دراسة للبنك الدولي: الموجتان الأولى والثانية لإلغاء الدعم على الوقود خفضت التلوث في القاهرة

 

دراسة وبائية يعكف البنك الدولي على إجرائها حاليا مع الحكومة المصرية، وترصد إلى أي مدى يزداد عدد المرضى الذين يترددون على مستشفيات أمراض الصدر بسبب تلوث الهواء؛ وذلك بحسب مارتن هيجر، الخبير الاقتصادي في البيئة والموارد الطبيعية الاقتصاد الأزرق، بالبنك الدولي، والذي كشف عن دراسة أجريت عن تكلفة التدهور البيئي، والتي قدرت أن تلوث الهواء في القاهرة الكبرى، حاليا، يكبد الاقتصاد المصري ما يعادل 1.35% من إجمالي الناتج المحلي سنويا (هذا باحتساب الخسائر على الصحة في القاهرة الكبرى فقط).

 

وتحت عنوان، "تنقية هواء القاهرة.. خطوة خطوة"، نشرت مجموعة البنك الدولي، في باب مدونات (أصوات)، تقريرا من إعداد خبير البنك الدولي، كشف فيه أن تشغيل الخط الثالث لمترو أنفاق القاهرة الكبرى، أدى إلى انخفاض الجسيمات الدقيقة العالقة (في الهواء والمتسببة في تلوث)، نسبة 3%، وانخفاضها بنسبة 4% تقريبا بعد الموجتين الأولى والثانية من إلغاء الدعم على الوقود، (في مصر).

 

ولفت تقرير مدونة البنك الدولي، حول تنقية الهواء في القاهرة، أن تخفيض عدد المركبات بنسبة 1%، يؤدي بالتبعية إلى انخفاض الجسيمات الدقيقة العالقة (PM10) بنسبة 0.27%؛ مشيرا إلى تطبيق أساليب تقييم الأثر (البيئي)، لتقدير الأثر المترتب على العديد من السياسات، وأبرزها تشغيل خط جديد للمترو، وإلغاء الدعم على الوقود.

 

وركزت مدونة البنك الدولي عن تنقية الهواء في القاهرة، إلى رؤية مصر 2030، استراتيجية التنمية المستدامة 2030، والذي تعهدت الحكومة المصرية فيها بتخفيض تلوث الهواء الناجم عن الجسيمات الدقيقة العالقة بمقدار النصف بحلول عام 2030. 

 

أكدت مدونة البنك الدولي وجود تحسينات كبيرة تمت على الطريق لتحقيق الهدف، في تنقية الهواء في القاهرة؛ حيث يشهد واقع الأمر، انخفاض درجة تركز الجسيمات الدقيقة العالقة، الملوثة للهواء في القاهرة، بنحو 25% على مدى العقد الماضي؛ إلا أنه، وبالرغم من هذه التحسينات، ما زالت مستويات التلوث في المدينة أعلى بمرات عديدة عن تركيزات الانبعاثات للقيم المستهدفة التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، وأعلى من الإرشادات الوطنية، ومن ثم فمن الأهمية بمكان ألا تفقد الزخم وأن تستمر في البناء على ما تحقق حتى الآن؛ وذلك بحسب خبير البنك الدولي؛ والذي نوه إلى ارتفاع معدلات تلوث الهواء في جميع أنحاء العالم، مما يفضي إلى آثار صحية سلبية فورية، مما يؤدي إلى تدفق المرضى على المستشفيات؛ ومصر لا تختلف كثيرا عن باقي أنحاء العالم، من حيث هذا الارتباط الوثيق بين التلوث والصحة.