منتدى شباب العالم.. جلسة «تعزيز التعاون من أجل المتوسط» ترفع الكارت الأحمر لبلطجة أردوغان من قبرص إلى ليبيا

الأحد، 15 ديسمبر 2019 07:21 م
منتدى شباب العالم.. جلسة «تعزيز التعاون من أجل المتوسط» ترفع الكارت الأحمر لبلطجة أردوغان من قبرص إلى ليبيا
منتدي شباب العالم


 
عقدت اليوم جلسة «سبل تعزيز التعاون بين دول المتوسط» ضمن فعاليات منتدى شباب العالم المنعقد بمدينة السلام  شرم الشيخ، وخلال الجلسة توالت الانتقادات للنظام التركى بقيادة أردوغان الذى يمارس سياسات البلطجة وتجاوز القوانين الدولية، كما يدعي علناً مكافحة الإرهاب بينما نظامه من أكثر أنظمة العالم دعماً للجماعات الإرهابية، فهو كان من أوائل المسئولين التنفيذيين الذين أقاموا معسكرات للإرهابيين على الأراضي التركية كما تولى تدريبهم ونقلهم إلى الأراضي السورية والعراقية لإقامة إمارة الإرهاب «داعش»، التي أقام مع أمرائها علاقات إجرامية استطاع من خلالها شراء النفط العراقي والسوري المهرب بأبخس الأسعار عبر إبنه بلال، فيما عرف إعلامياً بفضيحة شاحنات النفط . 
 
 
الجلسة حضرها الرئيس السيسي ووزير الدفاع اللبناني إلياس بوصعب وفوتيس فوتيو المفوض الرئاسي القبرصي للشئون الإنسانية والقبارصة المغتربين،  وصوفيا زاكاركي، نائب وزير التعليم باليونان، وممثلين عن عديد من البلاد الإفريقية والأوربية المطلة على البحر المتوسط، واستعرض المشاركون في الجلسة آفاق التعاون بين بلدان المتوسط وتوالت الاتهامات والانتقادات لممارسات الرئيس التركي الإخواني رجب أردوغان، وندد فوتيس فوتيو المفوض الرئاسي القبرصي بالاتفاقية البحرية بين تركيا وليبيا، مشدداً على أن هذه الاتفاقية مخالفة للقانون الدولي لأنها تعطي حقاً حصرياً لأنقرة في التنقيب بالمنطقة الاقتصادية الليبية، كما اتهم فوتيس فوتيو تركيا باحتلال 73% من مساحة قبرص، كما يسعى أردوغان إلى توجيه المهاجرين من الجانب القبرصي الذى تحتله إلى دولة قبرص عضو الاتحاد الأوربي، وهو ما يستلزم رداً فورياً من المجتمع الدولى. 
 
اتهمت صوفيا زاكاركي، نائب وزير التعليم باليونان، تركيا أردوغان بأنها لا  تلتزم بالقانون الدولي ولا بالاتفاقات الموقعة بين البلدين وأن أردوغان يتعمد إغراق اليونان بالمهاجرين الأمر الذي يعتبر سياسات عدائية ومخالفة للقانون الدولي.
 
مثل هذه الاتهامات وغيرها يقابلها المجتمع الدولي والقوى الكبرى المهيمنة على المؤسسات الأممية بصمت مريب، يدفعنا إلى إعادة وضع النقاط على الحروف فيما يقوم به الإخوانى رجب أردوغان الذي يبطش بشعبه التركي ويزج بهم في السجون والمعتقلات، ويطيح بجميع مواثيق حقوق الإنسان، كما يمارس سياسة البلطجة ومحاولة فرض الأمر الواقع بالقوة والابتزاز واستخدام الشعارات الدينية المتطرفة لإشعال الفتن في المنطقة العربية وجنوب أوروبا، فهو يهدد قبرص ويخترق مياهها الاقتصادية كما يطلق التصريحات العدائية تجاه اليونان ومصر، بل يتبجح بأنه لن يكون هناك اتفاق للغاز في شرق المتوسط إلا إذا كان طرفا فيه، وهو يظن الدول التي يتحدث عنها سواء مصر واليونان أو قبرص لقمة سائغة يمكن أن يُعتدى على حقوقها بسهولة،كما فعل واحتل شريطاً حدودياً من الأراضى السورية.
 
أردوغان ينتزع صمت الدول الأوربية الكبرى بورقتين أساسيتين، الورقة الأولى هي اللاجئين الذين يحتفظ بهم على أراضيه ليس بقصد الإنسانية وإنما لابتزاز أوروبا، والتكسب من خلال هذه الورقة وإلا هدد بفتح الحدود وإطلاق اللاجئين باتجاه ألمانيا وفرنسا وسائر الدول الأوربية الأخرى، وبينهم بالطبع مجموعات الإرهابيين القتلة الذين يمثلون قنابل موقوتة يمكن أن تصيب الأمن الأوروبي في مقتل، أما الورقة الثانية فهي الديون الطائلة التي اقترضتها تركيا رسمياً أو عبر مؤسسات القطاع الخاص من البنوك الأوربية، والتي بلغت في بعض التقديرات نحو  300 مليار دولار وهو يلوح أحيانا بإسقاط هذه الديون من جانبه حال تعرض لعقوبات مؤثرة أو مقاطعة من الاتحاد الأوربي.
 
 لن يستطيع المدعو أردوغان أن يهدد الأمن المصري أو اليوناني إلا وسيواجه رداً على الأرض سيجعله يعرف حجمه جيداً، لكن الملاحظ في هذا السياق هو صمت المجتمع الدولي والقوى الكبرى عن الممارسات العدوانية التي يقوم بها أردوغان، فهل هو حقا يسدي الخدمات الأمنية لواشنطن؟! وهل هو شرطي واشنطن في المنطقة بدلاً من الدور الذي كان يلعبه شاه إيران قبل حكم  الخميني وآيات الله؟ إن أي تحرك عدائى في المنطقة العربية والبحر المتوسط وصولاً إلى المضايق فى باب المندب، أو هرمز أو جبل طارق لا يمكن أن تصمت عنه الأساطيل الأمريكية المنتشرة في المنطقة ، فهل نحن بصدد تسخين جديد للمنطقة يقوم به رجل المهام القذرة وعراب الإرهاب التركى؟
 
 
وقائع الأمور على الأرض تقول إن إسرائيل جزء من اتفاق شرق المتوسط مع مصر وقبرص واليونان، ثم لبنان لاحقاً والأراضى الفلسطينية التي تشير المؤشرات إلى تمتع كل منهما باحتياطات كبيرة من الغاز في المناطق الاقتصادية الخاصة بهما، فكيف إذن تمنح واشنطن أردوغان الضوء الأخضر لتهديد المشروع الذى تستفيد منه تل أبيب استفادة كبيرة؟، أم أن أردوغان يبادر كعادته بالتهديد والعدوان اللفظي عسى أن يصل كما يتمنى إلى نقطة تفاوض يحصل من خلالها على بعض المكاسب خاصة وأنه من البلاد غير المتمتعة بأي مصادر للطاقة التقليدية، وفاتورة النفط تكلف الموازنة التركية ما يقرب من خمسين مليار دولار سنوياً.
 
 
معادلات القوى أيضا تؤكد أن أردوغان لن يقدم على تنفيذ الاتفاقية الشائعة وغير القانونية التي أبرمها مع إخوان طرابلس في غيبة البرلمان، وكأنها اتفاقية أعطى فيها من لا يملك إلى من لا يستحق، كما أنه لن يقدم على خطوة علنية ينزل فيها جنوده على الأراضي الليبية في المناطق القليلة التي تسيطر عليها ميليشيات السراج، لأنه بذلك كمن يعلن الحرب على مصر ويعتدي على أمنها القومي بصورة مباشرة، بعد أن ظل يدعم جماعات الإخوان الإرهابية ومنصاتها الإعلامية وكذا خلاياها الإرهابية وميليشياتها داخل مصر بالأموال والسلاح.
 
 
لسنا قلقين من أي نتائج لتصرفات أردوغان المتهورة في البحر المتوسط أو على حدود دول الجوار لمصر ، فالقوات المسلحة المصرية التي استطاعت حفظ الأمن داخليا وعلى الحدود الأربعة المستهدفة من الجهات المعادية ، تستطيع بحول الله وقوته أن ترد كيد المعتدين في نحورهم ، ولكن السؤال يظل معلقا بدون إجابة : من يوفر غطاء الحماية لعراب الإرهاب البلطجى أردوغان؟!

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق