مفيد فوزى: تم شحنى قبل كتابة مقال «شىء من الخوف».. ونشره مؤشر على الانفراجة التى تعيشها مصر

الجمعة، 29 نوفمبر 2019 09:00 ص
مفيد فوزى: تم شحنى قبل كتابة مقال «شىء من الخوف».. ونشره مؤشر على الانفراجة التى تعيشها مصر

 
- كنت سأتراجع عن بعض الصياغات التى أسىء فهمها لو راجعنى رئيس تحرير «المصرى اليوم» لكنه أجاز النشر

شارك فى الندوة وأعدها للنشر
أمل غريب
إبراهيم محمد
سامى سعيد
تصوير- عمرو مصطفى
 
على أرضية وطنية، لا مجال فيها للتخوين، استضافت «صوت الأمة» و«اليوم السابع» ندوة كان عنوانها الرئيسى «حرية الصحافة والإعلام فى مصر»، جرى خلالها تناول الكثير مما يثار فى هذا الملف الملىء بما يمكن أن يقال.
 
ندوة مفيد فوزي  (1)
 
السؤال الأساسى الذى دار حوله النقاش فى الندوة: «هل للحرية الصحفية حدود وطنية، خاصة فى ظل ما تتعرض له الدولة من حروب عسكرية ومخابراتية ومعلوماتية، تقودها أجهزة مخابرات دولية وإقليمية؟».
 
قال الإعلامى مفيد فوزى: إن مقال «شىء من الخوف» الذى كتبه الأسبوع الماضى فى صحيفة «المصرى اليوم»، متحدثًا خلاله عن الإعلام المصرى، جاء ضمن أربعة مقالات بدأت بمقال «ناس البلد دى»، وأنه كتب مقاله الأخير بعدما «تم شحنه» على حد وصف الكاتب، الذى أشار إلى أنه لم يكن يتوقع كل هذه الضجة التى أثيرت حول ما كتبه.
 
ندوة مفيد فوزي  (3)
 
وقال مفيد فوزى، إنه كان ينتظر من رئيس تحرير صحيفة «المصرى اليوم» أن يراجعه فى بعض العبارات التى وردت فى المقال، لكنه فوجئ بنشر المقال كما هو دون تعديل، وهو ما اعتبره دليلا على مناخ الحرية الذى تعيشه مصر حاليا، وقال: «كان من الممكن أن يتم قراءة المقال من جانب رئيس التحرير عبداللطيف المناوى يوم الخميس بعدما أرسلته للصحيفة، وكما اعتدت فى المقالات التى أرسلها كنت أنتظر مناقشة من رئيس التحرير فى فحوى المقال كما حدث سابقا، وإذا كان هناك اعتراض وطلب منى تغيير طريقة عرض وجهة النظر، أو تعديلا على فكرة المقال، كنت سألتزم بذلك دون عناد، لكن اعتبرت أن نشر المقال يعد إجازة وموافقة على نشره بما يحتويه»، وأضاف: «أنا كنت مستنى إن حد يصفى المقال لكن لم يحدث، ولو فى مصفاة فى الجورنال الذى أعمل فيه، فإنه- منطقيا- لم أكن أعاند».
 
ندوة مفيد فوزي  (7)
 
واستطرد: «الخلاصة مما حدث، أننى لم أكن بالمرة عنيدا فى شىء بل أمتثل له تماما، ذلك أننى أدرك دور الأجهزة السيادية فى درء كل ما يأتى إلينا من مخاطر تحيطنا من كل مكان، وأنا على مدار هذه السنوات الطوال، وتاريخى فى الصحافة، عشت ملتزما بنظام بلد، وأحب توضيح أن السطر الأخير فى مقالى بأن مجتمع الخوف لا يبنى رجلا ولا مواطنا ولا كاتبا ولا صحفيا مسئولا، لم أقصد به ما فُهم منه، وطول عمرى أقول بعض الخربشة للحكومة مفيدة، وبعض النقاط التى آخذها على وزير مفيدة، بعض الهنات هى فى النهاية تصويب وليس أكثر، وللتوضيح فإن مسمى عنوان المقال لم أقصد به الإسقاط على فيلم شىء من الخوف».
 
واستكمل: «مصر تتعرض لضغوط كبيرة، وتحيطها نار الله الموقدة من كل اتجاه، وكذلك كل المجالات فى الدولة تتعرض لاستهداف، ومطلوب من كل الأجهزة أن تواجه هذه التحديات، ولا أخفى أبدا احترامى المزمن لدور هذه الأجهزة التى تراقب وترصد كل ما يحيط بمصر من مخاطر، كما لا يختلف أحد على الدور الذى تقوم به الأجهزة الأمنية فى مصر، والتصدى لما يخطط لها من الخفاء والعلن، فلا يخفى على أحد حجم الغل والنار المشتعلة الذى تكنه بعض الدول العربية التى تستهدف مصر، وأدرك أن الأجهزة لا ينبغى أن تتعرض لنيران صديقة، وإنما يجب أن نقف فى ظهرها».
 
وأشار «فوزى» إلى أن نشر المقال مؤشر على الانفراجة التى تعيشها مصر، خاصة بعد 30 يونيو 2013 وتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة مصر، وقال «هناك مساحة للحديث فى الإعلام وفى البرلمان، وهذه الانفراجة تتماشى مع ما حدث من جانب وكيل مجلس النواب ووزير الصناعة، والطريقة الحادة وغير العادية التى تحدث بها النائب لوزير الصناعة، وأن يتطرق لموضوعات مختلفة، وأن تكون هناك معارضة تحت القبة ويقطع الطريق أمام الجهات التى تعادى الدولة المصرية».
 
ندوة مفيد فوزي  (10)
 
وأشار «فوزى» إلى أنه فى عهد الإخوان كان ينوى الهجرة إلى كندا، وقال «سألت وقتها ماذا سأفعل هناك؟! وبالفعل تم الاتفاق على أنى سأكتب فى جريدة «المصريون» فى كندا بجانب ظهورى فى التليفزيون الكندى لتوفير مصدر دخل، وكان لدى تخوف على بنتى وبالفعل تم الاتفاق على أنها ستسافر أيضا الى لندن مع زوجها، لكن تحركات الرئيس السيسى الذى دائما ما أصفه بالقائد الجسور أنهى هذا العهد، أنقذ مصر، وبقيت فى مصر، لذلك أنا على استعداد أن أبلع لهذا النظام «الزلط» تقديرا لما قدمه خلال السنوات الماضية، ولا أنسى اليوم الذى كنت أتواجد فيه داخل الكاتدرائية وبجوارى كانت تجلس الدكتورة منى مكرم عبيد، ففوجئت بدخول الرئيس السيسى إلى قاعة الكنيسة ونزل إليه البابا، ففى الكنسيات يجب أن يظل البابا واقفا فى الأعلى أثناء الصلاة، لكنه نزل لاحتضان الرئيس، وهذا المشهد بالنسبة للأقباط فى مصر وأنا قبطى بالتاريخ والجغرافيا، يعتبر مشهد الأيقونة، ثم يبنى هذا الرئيس الجسور، فى العاصمة الإدارية الجديدة أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط، فببساطة شديدة هذا النظام أبلع له الزلط».
 
 وتابع «فوزى»: «كنت أتمنى أن تكون هذه الندوة فى نقابة الصحفيين وأن تستضيف النقابة ندوة حوارية كالتى نظمتها مؤسستا «صوت الأمة» و«اليوم السابع» للحوار والنقاش، مشيرًا إلى أن النقابة عاجزة وتحولت إلى مكان لتجمع الصحفيين وإصدار الأوراق فقط والحصول على الخدمات، وهذا العجز ليس فقط للنقيب الحالى، ولكن لعدد من النقباء السابقين، مضيفا: «حينما نتحدث عن الدور التنويرى والتطوير للصحفيين فهنا يأتى دور النقابة، لكن للأسف لا تقوم به، وأذكر هنا مقولة المشير «أبوغزالة»: «إن الحرب تدرب على الحرب»، كذلك الصحافة تدرب على الصحافة الجيدة، وأنا أعتبر جيلنا آخر الأجيال التى تستطيع أن تقدم شيئا مهنيا وحرفيا فى الصحافة».
 
ندوة مفيد فوزي  (13)
 
وأكد مفيد فوزى أنه خلال فترة الإخوان كان يخاف ويخشى على نفسه، لكنه بعد 2014 لم يعد يخاف، وقال: « بعد 2014 لم يحدث أن اعترض شخص على ما أكتبه، ولم يهددنى أحد»، مشددا على أن الدولة المصرية حاليا قوية لوجود رئيس قوى هو الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهناك أجهزة أمنية وشرطية قوية تتصدى لكل ما يخطط ضد الدولة، وفى الوقت ذاته لا أحد يفكر أو يطالب بإعلام الفوضى أو نشر عورات المجتمع على الهواء.
 
 وأشار مفيد فوزى إلى أنه حينما تجرى مقارنة بين إعلام اليوم وإعلام عبدالناصر على سبيل المثال، سنجد أن هناك فارقا كبيرا، وقال: «المقارنة ظالمة، لأنه فى عهد عبدالناصر كان يتم تشغيل موسيقى بصوت عال حتى لا يتم سماع الحديث بين الشخصين خوفا من أن يسمعهما أحد، لكن الوضع الحالى مختلف، ويعتبر نشر مقالى «شىء من الخوف» دليلا على ذلك، وانفراجة حدثت فى المناخ العام»، مؤكدا حاجة مصر الدائمة لمنح الصحافة والإعلام مزيدا من الحرية، وقال إنه متأكد أن الدولة فى طريقها لتحقيق ذلك.
 
ندوة مفيد فوزي  (14)
 
وأبدى مفيد فوزى رفضه لفكرة وجود إعلام رجال الأعمال والمصالح الخاصة، مطالبا أيضا بوضع قيود وطنية على الإعلام، رافضا إعلام السحر والشعوذة والإعلانات، وكذلك رفضه دخول الأموال الساخنة (مجهولة المصدر) لصناعة دراما القبح، أو التى تستهدف تمزيق المجتمع، أو للمنصات الإلكترونية والصحف التى تروج الشائعات والأخبار الكاذبة، أو الإعلام الذى يسير فى انحطاط الذوق العام.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق