الإعدام للإرهابي هشام عشماوى: رأس الأفعى على حبل المشنقة

السبت، 30 نوفمبر 2019 07:00 م
الإعدام للإرهابي هشام عشماوى: رأس الأفعى على حبل المشنقة
هشام عشماوي
رضا عوض

98 يوما استغرقتها رحلة محاكمة الإرهابى هشام عشماوى، والتى جرت وقائعها أمام المحكمة العسكرية التى قررت- فى نهايتها- الحكم بإعدامه،  بعد أن نفذ المتهم وشارك وخطط لعدد من العمليات الإرهابية التى راح ضحيتها عشرات المواطنين الأبرياء، وعدد من رجال الجيش والشرطة، حيث وجهت النيابة عددا من التهم لـ«عشماوى»، منها الاشتراك فى محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم، وكذلك اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، والإعداد لاستهداف الكتيبة «101 حرس حدود»، واستهداف مديرية أمن الدقهلية، والهجوم على حافلات الأقباط فى المنيا، والذى أسفر عن استشهاد 29 شخصا، والهجوم على مأمورية الأمن الوطنى بالواحات والتى راح ضحيتها 16 شهيدا.

وقضت الأربعاء الماضى، المحكمة العسكرية للجنايات بحكمها فى القضية رقم (1/ 2014 ) جنايات عسكرية المدعى العام العسكرى والشهيرة إعلاميا بقضية « الفرافرة»  فى جلسة الأربعاء 27/11/2019، بمعاقبة المتهم هشام على عشماوى، بالإعدام شنقا، حيث إن المتهم ارتكب جرائم المشاركة فى استهداف وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم بتاريخ 5/ 9/ 2013، برصد موكبه وتصويره والتخطيط لاغتياله، على أن يتولى أحد أفراد التنظيم الإرهابى تنفيذ العملية كفرد انتحارى يستقل السيارة المفخخة ويقوم بتفجيرها أثناء مرور الموكب، واشتراكه فى التخطيط والتنفيذ لاستهداف السفن التجارية لقناة السويس، خلال النصف الثانى من عام 2013، وضلوعه بالاشتراك فى تهريب أحد عناصر ما يسمى تنظيم أنصار بيت المقدس، والمُكنى بـ«أبوأسماء» من داخل أحد المستشفيات الحكومية بالإسماعيلية، بعد إصابته بشظايا متفرقه بجسده والمتحفظ عليه بحراسه شرطية، وذلك بالاشتراك مع أفراد آخرين من التنظيم الإرهابى.
 
وتولى «عشماوى» قيادة المجموعة الإرهابية المنوه عنها خلفاً للُمكنى أبومحمد مسلم، ونهج استخدام تكتيك «الصيد الحر» خلال النصف الثانى من عام 2013، والمتمثل فى التحرك بسيارة على الطرق المختلفة بنطاق الجيش الثانى، واستهداف المركبات العسكرية، (أفراد، نقل) أثناء تحركهم باستخدام الأسلحة النارية، وقد استهدف إحدى السيارات العسكرية والتى كان يستقلها خمسة أفراد تابعين للقوات المسلحة، أثناء تحركها بطريق الصالحية الجديدة، وكذا استهدافه سيارة عسكرية أخرى يستقلها ضابط ومجند سابق وأربعة جنود بالكابينة الخلفية حال تحركها بطريق الصالحية الجديدة وبذات الكيفية المذكورة.
 
وكذا استهدافه سيارة تلر (ناقلة دبابات) محملة عليها دبابة إم 60 بطريق «القاهرة – الإسماعيلية» واستهدافه لإحدى السيارات العسكرية التى كان يستقلها ضابط ومجند سائق أثناء تحركها بطريق «القاهرة – الإسماعيلية»، وقد أدى ذلك إلى استشهاد مستقلى هذه السيارات من الضباط والأفراد وتدمير هذه السيارات، واستهدافه مع آخرين من عناصر التنظيم الإرهابى عددا من المبانى الأمنية بالإسماعيلية بتاريخ 19/10/2013 ومن خلال سيارة مفخخة.
 
واشتراكه مع آخرين فى عملية استهداف عدد من المبانى الأمنية بأنشاص بتاريخ 29/12/2013، واستهدافه مدرعتين تابعتين لوزارة الداخلية، وتدميرهما حال اعتراضهما للسيارة التى كان يستقلها وآخرون من التنظيم الإرهابى بشرق مدينة بدر طريق «القاهرة- السويس»، فضلا عن استهداف سيارة تابعة لعناصر حرس الحدود، والالتفاف حول تبة جبلية، والاختفاء خلفها ثم استهدافها بمجرد وصولها لمنطقة الكمين المخطط، وقتل جميع أفرادها، والاستيلاء على كافة الأسلحة التى بحوزتهم، وتولى إمارة تنظيم أنصار بيت المقدس عقب مقتل الإرهابى المُكنى بـ«أبوعبيدة»، وقبل انتقاله رفقة عناصر التنظيم التابعين له من المنطقة الجبلية فى العين السخنة، إلى عناصر التنظيم بالصحراء الغربية، والتمركز فى بادئ الأمر فى منطقة «البويطى»، ثم الإنتقال إلى التمركز شرق نقطة حرس حدود «الفرافرة»، وضلوعه بالرصد والاستطلاع، ووضع مخطط استهداف، وتنفيذ الهجوم الإرهابى على نقطة حرس حدود «الفرافرة»، وقتل جميع ضباطها وأفرادها وتفجير مخرن الأسلحة والذخيرة بها بتاريخ 19/7/2014، والمشاركة فى عمليات قنص لغرف أمن بوابات الوحدات العسكرية المنتشرة فى محيط مناطق: «أبوصوير، والصالحية، والقصاصين»، واستهداف كمين شرطة مدنية بمنطقة أبوصوير، وتسلله إلى الأراضى الليبية عقب ارتكاب الواقعة المبينة بالبند السابق، رفقة بعض عناصر التنظيم، وأقام تحت شرعية تنظيم أنصار الشريعة بمدينة أجدابيا ذات المرجعية الفكرية لتنظيم القاعدة، وتأسيس حركة «المرابطون» المنتمية لتنظيم القاعدة الإرهابى.
 
بدأ «عشماوى» حياته ضابطا فى صفوف القوات المسلحة، واستمر بها حتى تم استبعاده من صفوفها على أثر محاكمة عسكرية عام 2011، ليصبح مسئولا عسكريا بين صفوف تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابى، ثم أميرا لـما تسمى «ولاية الصحراء الغربية»، وذلك قبل أن ينشق عنها مع عدد من المتهمين الآخرين، وذلك على أثر مبايعة «أنصار بيت المقدس» لأبىبكر البغدادى زعيم تنظيم داعش.
 
كان تحول «عشماوى» قد ظهر بعد مشادة بينه وبين خطيب مسجد فى معسكره التدريبى، لأن الأخير أخطأ فى ترتيل القرآن، وهو ما جعل الأجهزة الأمنية تلتفت إليه وتلاحظ تشدده الدينى غير الطبيعى.
 
بالتزامن مع تلك الواقعة، كان «عشماوى» حريصا على إيقاظ زملائه لأداء صلاة الفجر، ويتحدث معهم عن ضرورة عدم تقبلهم الأوامر دون اقتناع، إلى أن تطور الأمر ليصل إلى انتقاد الحكومة، ثم تشاجر مع اثنين من زملائه ، قائلًا: «لازم تتحركوا لنصرة دينكم.. لا تكونوا سلبيين.. والنصرة لن تكون إلا بالقوة».
لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فقد اعتاد هشام توزيع كتب شيوخ السلفية على زملائه فى الخدمة، ويقول «التحية والسلام لله فقط»، حسب شهادة أحد المجندين السابقين الذى قال: «كان يصحينى نصلى الفجر، وكان يتحدث معنا عن ضرورة أن تكون لك شخصيتك وعدم تقبل المعلومات أو الأوامر دون أن تكون مقتنعًا بها».
 
فى 2007، أُحيل «هشام» إلى محكمة عسكرية، بعد التنبيه عليه بعدم تكرار كلماته التحريضية، فيما صدر حكم من المحكمة العسكرية، عام 2011، بفصله نهائيًا من الخدمة، ليبدأ بعدها فى تكوين خلية إرهابية مع 4 من ضباط شرطة تم فصلهم أيضًا من الخدمة، لسوء سلوكهم، وضموا إليهم عددًا من العناصر التكفيرية.
 
بعدها فر هشام عشماوى إلى ليبيا، معلنا تأسيس تنظيم عسكرى عرف باسم «المرابطون» من داخل الأراضى الليبية، ونشط على الحدود بين مصر وليبيا، مرتكبا العديد من الجرائم، حيث ارتبط اسمه بعدد كبير من العمليات الإرهابية الكبرى.
 
كانت عملية استهداف كمين الفرافرة نقطة انطلاق عشماوى فى الصحراء الغربية، حيث بدأ فى تشكيل خلية الوادى الجديد، وحمل وقتها اسم «شريف» أو «أبومهند»، وشكل مجلس شورى له، كان أبزر عناصره أشرف الغربالى، وصديقه عماد عبدالحميد الذى تولى مسئولية التنظيم عسكريًا.
 
وضع «عشماوى» خطته بإحكام، ونشر أعضاءه الإرهابيين فى 4 مناطق وهى: «المنطقة المركزية، والصحراء الغربية، والإسماعيلية، والشرقية»، اختار شادى المنيعى ليقود مجموعة شمال سيناء، التى ضمت 34 شخصا، أشبعهم الأخير بالأفكار المعادية لمؤسسات الدولة، ولقنهم مهارة تخطيط العمليات، وبعد إتمام عمليات التأهيل، وظفهم المنيعى بعناية داخل مجموعات لرصد تحركات أفراد الجيش، وتصنيع المتفجرات.
 
كما تم اختيار مجموعة أخرى مكلفة بالتنفيذ، خصص لهم مجموعة مهمتها التمريض، وشخص واحد مهمته توفير سيارات غير مرخصة لتكون تحت أيديهم لتنفيذ العمليات، كان «المنيعى» مجرد منفذ لخطة محكمة وضعها «هشام».
 
وفى الجهة الأخرى، كانت المزارع ملاذا آمنا لتدريب عناصر الخلية وتخزين الأسلحة، وأسند «عشماوى» لأحد أعضاء التنظيم، يدعى عمر سلمان مهمة تلقينهم دروسًا حول فرضية الجهاد ضد السلطة بداخلها، أما صبرى النخلاوى، فكانت مهمته تسهيل عملية تسلل عناصر التنظيم إلى الحدود الليبية لتلقى تدريبات متقدمة، ومن ثم العودة مدججين بالذخائر والأسلحة.
 
بدأ اسم «عشماوى» يطفو على السطح فى عام 2013 عندما اتهم فى محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم، بعد تعرض موكبه لانفجار سيارة مفخخة، وأسفر الحادث آنذاك عن إصابة 21 شخصا.
 
كما تورط «عشماوى» فى العام ذاته فى استهداف قوات الأمن فى منطقة «عرب شركس» بمحافظة القليوبية والاشتباك معهم، وفى نهاية عام 2013 برز اسمه فى حادثة تفجير مديرية أمن الدقهلية، والتى راح ضحيتها 16 شرطيا ومدنيا.
 
فى عام 2014، تورط الإرهابى هشام عشماوى فى حادث كمينى الفرافرة وكرم القواديس، واللذين قتل فيهما نحو 49 جنديا، كما اتهم فى 2015 بالتخطيط لاغتيال النائب العام هشام بركات، بعد تفجير استهدف موكبه فى حى مصر الجديدة.
 
كما اتهم «عشماوى» بالتورط فى التخطيط والتنفيذ لحادث الواحات فى عام 2017، والذى أسفر عن مقتل 16 من رجال الشرطة بعد أن دبر المتهم- مع عدد من الإرهابيين- كمينا أدى إلى استشهاد عدد من رجال الشرطة، كما استهدف حافلة تقل مواطنين أقباطًا بالمنيا فى أكتوبر 2017، ما أدى لوقوع 29 مواطنا قبطيا من الضحايا.
 
وفى نوفمبر من عام 2017، أحالت المحكمة العسكرية المصرية أوراق هشام عشماوى غيابيا وآخرين من المتهمين بقضية «أنصار بيت المقدس» للمفتى، لأخذ الرأى الشرعى فى إعدامهم، وذلك لاتهامهم بتنفيذ الهجوم على كمين الفرافرة وعمليات إرهابية داخل البلاد.
 
تنقل «عشماوى» فى خدمته بين عدة أماكن، وكانت سيناء هى المحطة الأطول، حيث عرفه البدو جيدًا، ووصفوه بأنه «خبير فى الدروب الصحراوية، والمهربون يخافون منه»، حيث كان بارعا فى ضبط المهربين والقبض على بعضهم أحياء.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق