«بالعلم تحيا الأمم».. أساتذة وخبراء: بلدنا هتتغير بينا

السبت، 14 ديسمبر 2019 09:00 م
«بالعلم تحيا الأمم».. أساتذة وخبراء: بلدنا هتتغير بينا
الكهرباء
ريهام عاطف

الدكتور أحمد باتع: إنتاج الكهرباء من مخلفات الصرف الصحى يوفر للمحطة 70 % من إنتاجها والملايين من تكلفتها

المهندس ساهر محمود: زراعة القصب بالتنقيط فى الأراضى الصحراوية توفر 40 % تقريبا من المياه و50 % من الأسمدة مع زيادة إنتاجية الفدان بنسبة 30

«بالعلم تحيا الأمم».. هذا ما أدركته الجهات المعنية فى مصر، عبر القيام  بتطبيق العديد من التجارب والأبحاث التى يقوم بها علماء مصر على أرض الواقع، سعيا لحل المشكلات التى تواجهنا، ليؤكد العلماء قدرتهم على حل تلك المشكلات، رافعين شعار «مصر هتتغير بينا»، وهو ما أكد عليه الدكتور أحمد باتع فهمى مدير إدارة البحوث والتطوير بمياه الدقهلية خلال تصريحاته لـ«صوت الأمة»، وهو الحاصل على المركز الثانى عن تجاربه لإنتاج الغاز الحيوى من حمأة الصرف الصحى والمخلفات، بمسابقة مصر للتميز الحكومى، فرع التميز والابتكار من بين 157 فكرة و72 بحثا.
 
وقال «باتع» إن مصر تعيش حاليا عصر البحث عن بدائل للكهرباء، حيث كان الاتجاه لإنتاج الغاز الطبيعى واستكشاف حقول جديدة بجانب الخلايا الشمسية، إلا أن هناك عوامل أخرى لو تم استخدامها وتطبيقها على أرض الواقع لكانت الاستفادة أعظم.
 
وأضاف: بعد العديد من التجارب على التخمر اللاهوائى، توصلت إلى إنتاج الغاز الحيوى، وهو نوع من الوقود الحيوى ينتج من المخلفات الصلبة بمياه الصرف الصحى، وبالتالى فإن فوائده كثيرة، فبخلاف توفير الكهرباء سيحافظ أيضا على البيئة واستقرار المناخ. 
وأشار إلى أن هناك العديد من دول العالم التى اتخذت ذلك الاتجاه لتوفير الطاقة، فمثلا فى أمريكا الشمالية يتم توليد كهرباء من خلال الغاز الحيوى تكفى لتغطية 3 % من نفقات الكهرباء فى القارة.
ويقول «باتع»: للأسف، عانيت كثيرا مع البيروقراطية وعدم الوعى بالبحث العلمى وأهميته، إلى أن تم تطبيق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، حيث يمكن للبحث العلمى أن يرفع الناتج القومى المصرى بتحويل الجانب العلمى إلى عملى وتطبيقه على أرض الواقع، ولكن تم تجاوز ذلك، فإنتاج الغاز الحيوى من المخلفات الصلبة يمكن أن يوفر 70 % من إنتاج الكهرباء بالمحطة، وهو ما حدث فعلا بعد تطبيق تلك الفكرة بمحطة «سخا» لإنتاج الغاز الحيوى، كما تقوم أيضا شركة شمال الدلتا بالتطبيق الفعلى لذلك المشروع البحثى.
كما تقوم شركة مياه الشرب والصرف الصحى بتطبيق التجربة بالمحطة واستغلت مخلفات الصرف الصحى والروث لإنتاج الكهرباء، حيث تم ضخه على الشبكة الرئيسية لكهرباء كفر الشيخ، بالإضافة إلى إنتاج السماد العضوى عالى الجودة الخالى من الشوائب، كما يتم استخدامه فى الأراضى الزراعية، وهو ما وفر مساحات كانت تُستغل فى عمل «مناشر للروث» ومراكز تجميع تحتاج لفترة زمنية 6 أشهر لتحويل ذلك الروث ومخلفات الصرف الصحى لسماد، كما أن السماد الناتج عن مخلفات الصرف الصحى، وروث الماشية، عقب إنتاج الكهرباء والغاز يُباع لأصحاب الأراضى وخاصة الصحراوية، لاستغلاله فى الزراعات غير التقليدية.
ولم تكن ابتكارات الباحثين فى مجال الكهرباء فقط، بل امتدت لمحافظة المنيا بعد أن وافق وزير الزراعة عز الدين أبو ستيت على استخدام نمط زراعة القصب بالشتلات بدلا من الغرس خلال الفترة المقبلة، وزراعته فى الصحراء، بعد نجاح المهندس ساهر محمود فى إقامة مشروعه بسمالوط بالمنيا ليحصل على إشادات من كثير من الجهات المعنية، لتخضع التجربة للدراسة من جانب مركز البحوث الزراعية وخبراء الوزارة والذى أثبت نجاحه، حيث يعتمد المشروع على الرى بـ«التنقيط»، لترشيد استهلاك المياه وزيادة إنتاجية المحصول ومحتواه من السكر وتصل إنتاجية الفدان إلى 60 طنا مقارنة بـ40 طنا فى الزراعة القديمة، كما يوفر 400 ألف طن من القصب سنويا.  ومن جانبه قال المهندس ساهر محمود، صاحب التجربة، إن فدان زراعة القصب بالتنقيط فى الصحراء يوفر نحو 40 % من المياه، و50 % من الأسمدة، مع زيادة إنتاجية الفدان بنسبة 30 %، مؤكدا أنه عرض على وزير الزراعة إمكانية زراعة القصب بنظام الشتلات لأول مرة فى مصر، حيث يوفر 90 % من التقاوى، ويزيد من الإنتاجية، كما عرض أيضا استخدام الميكنة الحديثة فى الحصاد لتخفيض التكاليف على المزارعين.
وأكد أن وزير الزراعة تبنى فكرة الاعتماد على الشتلات فى الزراعة بدلا من الغرس الذى يزيد 60 يوما فى عمر النبات.
وأوضح أن المشروع فى غرب سمالوط يضم 500 فدان تمت زراعتها بالجهود الذاتية، حيث يعتمد على الرى بالتنقيط والرى أسفل التربة، حيث كان متوسط الإنتاجية 60 طنا فى الصحراء مقارنة بـ40 طنا فى الأراضى الخصبة، ويكون استنبات الشتلات عبر زراعة الأنسجة.
وأشار إلى أنه قام باستيراد مستلزمات وأدوات الإنتاج من الهند، وهى إحدى الدول الرائدة فى إنتاجية القصب فى العالم، مؤكدا أن فكرة تعميم زراعة القصب بالشتلات تقوم على نفس نمط زراعة الطماطم، حيث يتم تعميم «صوانى» لبيع الشتلات، وهو ما يعنى أنه خلال 4 سنوات ستختفى عملية الغرس فى القصب التى يجرى استخدامها حاليا فى الزراعة.
وعن اهتمام وزارة الزراعة بالتجربة، قال «ساهر» إن الوزارة قامت بزيارة الموقع على مدار الـ4 أعوام الماضية قبل أن يقوم وزير الزراعة بزيارة رسمية له، مشيرا إلى أن فكرة التنفيذ بالمحافظات تعتمد على زراعة مشتل فى كل منطقة وتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعى، ويحتاج الفدان إلى 60 ألف شتلة، مؤكدا أن هناك طفرة سيحققها ذلك التطور فى زراعة القصب قريبا، بعد أن يتم الاعتماد فى الزراعة بمحافظات الصعيد على الرى بالتنقيط أو التنقيط أسفل التربة أو عبر المواسير المثقبة، وذلك لخفض استهلاك المياه بقيمة 40 % وزيادة الإنتاجية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة