د. هويدا مصطفى: نشر مقال مفيد فوزي يدل على وجود مناخ من حرية الفكر

الجمعة، 29 نوفمبر 2019 11:00 ص
د. هويدا مصطفى: نشر مقال مفيد فوزي يدل على وجود مناخ من حرية الفكر

- نواجه حربا إعلامية مخططة تستهدف المجتمع الداخلى أكثر من استهداف نظام.. النظم الغربية لديها ضوابط إعلامية ومعايير ومصلحة قومية تدافع عنها.. ونحن اعتبرناها محاولة للسيطرة على الإعلام
 
الدكتورة هويدا مصطفى، عميدة إعلام جامعة القاهرة، بدأت حديثها بتوجيه التحية لمؤسسة «اليوم السابع» على استضافتها لحوار ونقاش الإعلامي مفيد فوزي، وقالت إنه «عمل عظيم لا بد من الإشادة به، لأننى كنت أظن أن موضوع الندوة سيتغير نظرا للهجوم الذى وقع على الإعلامى الكبير مفيد فوزى، بسبب المقال الأخير له الذى شهد ردود أفعال متباينة، لكن وجدت فى «اليوم السابع» حوارا يهدف إلى الخروج بمعطيات تفيد الدولة والإعلام وتقريب وجهات النظر، ومعالجة الأمور والموضوعات بشكل موضوعى على أرضية وطنية».
 
ندوة مفيد فوزي  (12)
 
وأضافت الدكتورة هويدا مصطفى «حينما قرأت مقال الأستاذ مفيد فوزى شعرت أن له دوافع مهنية لأنه يتطرق لجوانب مهنية مهمة فى مجال الإعلام، كما لاحظت فى المقال نوعا من الإخلاص الشديد والأمانة لنقل وجهة النظر، وخلال حديثه فى الندوة استشعرت أيضا تبنيه لفكرة تصحيح المسار والسلوك، لأننا أحيانا نندفع ببعض الانفعالات الداخلية فى كتابة مقالاتنا، خاصة عندما يكون الكاتب كبيرا وصاحب وجهة نظر، وقد تغيب عن أى كاتب بعض الجوانب»، موضحة أن «الاعتراف بفكرة تصحيح المسار، وخيانة التعبير فى بعض الجمل، أو أن الرؤية لم تكن متكاملة ولا تعرف أبعاد الموقف، شىء حميد».
 
ولفتت الدكتورة هويدا مصطفى إلى أن الجميع يعلم أننا نمر بمرحلة صعبة فى مصر، فنحن فى حرب إعلامية نواجهها بشكل كبير، ولم يعد الأمر مقتصرا على تبادل وجهات النظر، مشددة على أن مصر تمر بمرحلة حرب إعلامية، مع انتشار الأكاذيب والشائعات، وأصبح واضحا للجميع أن هناك حربا مخططة تستهدف المجتمع الداخلى أكثر من استهداف نظام، وقالت «إن التركيز أصبح على تضخيم بعض الأمور، ونشر أخبار كاذبة، وأصبحنا نعيش فيها بشكل يومى ومكثف، وتوجد حولنا أزمات كبيرة فى كل المناطق المحيطة بمصر، فلا بد أن نتوقف ونؤكد أننا نمر بمرحلة صعبة».
 
ندوة مفيد فوزي  (11)
 
وأكدت عميدة إعلام القاهرة، أن «مصر كانت تعيش فى حالة فوضى إعلامية كبيرة جدا، وأحيانا عندما كنا نتحدث عن الحرية الإعلامية والمسئولية كان البعض يعتقد أن هذا تقييد للإعلام»، موضحة أن هناك مفاهيم مغلوطة حول ضبط منظومة الإعلام، وقالت «على مستوى النظم الغربية التى نقول عنها إن لديها حرية إعلامية لكن فى الحقيقة لا نوجد لديها هذه الحرية، لكن لديها ضوابط إعلامية ومعايير مهنية، وقضايا ومصلحة قومية تدافع عنها، وهذا موجود فى كل بلاد العالم، أما فى مصر تم أخذ الأمر على محمل أن هناك تقييدا على الإعلام، ومحاولة سيطرة من النظام على الإعلام، لذلك علينا بداية العمل على ضبط بعض المصطلحات الخاصة بنا».
 
وأشارت الدكتور هويدا مصطفى، إلى وجوبية أن يكون الإعلام مسئولا ومهنيا، وقالت «إن مصر مرت بمرحلة كان بها أخطاء إعلامية تصل للجرائم، على مستوى معالجة قضايا داخلية، أو العلاقات بين الدول، ووقع الإعلام فى أخطاء كثيرة»، لافتة أن فكرة وجود مسار لتنظيم هذه الفوضى يعد إجراء لإعادة الإعلام لنصابه الحقيقى، وأنها مهنة لها معاييرها وضوابطها وقواعدها.
 
ندوة مفيد فوزي  (15)
 
واستكملت عميدة إعلام القاهرة بقولها «إن الاعلامى مفيد فوزى أشار إلى جزء هام، وهو أنه كان يتحدث أن هناك انفتاحا وهذا يدل أننا فى إطار تصحيح المسارات، وأنها حضرت جلسات عدة عن مستقبل الإعلام وكان هناك استماع وتنفيذ لتوصيات»، لافتة إلى أهمية وجود إعلام مهنى، موضحة أن المقال الذى كتبه الإعلامى مفيد فوزى، أعطى توصيفا مهما، وهذا دور المفكرين والكتاب، وهو التوجيه لتصحيح بعض المسارات والتصورات، لافتة أن «مفيد فوزى» تحدث عن وجوبية وجود مراجعات معينة فى الكتابات التى تنشر، وأنه لم يستكبر حين قال إذا راجعنى رئيس التحرير لعدلت عن ذلك، مؤكدة أن «فوزى» صاحب تاريخ كبير وقد يكون ما كتبه رأى فى لحظة انفعال، فهو كان له دور كبير فى تطوير الإعلام وهو نموذج يحتذى به.
 
وأكدت الدكتورة هويدا مصطفى أنه لا بد من التفكير بزاوية مختلفة إذا ما تحدثنا عن مقال الإعلامى مفيد فوزى، ففى أى نظام شمولى كان متوقعا منع المقال من النشر أو مصادرة الصحيفة التى نشر بها، لكن الذى حدث أن المقال تم نشره وهو ما يدل على وجود مناخ من حرية الفكر، وأن الكتاب الكبار لا يتم حذف شىء من مقالاتهم، فهذه صورة إيجابية، موضحة أنها توقعت أن جريدة مثل «اليوم السابع» لا تعقد مثل هذه الندوة أو أن تسير الندوة فى مسار مختلف، ولكن هذا لم يحدث، فلو كان هناك مناخ من التقييد والمنع المباشر لما عقدت هذه الندوة، وناقشنا وجهات نظرنا، وتساءلت: «هل نحن نفتقد الابتكار احيانا بمعنى أن الصحفيين يخشون أخذ المبادرة وأن ليس كل الحالات منعا؟»، موضحة أن الرئيس السيسى تساءل فى مؤتمر الشباب الأخير عن دور الإعلام فى مواجهة ما يتم تداوله إعلاميا عن مصر.
 
ندوة مفيد فوزي  (8)
 
وقالت عميدة كلية الإعلام، إننا اعتدنا على أسلوب معالجة فى الصحافة وسمحنا بأشياء غريبة، منها السماح لوجود قناة الجزيرة مباشر من مصر، فهذا الأمر لم يوجد فى أى مكان فى البلدان المجاورة، لافتة أن وجود جهات تتدخل للتنظيم مثل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والذى منع الكثر من الممارسات، وهو نوع من التنظيم للمشهد الإعلامى.
 
وتابعت، أننا فى مصر كنا نعتقد أن الصحف والمواقع الأجنبية هى التى تتميز بالموضوعية، وهذا خطأ، فهناك دول لديها إعلام موجه لخدمة مصالح وأجندات، أو استقطاب سياسى لتحقيق مصالح فى منطقتنا العربية وإلا ما كانت لتوجه باللغة العربية وتستثمر بمبالغ ضخمة الذى ليس منه مردود ربح، موضحة أننا اكتشفنا ذلك ولكننا لم نكن نوعى الجمهور به، فالـ bbc  قامت بأكثر من ممارسة بعيدة عن المهنية، وطرف واحد يقومون بالتحدث معه، ولا يعتمدون على مصادر رسمية فى أغلب الموضوعات، لافتة إلى أن الإعلام لا بد أن يعمل على تنمية الوعى وثقافة المواطن ليدرك المحيط الذى نعيش فيه، موضحة أن ما كتبه «مفيد فوزى» قال إنه أخطأ فى بعض الأشياء ولم تكن هناك رقابة رفضت ذلك، أو أجهزة تدخلت لمنعه.
 
ندوة مفيد فوزي  (4)
 
وأكدت الدكتورة هويدا مصطفى أنه إن كانت هناك وجهات نظر تقال فهى لصالح الإعلام، فالجميع مع الإعلام المتوازن والملتزم بالمعايير المهنية، وفكرة تنظيم الاعلام مطلب وموجود فى كل دول العالم، لافتة أنه يمكن لأى شخص مراجعه نفسه ويصحح أخطاءه، لافتة أن الإعلام الغربى اكتسب مصداقيته من اعترافه بالأخطاء وتصحيحه للمسار، مشددة على أهمية وجود رؤية متوازنة من الإعلام لقضايا مصر، يراعى المصالح العامة، واحتياجات الجمهور من المعرفة، وأن يكون الاعلام متوازنا وموضوعيا لا نخلط فيه آراءنا بالحقائق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق