حكاية حذاء في وجه جورج بوش.. هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي

السبت، 14 ديسمبر 2019 09:00 م
حكاية حذاء في وجه جورج بوش.. هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي
محمد أبو ليلة

في مثل هذا اليوم الرابع عشر من ديسمبر عام 2008، زار الرئيس الأمريكي جورج بوش العاصمة العراقية بغداد للمرة الأخيرة قبل انتهاء ولايته بغرض الاحتفال بإقرار الاتفاقية الأمنية، وخلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي، فوجئ الحضور بالصحفي منتظر الزيدي يقذف زوج حذاءه على بوش.

وبالتزامن مع إلقاء فردة حذاءه الأولى قال الزيدي لبوش: هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي أيها الكلب الغبي"، وقال وهو يرمي الفردة الأخرى: وهذه من الأرامل والأيتام والأشخاص الذين قتلتهم في العراق، بعدها اعتقله رجال الأمن العراقيين والأمريكيين وطرحوه أرضاً ثم سحبوه إلى خارج القاعة مخلفاً وراءه خيط من الدماء يسيل منه على الأرض.

images (5)

وفيما كان يُسمع صوت صراخ الزيدي من غرفة مجاورة، علق الرئيس بوش -الذي تفادى الحذائين وأصاب أحدهما العلم الأمريكي خلفه- على الحادثة قائلا: كل ما أستطيع قوله إنهما – الحذاءان- كانا مقاس عشرة، كما أضاف: "هذا يشبه الذهاب إلى تجمع سياسي فتجد الناس يصرخون فيك، إنها وسيلة يقوم بها الناس للفت الانتباه.. لا أعرف مشكلة الرجل، لكني لم أشعر ولو قليلا بتهديد"


تهديدات لأسرة الزيدي

بعد الحادثة صرحت أسرة الزيدي أنها تلقت العديد من مكالمات التهديد، وقد ذكر ضرغام الزيدي شقيق منتظر في تصريحات سابقة، أن أحد العاملين في المنطقة الخضراء أكد له أن "منتظر نقل إلى مستشفى ابن سينا في المنطقة الخضراء لتلقي العلاج إثر إصابته بكسر في ذراعه وأحد أضلاعه وإصابات في مناطق متفرقة من جسده.

images (3)

بعدها طالبت قناة البغدادية الإفراج عن مراسلها منتظر الزيدي الذي نقل إلى مكان مجهول إثر الحادث، وقد أصدرت القناة -والتي يرأسها رجل الأعمال العراقي عون حسين الخشلوك وتبث برامجها من القاهرة- بيانا عقب الحادث.


ردود أفعال عربية

وبشكل عام أعلن معظم الصحفيين العرب تأييدهم للزيدي بما فعله، مطالبين بسرعة الإفراج عنه بعد الاعتداء عليه بشكل وحشي أثناء اعتقاله، وقال صحفيو جريدة الأسبوع المصرية التي يرأس تحريرها الصحفي والنائب البرلماني مصطفى بكري في بيان  إن الزيدي استخدم حقه المشروع في التعبير عن رأيه ومقاومة المحتل لبلاده، لذا يجب ألا يكون هذا مبرراً للعصف بحقوقه القانونية أو تجاوز أحكام المعاملة الإنسانية، وهو ما يستوجب إطلاق سراحه فوراً.

وكانت نقابة الصحفيين المصرية قد أكدت تضامنها الكامل مع الزيدي المحتجز لدى السلطات العراقية مطالبة بالحفاظ على سلامته وإطلاق سراحه وتأمين محاكمة عادلة له، وقالت النقابة في بيان لها إن الاحتلال الأمريكي للعراق وممارسته البشعة ضد المواطنين العراقيين كانت وراء الحالة النفسية التي دفعت الصحفي الزيدى للقيام بهذا الفعل.

20180505092507257
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق