وكشف معارضون أتراك فى تصريحات صحفية، أنه على الرغم من تكرار حوادث انتحار العائلات فى تركيا بسبب تردى أوضاعهم المعيشية وعجزهم عن مواجهة الضغوط العائلية فى ظل التدهور الاقتصادى، إلا أن عصابات أردوغان المتمثلة فى الإعلاميين والسياسيين يستهزأون بمثل هذه الحوادث عبر شاشات التليفزيون بتركيا.
 
إعلام أردوغان، تناول حالات الانتحار المتزايدة بتركيا بتهكم، متجاهلين حالة الغليان بالشارع التركى، وتداول رواد السوسشيال ميديا مقطع فيديو لحلقة نقاشية يظهر فيها إعلاميون أتراك محسوبون على النظام بتركيا، أثناء قيامهم بالدفاع عن الاقتصاد التركى وتبرأته من التسبب فى نشر الإحباط بين الأتراك، والتسبب فى إقدامهم على الانتحار، وأثناء النقاش سخر إعلاميو أردوغان من هذه الحالات. فيما فتحت واقعة الانتحار الجديدة باستخدام مادة «السيانيد»، التى شهدتها منطقة الفاتح، أحد أقدم أحياء الشطر الأوروبى لمدينة إسطنبول، مطلع الشهر الجارى، النار على أردوغان، وكانت الواقعة لأربعة أخوة تتراوح أعمارهم بين 48 و60 عاما، وبحسب رواية أهالى المنطقة، فقد كانوا يعانون من مشاكل اقتصادية وتراكم للديون، والواقعة الثانية كانت انتحار عائلة رجل أعمال فى مدينة أنطاليا، بينهم طفلان فى سن 5 و9 سنوات، باستخدام مادة «السيانيد»، بسبب الأزمة المالية التى يمرون بها.
 
وتتزايد حالات الانتحار فى تركيا بشكل مخيف خلال السنوات الماضية، بسبب سياسات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وحزبه ضد الشعب وحالة الفقر وارتفاع التضخم والأسعار، وتفرض الحكومة التركية تضييقا على نشرهذه الأخبار، وتعتبر نشر وقائع الانتحار والزعم بأن الأوضاع الاقتصادية هى السبب «مؤامرة على المجتمع».
 
 
وقفه امام السفارة التركيه لاعضاء حزب الوفد تصوير أحمد معروف محرر اسلام سعيد‎ 12-11-2014 (1)
 
وتشير التقارير الإعلامية إلى تعدد وقائع الانتحار بتركيا، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها الشعب التركى، ففى سبتمبر الماضى، كشفت وسائل إعلام تركية عن قيام رجل يبلغ من العمر 45 عاما بإشعال النار فى  جسده أيضا بعد أن صب على نفسه مادة البنزين فى ساحة  «كيزيلايى» فى العاصمة التركية أنقرة، وجاء ذلك إثر ما يعانيه من أزمات اقتصادية على حد قوله، حيث قال لمن كانوا متواجدين فى المكان حينذاك: «أنا عاطل عن العمل وجائع.. أطالب بالعدالة».
كما سبق وتوفى مواطن تركى يدعى «أولاش أكن»، يبلغ من العمر 32 عاما متأثرا بجروح أصيب بها بعد أن أضرم النار فى نفسه، حيث سكب البنزين على جسده، قبل أن يشعل النار فى نفسه، احتجاجا على طرده من العمل، وذلك أمام مبنى بلدية حى «مدحت باشا» فى مدينة أنطاليا الساحلية جنوبى تركيا، وقالت أسرة الضحية إن ابنهم توجه للبلدية بغية طلب مساعدة مالية من رئيسها، كونه متزوج وأب لطفل، لكنه سرعان ما أحرق نفسه بمجرد وصوله للمكان.
بطالة الشباب تدفعهم للموت:
 
وقفه احتجاجيه امام السفاره التركيه 24-8-2013 تصوير صلاح سعيد (4)
إليف شفق، الكاتبة التركية، الحاصلة على الجنسية البريطانية، صاحبة «قواعد العشق الأربعون»، شنت هجوما حادا على النظام التركى، بصحيفة الجارديان البريطانية، وحملته مسئولية تردى الأوضاع الاجتماعية فى بلادها الأم، ما دفع العديد من الأتراك للإقدام على الانتحار، وبحسب الإحصائيات التركية، ارتفع معدلات الانتحار فى  البلاد منذ عام 2012، حيث فى عام 2018 انتحر 3161 شخصا بمعدل 8 أشخاص يوميا، ورصدت كاميرات أمنية اللاجئ السورى أمير حطاب، الذى تمكن من الهرب من الحرب والدمار فى  سوريا بصحبة زوجته وأطفاله، لكنه لم يتحمل مشقة العيش فى تركيا، حيث قام برفع غطاء فتحة ثقيلة فى شارع جانبى فى إسطنبول وقفز إلى شبكة المجارى فى المدينة، وبذلك أنهى حياته، وفقا للكاتبة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق