الـ «بلوك تشين».. ثورة تكنولوجية تؤثر على مستقبل التجارة والمعاملات المالية في العالم

الإثنين، 16 ديسمبر 2019 03:00 م
الـ «بلوك تشين».. ثورة تكنولوجية تؤثر على مستقبل التجارة والمعاملات المالية في العالم
مدير البرنامج الرئيسي بشركة مايكروسوفت العالمية
أمل غريب

مدير البرنامج الرئيسي بشركة مايكروسوفت العالمية: مصر أولى الدول في شمال أفريقيا حرصا على تنفيذ تقنية البلوك تشين.. وستنطلق في 2020
 
أدى الانتشار الكبير للعملات الرقمية، خاصة «البتكوين»، إلى تسليط الضوء بشكل واسع على الاهتمام بتقنية الـ«بلوك تشين»،  (Blockchain)من جانب حكومات العالم، وكذلك النقاشات الدائرة بين الأفراد على شبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما اهتم به منتدى شباب العالم في نسخته الثالثة هذا العام، وخصصت له جلسات نقاشية هامة وضعت على رأس أجندة المنتدى العالمي، فكان لـ«اليوم السابع» حوارا مع مايكل جلاروس، مدير البرنامج الرئيسي بشركة مايكروسوفت العالمية، لتقنية البلوك تشين.. فإلى نص الحوار...
 
 
في البداية.. هل يمكنك شرح تقنية البلوك تشين بشكل مبسط؟
 
تعتمد تقنية الـ «بلوك تشين»، في المقام الأول على اللامركزية، إذ يعمل نظامها من خلال مجموعة من العُقد، فنجد أن جهاز كومبيوتر أو خادم بهذا النظام يُمثّل عُقدة تقوم بعدد من المهام، منها تخزين معلومات المعاملات وتوقيت حدوثها وعنوانين الكتل المتصلة بها، ومن خلال الاحتفاظ بعدة نسخ من ملف المعاملات المالية في أجهزة الكومبيوتر حول العالم، والتي يمكن لأي شخص الوصول إليها، فإنه لم تعد هناك حاجة إلى وجود البنوك، للعمل كوسيط لإدارة المعاملات المالية المختلفة بين الأشخاص والمؤسسات وغيرها من الجهات.
 
WhatsApp Image 2019-12-16 at 1.53.01 PM
 
 
 
 كيف يمكن التعامل مع تقنية البلوك تشين بالنسبة للأفراد العاديين وكذلك للمؤسسات والحكومات؟
 
لا يوجد فارق بين تعامل الأشخاص أو المؤسسات أو الحكومات مع تقنية البلوك تشين، فالأمر في غاية البساطة، لأن جميع معاملاتهم المالية تتم في الوقت الحالي من خلال البنوك، لأنهم يعتبرونها طرفا موثوق به، إلا أنهه في نفس الوقت فإن تلك البنوك تمتلك قاعدة بيانات مركزية، تضم  كافة المعلومات الخاصة بالمعاملات المالية، قد لا تمكن أي شخص من الوصول إليها أو إجراء أي معاملة إلا عن طريق تلك المؤسسات البنكية، ما جعلها تمتلك خاصية مركية تتحكم بنا، ومن هنا جائت فكرة تقنية البلوك تشين لأنها لا تعتمد على المركزية إطلاقا، كحلا لهذه المشكلة، وأتاحت الفرصة لأن تتم جميع المعاملات المالية بصورة مباشرة وأمنة، من خلال نظام سمي بـ «الند للند» أو «peer to peer»، جعلت تقنية البلوك تشين، دفتر حسابات عمومي يسجل جميع المعاملات المالية في كتل، تضم كل واحده فيه بيانات المعاملة من حيث التوقيت والمبلغ وغيرها من المعلومات، كما أن تلك الكتل صممت بشكل أمن يمنع تعديل السجلات أو المعلومات المسجلة.
 
هل ترى أن هناك مخاطر متوقعة من تعميم تقنية البلوك تشين؟
 
حتى الأن فإن تقنية البلوك تشين، لا زالت تكنولوجيا جديدة، قد تجد بعض الصعوبات في تنفيذها، إلا أنها في المقام الأول، تكنولوجيا جديدة ومبهرة، ومن الجديد اعتمادها على تأمين الحسابات بشكل كبير، لأنها مسؤلية كبيرة، لذا فإن هذه التقنية ستحدث ثورة في مستقبل التكنولوجيا وتغييرات جزرية على مستوى كافة مجالات الحياة وليس المعاملات المالية فقط.
 
 
 
ما هي أهم التطبيقات التي تعتمد عليها تقنية البلوك تشين؟
 
تقنية البلوك تشين لا تعتمد على المعاملات المالية فحسب، بل تركز أيضا على عدد من التطبيقات التي تستخدم فيها تلك التقنية التكنولوجية الحديثة، ومنها مبادرة المدن الذكية وتحويل الخدمات الحكومية، والنقل البحري، واللوجستيات ونقل وتصنيع المجوهرات، إلى جانب الخدمات المالية والبنوك ونقل المساعدات الإنسانية.
 
في رأيك.. لماذا تتجه الحكومات إلى الاعتماد على تقنية البلوك تشين.. وماذا سيستفيد العالم؟
 
لا شك أن المهاملات المالية تعتبر من أهم تطبيقات تقنية البلوك تشين، حيث تتميز بسرعة وسهولة نقل الأموال عبر الحدود من مكان إلى آخر في لحظات معدودة، مع ميزة رسوم  وتكاليف تحويل أقل بكثير من الوضع الحالي، إلا أن الجانب الأكثر تميزا يتمحور حول أن تقنية البلوك تشين لا تحتاج إلى مراكز بيانات، مما يمكن المناطق النائية والدول النامية التي لا تتوفر فيها الخدمات المصرفية الرسمية، من القفز مباشرة إلى الحلول القائمة على تقنية البلوك تشين، مما يجعل تلك الدول توفر التكاليف الباهظة لإنشاء بنية تحتية جديدة.
 
على الجانب الأخر، فإنه من أهم مميزات تقنية البلوك تشين، أنها توفر حلول أخرى تتعلق بـ«العقود الذكية»، أو Smart Contract  والتي تتحكم في حركة الأصول الرقمية بين الأطراف، إذ تهدف هذه العقود إلى إضفاء الثقة لجميع الاتفاقيات المالية، حيث تجعل كافة المعاملات المالية أكثر شفافية ومرئية للجميع، مما سيساعد الأشخاص والحكومات على رصد التخصيص الفعلي للأموال، إلى جانب مراقبة صرف هذه الأموال من جانب الحكومات، كي تستطيع الحد من الفساد أو عمليات التهرب الضريبي في المستقبل.
 
WhatsApp Image 2019-12-16 at 1.53.00 PM
 
من وجهة نظرك.. متى سيتحول العالم إلى الاعتماد على البلوك تشين؟
 
بالفعل هناك اعتماد واسع من جانب شركات كبرى على تقنية البلوك تشين، ومنها مؤسسات عالمية تعمل في مجال النقل والنقل البحري، خاصة أنها تحتاج إلى تأمين كبير في عمليات النقل، فتحتاج إلى إبرام عقود ذكية للبضائع التي تنقلها لحمايتها وتأمينها، أثناء عملية تحرك السفن حول العالم.
 
 
 
هل يوجد حكومات تقف ضد تطبيق تقنية البلوك تشين؟
 
تعتبر تقنية البلوك تشين، مختلفة تماما ومنافسة لطريقة عمل الإنترنت، لذا فإنها تواجه في طريق تطبيقها عدة عقبات أو محاولات عرقلة جانب بعض الحكومات والمؤسسات التي تفضل الإبقاء على المركزية، ولرغبتها في تحكيم سيطرتها على مقدرات البلد ومدخرات المواطنين، أو لرغبتها في أن يكون لديها التكنولوجيا الخاصة بها، ومنها على سبيل المثال روسيا، التي تضع لنفسها تجارب خاصة بها.
 
 
 
ما هي أولى الدول التي اتجهت إلى استخدام تقنية البلوك تشين؟
 
هناك عدد كبير من الدول والحكومات التي بدأت بالفعل الاعتماد على تطبيق تقنية البلوك تشين، ومنها سنغافورة، خاصة في مجال النقل البحري، وكذلك الإمارات وتحديدا دبي، وسويسرا وإستونيا، لكن في الحقيقة هناك اتجاه واسع على مستوى العالم في الاتجاه على تطبيق هذه التقنية في كافة مجالاتها، ومنها أفريقيا وتحديدا دولة جنوب أفريقيا، ونيجيريا، وكينيا، وأغندا.
 
 
 
أما في شمال أفريقيا، فإن مصر، تعتبر من أولى الدول التي تدرس الاعتماد على تقنية البلوك تشين، خاصة وأنها تؤسس للمدن الذكية، كما أن البنك المركزي المصري، يدرس بجدية مع شركة مايكروسوفت إمكانية الاتجاه في التعامل مع هذه التقنية في مجال التسويق، ويجري العديد من الاختبارات في هذا المجال، خاصة أن البنية التحتية في مصر، تؤهلها لتنفيذ هذه التقنية التكنلوجية الحديثة، وأرى أنه بعام 2020 سنبدأ تنفيذ البلوك تشين في مصر.
 
وفي رأيي، فإنه لدينا علاقات قوية مع الحكومة المصرية، لذا أتينا أولا إلى مصر، من الولايات المتحدة الأمريكية، نظرا لحفاوة الاستقبال والقدرة على التفاهم ورغبتهم في التطوير السريع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة