الفاشي العثماني ووهم «إرث الأجداد».. الليبيون يستحضرون روح «المختار» لقطع رقبة أردوغان

الخميس، 26 ديسمبر 2019 10:04 م
الفاشي العثماني ووهم «إرث الأجداد».. الليبيون يستحضرون روح «المختار» لقطع رقبة أردوغان
الرئيس التركى رجب طيب اردوغان وفائز السراج
محمد الشرقاوي

لا يظهر في مكان إلا وخلفه مخطط استعماري ومحاولة استعادة خلافة الأجداد الضائعة، وهو ما تجسد في زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تونس، للتشاور حول الأزمة الليبية، وسبل دعم حكومة الوفاق اللاشرعية.

حديث الرئيس التركي، اليوم الخميس، عن اتفاق مع الجانب التونسي لدعم حكومة الوفاق الوطني التي يقودها فايز السراج، آثار قلق الأوساط السياسية والشعبية في تونس، من تعاون محتمل بين الطرفين لدعم حكومة طرابلس ضد الجيش الليبي، وإمكانية توفير بلادهم غطاء لأنقرة للتدخل العسكري في ليبيا، غير أن الرئاسة التونسية نفت ذلك وأنها ملتزمة الحياد.

وقال أردوغان، اليوم الخميس، في لقاء جمعه بقيادات حزبه العدالة والتنمية أن تركيا تلقت طلباً للتدخل من حكومة الوفاق في ليبيا، وأن تركيا ستتدخل بعد موافقة البرلمان في 8 يناير المقبل على إرسال قوات إلى ليبيا، مضيفاً أنه ناقش الملف الليبي مع الرئيس التونسي قيس سعيد، واتفقا على تقديم الدعم الكافي لليبيا من أجل استقرارها وإقامة تعاون من أجل تقديم الدعم السياسي للحكومة الشرعية في ليبيا التي يرأسها فايز السراج.

وأدى أردوغان أمس الأربعاء زيارة رسمية مفاجئة إلى تونس صحبة وزيري الخارجية مولود تشاووش أوغلو والدفاع خلوصي أكار ورئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان، التقى فيها كبار المسؤولين في البلاد وعلى رأسهم الرئيس قيس سعيد، وخلف وراءه تساؤلات كثيرة حول أهدافها، كونها تأتي في خضم مستجدات عسكرية وسياسية شديدة الأهمية في المنطقة أعقبت الاتفاق الموقع بين أنقرة وحكومة طرابلس، وتزامناً مع صراع عسكري في طرابلس بين الجيش الليبي وقوات الوفاق.

تستعد القبائل الليبية لمواجهة الغزو التركى المحتمل للأراضى الليبية بعد توقيع رئيس المجلس الرئاسى الليبى فايز السراج لاتفاقية عسكرية وأمنية مع الجانب التركى، وذلك لتقديم الدعم الكامل للميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس ومصراتة.

وأصدرت القبائل الليبية بيانات رافضة للتدخلات التركية فى الشأن الداخلى الليبى، وسط دعوات لحمل السلاح ضد أى قوات تركية يتم نشرها فى المدن الليبية واستحضار روح المناضل عمر المختار الذى قاد الشعب الليبى مطلع القرن العشرين لتحرير أرضه من الإيطاليين والعثمانيين.

ولدى تركيا أطماع استعمارية فى ليبيا بمحاولة السيطرة على الغاز والنفط الليبى، وإيجاد موطئ قدم للقوات التركية فى منطقة شمال افريقيا والتمدد بشكل أكبر فى دول الساحل والصحراء لتعزيز نفوذ أنقرة بشكل أكبر فى تلك المنطقة.

وتستخدم تركيا شركات النقل الجوي والبحري في توريد الأسلحة والذخائر إلى المدن الليبية، وهو ما دفع القيادة العامة للجيش الليبي لتحذير شركات النقل الجوي من استخدام الطائرات المدنية لأغراض عسكرية.

كما حذرت القيادة العامة للجيش الليبي شركات النقل الجوي من استخدام الطائرات المدنية من نقل أسلحة او عتاد أو عناصر إرهابية أو عسكرية إلى المدن والمناطق الغربية.

وأكدت القيادة للجيش الليبي أن الطيران الحربي لن يتردد في استهداف وإسقاط الطائرات المدنية التي تقوم بإدخال الأسلحة والمعدات العسكرية إلي مطارات ليبيا.

وتلتف جموع الشعب الليبي خلف القيادة العامة للجيش والمشير خليفة حفتر ودعم القبائل الوطنية فب البلاد بأبنائها كي تكون رأس حربة لمواجهة الغزو التركي، وهو ما يمهد لمرحلة جديدة في التاريخ الليبي الحديث، وذلك باستحضار روح المناضل عمر المختار الذى يرى فيه الشعب الليبي القدوة لمواجهة الغزو التركي.

ويرى الفاشي العثماني، أن تواجد جنود بلاده في دولة كليبيا هو إرث أجداده، وهو ما أعلن عنه صراحة في أكتوبر الماضي، قائلًا: «تركيا لا تتحمل مسؤوليتها في موقعها وجغرافيتها فقط، وإنما في كل أنحاء العالم، ونستخدم كل القدرات الموجودة، ولهذا السبب نحن في سوريا، ولهذا السبب نحن في أفريقيا وليبيا والبلقان وأفغانستان، في جميع أنحاء جغرافيتنا القديمة، لهذا السبب نستجيب لمن يمدوا لنا أياديهم».

وأضاف أن البعض قد يتصرف بحماقة في سوريا أو أفغانستان أو ليبيا أو دول البلقان أو أفريقيا بأجندات خفية، مشيرا إلى أن تركيا هناك بسبب مصير الوحدة مع الأشقاء.

تلك التصريحات رفضها الليبيون- آن ذاك، وأعلن مجلس مشايخ ترهونة الليبي، رفضه لتلك التصريحات، قائلًا لا نذكر الإرث العثماني سوى بالدم والفقر والجهل والضرائب والسلب والنهب ودك القرى بالمدافع.

ودعا المجلس القبائل الليبية إلى أن تدرك حقيقة ما يجري على الساحة الليبية من دعم تركي لجيشها في طرابلس المتمثل في الدواعش والقاعدة والإخوان في ظل حكم حلفاء تركيا من بقايا السلطة العاجزة وغير الشرعية في طرابلس".

وفي بيان مشابه، وجهت مجموعة أبناء ليبيا احتجاجا إلى الأمين العام للأمم المتحدة، من خلال المبعوث غسان سلامة، ردا على تصريحات الرئيس التركي.

وقال البيان الذي وقعه عدد من الدبلوماسيين والأكاديميين والنشطاء إن تصريحات أردوغان ما كانت لتصدر عنه لولا بقايا السلطة الحاكمة في طرابلس.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة