تصادف تحطم الطائرة الأوكرانية في إيران مع ضربة صاروخية شنها الحرس الثوري الإيراني انتقاما لمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وهو أمر آثار لغطا كبيرا على الساحة الدولية وفتح الباب حول كون سقوط الطائرة نتيجة للهجوم الصاروخي أم حادثا.
الصخب يتزايد، مع كثرة الحديث عن أن سقوط الطائرة نتيجة للصواريخ الإيرانية، لكن طهران نفت ذلك، ودعت شركة بوينج للمشاركة في التحقيق في تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية بعد دقائق من مغادرتها مطار الإمام الخميني في طهران.
بحسب صحيفة إيفينينج ستاندرد البريطانية، فإن السلطات الإيرانية رفضت حتى الآن تسليم الصندوق الأسود للطائرة، والذي قد يحتوي على تفاصيل حيوية عن اللحظات الأخيرة للطائرة، إلى الشركة المصنعة للطائرة.
الأمر يزداد تعقيدا مع وجود أطراف دولية متشابكة، ففي الوقت الذي طالب فيه رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو بالإجابات بعد أن فقد 63 مواطنًا كنديًا حياتهم في الحادث، قالت أجهزة الاستخبارات متعددة إنها تعتقد بأن إيران أسقطت الطائرة بطريق الخطأ، مما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص الـ 176 الذين كانوا على متنها.
وزير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف، كتب على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن الهجوم الصاروخي كان أحد الأسباب المحتملة للحريق الذي تسبب في تحطم طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية PS752 التابعة للخطوط الجوية الدولية (UIA) بعد تحليقها من مطار الإمام الخميني.
وفي وقت سابق، أكد رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون مقتل أربعة بريطانيين في تحطم الطائرة ، وقال زعيم حزب المحافظين إن الحكومة تقدم الدعم لعائلاتهم في هذا الوقت العصيب. وقال مسئول إيرانى الجمعة إن الأمر قد يستغرق عاما أو عامين لاستكمال التحقيق بشأن تحطم طائرة شركة الخطوط الدولية الأوكرانية بالقرب من طهران.
وأشار المسئول أيضا إلى أن تحميل وحدة الذاكرة من الصندوقين الأسودين اللذين جرى انتشالهما من موقع سقوط الطائرة قد يستغرق شهرا أو شهرين.
ومن ناحية أخرى، نشرت صحيفة ديلي تليجراف مقالا لدافيد ليرمونت المحرر الاستشاري في موقع فلايت جلوبال المختص بتتبع الرحلات الجوية التجارية بعنوان "عدم وجود إشارة استغاثة يرجح وقوع حادث عنيف مفاجئ"، وهو ما أدى إلى سقوط الطائرة الأوكرانية قرب طهران، مضيفًا: أن طاقم الطائرة التي سقطت بعد 6 دقائق من إقلاعها من مطار طهران الدولي لم يرسل إشارة استغاثة واحدة إلى برج المراقبة قبل اختفائها من شاشات الرصد، وعدم القدرة على التواصل بهذه الدرجة يثير حيرة خبراء الطيران حول تفاصيل ما جرى.
ويوضح ليرمونت أنه حتى لو كان سبب تحطم الطائرة هو وجود خلل كبير في المحرك كما رجحت السلطات الأوكرانية في البداية قبل أن تتراجع لكان هناك متسع من الوقت أمام الطاقم ليخبروا برج المراقبة كما أن هذا الطراز من الطائرات يمكنه التحليق في حال تعطل أحد المحركات.
وقال المسؤول إن إيران تفضل تحميل بيانات الصندوقين الأسودين بنفسها لكنها قد ترسلهما إلى روسيا أو كندا أو فرنسا أو أوكرانيا إذا تطلب الأمر نظرا لأن طهران لديها اتفاقات مع هذه البلدان. وعرض التلفزيون الإيرانى الرسمى مقطعا اليوم الجمعة لما قال إنه للصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية المنكوبة التى سقطت قرب طهران هذا الأسبوع.
ويظهر فى المقطع، الذى نشره التلفزيون على الإنترنت، جهازان داخل صندوق خشبى قال التعليق المصاحب إنهما مسجل الصوت فى مقصورة الطيارين وسجل بيانات الرحلة، وذكر التعليق الصوتى أن الصندوقين تعرضا لأضرار لكن من الممكن تحميل وحدة الذاكرة بهما وتحليلها.
