عشان تبقي تقولي لا.. انتفاضة نسوية ضد أغنية «سلامونيلا»

السبت، 11 يناير 2020 04:31 م
عشان تبقي تقولي لا.. انتفاضة نسوية ضد أغنية «سلامونيلا»
تميم يونس
محمد أبو ليلة

- القومى للمرأة يخاطب جوجل لوقف بث الأغنية لإهانتها للمرأة.. ونهاد أبو القمصان تُطالب بسن قانون يحمى المرأة من العنصرية
 
«عشان تبقى تقولى لا».. بمجرد أن تكتب هذه الجملة على محرك البحث جوجل أو محركات بحث وسائل التواصل الاجتماعى فيسبوك وتويتر ستظهر لك تلك الأغنية الشبابية للمطرب تميم يونس بعنوان «سلامونيلا» التى عرضها مع الساعات الأولى من بداية عام 2020، ويعتبر تميم يونس نجم مواقع التواصل الاجتماعى الذى يتابعه أكثر من 200 ألف شخص على فيسبوك ومثلهم على انستجرام.
 
لكنه بمجرد أن طرح أغنيته الجديدة، ظلت كلمة «عشان تبقى تقولى لاء»، عالقة فى أذهان كل من سمع الأغنية، حيث تصف كلمات الأغنية خطابا من شاب لفتاة أعجبته يبدأه برقّة شديدة لكنّه سرعان ما يتحول إلى عنف وشتم وتهديد ما إن ترفض الفتاة الارتباط به، هذه الأغنية اعتبرها البعض استخفافا بواقع خطير تعيشه المرأة، وتسطيحا لقضية العنف المسلّط على النساء، خاصّة أن الأغنية تتناول موضوعا دقيقا ومفهوما لا يزال غائبا بشكل كبير فى المجتمع العربى، هو مفهوم الرضا والقبول فى العلاقات العاطفية والجنسية.
 
«عشان تبقى تقولى لاء»
 
وما زاد من الطين بلة، أن الأغنية اشتهرت وبدأ مغردو مواقع التواصل الاجتماعى يستخدمونها مرفقة بصور ساخرة ولقطات من أفلام كوميدية، بينما يستخدمها آخرون مصحوبة بصور نساء تعرّضن للعنف، وهذه الصور هى الأقرب لما يشير إليه تعبير «عشان تبقى تقولى لأ»، حيث يعتبر كثير من الرجال أن رفض المرأة الارتباط بهم إهانة وتعديا على كرامتهم ورجولتهم.
 
الأغنية ببساطتها وما نتج عنها يُحلل وضعا اجتماعيا ونفسيا شائكا فى طرق التعامل مع الرفض من شخص لآخر، فقد يكتفى البعض بإنهاء أى نوع من التواصل مع المرأة التى ترفضه، بينما يتحوّل إحساس البعض بالرفض إلى غضب يترجمه لإهانة وتشويه لتلك المرأة قد يرضيه ويخفّف من غضبه.
 
لكن منتقدى الأغنية رأوا أن صنّاعها فشلوا فى إيصال الرسالة المراد تبليغه، وكان أول رد فعل حقيقى ضد الأغنية عندما استنكرت المحامية نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة، ما تضمنته كلمات الأغنية قائلة فى منشور عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك: يا تميم، المشرحة مش ناقصة قتلة، وأغنية سالمونيلا جريمة، وأنا مش بتكلم عن التحليل الفنى وإنها كوميديا، لكن تميم شاب بتاع دعاية وإعلانات، يعنى فاهم كويس التأثير فى الوعى واتجاهات السلوك».
 
انتفاضة نسوية
 
وتابعت: دى جريمة كراهية تتعمل فى بلد مفيهاش ميثاق إعلامى أو قانون يحمى الناس من العنصرية، حلال عليه القرشين والتريند وبرامج السهر اللى هتركب على التريند، بس ما يطلعش هو يعمل فيها المثقف الفهيم بتاع المبادئ اللى بيواجه مجتمع ذكورى؛ لأن حضرتك فتحت بابا للتنمر والعنف ضد البنات والستات مش عارفين أخره إيه.
 
بينما اعتبرت نورا ناجى - وهى كاتبة وأحد الفائزين بجائزة ساويرس الثقافية مؤخرا-، أن الأغنية ليست مناسبة للمجتمع، وفيها إساءة للمرأة، بل وتقدم تشجيعا للكثير من المراهقين على استخدام وتداول كلماتها.
 
وأضافت فى منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي: نسبة المراهقين فى المجتمع أكبر بكثير من كبار السن أو الشباب، وهذه الفئة بالطبع ستأخذ كل كلمة ظهرت فى الأغنية على محمل الجد، وستكررها، ولن تأخذ فى بالها الرسائل الخفية من ورائها، كما أن أى عمل فنى يكشف إلى حد ما عن شخصية صانعه ورؤيته للمجتمع، ومدى احترامه للمرأة، فالأغنية كوميدية وهدفها المتعة فقط، وذلك مقبول فى بعض المجتمعات الأخرى، ولكنه غير مقبول فى مجتمعنا.
 
القومى للمرأة يعترض 
 
فى السياق ذاته قدم المجلس القومى للمرأة شكوى إلى إدارة موقع «جوجل» لوقف بث الأغنية، كونها تحمل رسالة تهين المرأة وتنتقص من حقوقها، وتعد تحريضا صارخا على الاعتداء عليها فى الأماكن العامة والتنمر، لما تحتويه من عبارات وألفاظ خارجة على الآداب العامة وتؤسس لجريمة السب والقذف عبر مواقع التواصل الإلكترونى وفقا لقانون العقوبات، والقانون رقم 175 لسنة 2018 فى شأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات، وأكد المجلس فى بيان أن الأغنية تمثل إخلالا جسيما بميثاق الشرف الإعلامى ومدونة السلوك المهنى لعام 2017، الذى أصبح ملزما لجميع الإعلاميين، وبالتبعية الوسائل الإعلامية منذ هذا التاريخ والذى ينص على احترام الكرامة الانسانية وعدم الاساءة لأى فئة من فئات المجتمع.
 
تباين ردود الفعل والانتقاد الذى تعرّضت له أغنية «سالمونيلا» دفع بصاحبها تميم يوسف إلى تفسير موقفه فى فيديو عبر صفحته على فيسبوك قال فيه: إن الأغنية مجرد سخرية من رد فعل بعض الشباب على رفض المرأة لهم.

أنتى أى كلام 
 
ولم تكن هذه الأغنية هى الأولى لتميم يونس التى أثارت جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ففى سبتمبر من العام قبل الماضى طرح تميم أول أغنية له بعنوان «أنتِ أى كلام»، واستطاعت هذه الأغنية التى تتكون من ثلاث كلمات فقط التى يرددها يونس على مدى أربع دقائق تقريبا هى مدة الكليب، أن تحقق نجاحاً بين أوساط الشباب وعلى مواقع التواصل الاجتماعى.
 
النجاح الكبير الذى حققته هذه الأغنية جعل هناك انتقادات «نسوية» لها، وأغرت مجموعة من الفتيات لتقديم أغنية جديدة للرد على أغنية «أنتِ أى كلام»، حيث حملت الأغنية الجديدة عنوان «انت ولا حاجة»، وتتكون فقط من هذه الكلمات الثلاث، وهى فكرة وغناء سالى جمال، ومن تأليف عزة أمين، وتلحين دعاء عادل، وشارك فيها شاب واحد هو حازم الزناتى، الذى قام بدور الـ «ولا حاجة» فى الكليب، بحسب ما كتب على «تتر» النهاية، ورغم تحقيق الأغنية نسب مشاهدة عالية على موقع يوتيوب، إلا أنها لم تحقق نجاح الأغنية الأولى نفسه.
 
سوبرمان سميرة سعيد 
 
هذه الانتفاضة النسوية غير المبررة لأغانى تميم يونس التى وصفوها بأنها ضد المرأة وتدعو لإهانتها، لم نجدها عندما طرحت الفنانة المغربية سميرة سعيد أغنيتها «سوبر مان»، فى أواخر عام 2018، والتى انتقدها الكثيرون بسبب كلمات الأغنية التى وُصفت بأنها إهانة للرجل ذاته، حيث تقول كلمات الأغنية «بقى دمه تقيل.. بقى ندل أووى وطماع وبخيل.. بقى كسلان ومأنتخ كرشه قصاده شبرين».
 
حيث انتقد السيناريست مدحت العدل كلمات هذه الأغنية وقت طرحها، واعتبرها مونولج سخيف وغرد عبر تويتر، قائلاً: أغنية سميرة سعيد (سوبرمان) عبارة عن مونولوج سخيف وللأسف هم لا يعرفون الفرق بين الأغنية والمونولوج، ولا يعرفون كيف تخرج عن المألوف بفن وليس ( بغشومية )، عندما يقول الأبنودى ف إيديا المسامير وف قلبى المزامير هو شاعر عبقرى فى استخدام مفردة وليس غشيما كسوبرمان.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق