شبكة تجسس تحت غطاء التعليم.. غضب ومخاوف ألمانية من مدارس أردوغان

السبت، 11 يناير 2020 08:26 م
شبكة تجسس تحت غطاء التعليم.. غضب ومخاوف ألمانية من مدارس أردوغان
الجالية التركية في ألمانيا

انفجر غضب عارم في الأوساط السياسية الألمانية، على إثر مخاوف من إمكانية فتح مدارس تركية هناك، لتزيد من نفوذ وتأثير الرئيس رجب طيب أردوغان على الجالية التركية الكبيرة في البلاد، الذي تتهم السلطات التركية أساسا بممارسته في المساجد.
 
وقال القيادي في الحزب المسيحي الديموقراطي ماركوس بلومي لمجموعة الصحافة المحلية "إر إن دي" السبت "لا نريد مدارس لإردوغان في ألمانيا"، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
 
وتطلب أنقرة فتح ثلاث مدارس في ألمانيا حيث يعيش أكثر من ثلاثة ملايين تركي أو من أصل تركي يشكلون أكبر جالية تركية في العالم، في برلين وكولونيا وفرانكفورت.
 
وترى أنقرة أن طلبها يأتي في مقابل وجود ثلاث مدارس ألمانية في تركيا، في اسطنبول والعاصمة وإزمير، وكذلك بسبب غياب دروس اللغة التركية في المدارس الألمانية الحكومية على الرغم من طلب الجالية الملح لذلك.
 
ولم تنطلق النقاشات حول المدارس وحول وضع إطار قانوني ثنائي لهذا القطاع في أفضل الظروف، بل جاءت في ظل توتر العلاقات السياسية بين البلدين، خاصة مع توقيف أنقرة عددا من مزدوجي الجنسية في الأعوام الأخيرة.
 
ويأتي المطلب التعليمي التركي في أعقاب إغلاق المدرسة الألمانية في إزمير موقتا في 2018، وهو ما تشتبه وسائل إعلام تركية في أنه رسالة تهديدية.
 
وقالت المفوضة الحكومية لشؤون دمج الأجانب أنيتي فيدمان ماوتس إنه "من الواضح أن ما يعلّم في المدارس الألمانية يجب أن يتوافق مع قيمنا الأساسية وقوانيننا".
 
وعبر ناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية راينر برويل الجمعة عن موقف مماثل قائلا إن "المدارس الأجنبية التركية المحتملة يجب أن تمتثل للقانون المحلي حول المدارس ومن غير المقرر منحها امتيازات".
 
يضاف هذا الجدل إلى نقاش سابق حول التأثير الذي تتهم الحكومة التركية بممارسته في ألمانيا على المساجد التي يتولاها أئمة أرسلتهم أنقرة وتتولى دفع رواتبهم.
 
ويتبع هؤلاء الأئمة الذين يقارب عددهم الألف، إلى "الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية في ألمانيا" (ديتيب) الذي يدير 850 مسجدا ويؤكد أنه يمثل 800 ألف شخص، ما يجعله أكبر منظمة مسلمة في البلاد.
 
ويتعرض الاتحاد لانتقادات منذ أعوام، إذ يشتبه منتقدوه في نشاطه لصالح السلطة التركية في ألمانيا. وقد اتهم "ديتيب" أيضا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا عام 2016 بالتجسس على معارضي إردوغان في صفوف الجالية.
 
وأعلن الاتحاد تحت ضغط برلين أنه سيتولى مستقبلا تدريب جزء من أئمته في ألمانيا بدلا من الاقتصار على استقدامهم من تركيا.
 
واعتبرت وزارة الداخلية الألمانية ذلك "خطوة في الاتجاه السليم" لتقليص التأثير الأجنبي. وعلق وكيل الوزارة ماركوس كيربر هذا الأسبوع على المسألة مقدرا أن "جزءا مهما من الأئمة سيتطابق أكثر مستقبلا مع حقائق الحياة الألمانية".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة