طولها أكثر من 2000 كم مُستوية ومُمهّدة..

..الصحراء الغربية في انتظاركم .. هل تستقبل الأراضى المصرية تجربة قطار اليابان فائق السرعة؟

الأربعاء، 29 يناير 2020 04:00 ص
..الصحراء الغربية في انتظاركم .. هل تستقبل الأراضى المصرية تجربة قطار اليابان فائق السرعة؟
هل تستقبل الأراضى المصرية تجربة القطار اليابانى فائق السرعة
كتب ــ محمد أبو النور

على الرغم من أنّ اليابان، ليست من أوائل الدول التي دخلتها السكك الحديدية في العالم، إلاّ أنها تُسابق الزمن حالياً، لإنجاز مشروع القطار فائق السرعة 600 كم/ ساعة، والذى سيتم تحقيق حلم سيره على خطوط مساراته، في عام 2027، وتشمل عملية تحقيق هذا الحلم، الذى تتميّز وتنفرد به اليابان عن باقى دول العالم، على عددٍ من الركائز، حيث أتمّ القائمون على المشروع مراحل إعداد التكنولوجيا، ولم يتبق سوى البحث عن أراضى لتنفيذ هذا المشروع الأسطورى.

قطار اليابان فائق السرعة 600 كم فى الساعة
قطار اليابان فائق السرعة 600 كم فى الساعة

 

القطار المغناطيسي المُعلّق

 فمنذ عقود، واليابان تستخدم وتطوّر تكنولوجيا قطارات فائقة السرعة، غير أن الوقت قد حان الآن، لاستبدال هذه التكنولوجيا بأخرى حديثة، تواكب العصر، وربما تسبقه بمسافات تفصلها عن أقرب منافسيها، وتتمثّل التكنولوجيا الجديدة باختصار، فى قطارات فائقة السرعة، تطير في الهواء، ولا تسير على قضبان السكك الحديدية التقليدية، وينظر الكثيرون إلى التكنولوجيا الجديدة، التي تحمل اسم "ماجليف"، أو القطار المغناطيسي المُعلّق، أو ما يُعرف اختصاراً بـ"الماجليف "Maglev"، وهي اختصار لعبارة أو مُصطلح Magnitic levitation، وهو قطار يعمل بقوة الرفع المغناطيسية، على أنها مستقبل القطارات خلال العقود المقبلة، ومن خلالها، يمكن أن تصل سرعة القطار إلى 600 كلم في الساعة، ولا تستخدِم العجلات التقليدية، بل تطير فوق الأرض، على ارتفاع 10 سم في الهواء.

الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء
الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء

 

قوة الرفع المغناطيسية

حيث توجد على الجدران الجانبية لخطوط القطارات الجديدة، لفائف مغناطسية، تدفع المغناطيس الموجود في القطار، وتساعده على البقاء مُعلّقاً في الهواء، وتمنعه من الانزلاق، ويؤدي الاحتكاك الشديد، في القطارات التقليدية، بالسكك الحديدية، إلى تقليص سرعتها، أثناء التنقل فوق القضبان.

ومن المقرر أن تدخل التكنولوجيا الجديدة الخدمة في عام 2027، ويقول القائمون على المشروع إنهم أكملوا مراحل إعداد التكنولوجيا، ولم يبق سوى البحث عن أراض لتنفيذ المشروع، وتقول شركة السكك الحديدية المركزية في اليابان، إنها وافقت على تمويل المشروع.

رئيس وزراء اليابان شينزو آبي
رئيس وزراء اليابان شينزو آبي

 

ومن المقرر أن يربط الخط الأول بين طوكيو ومدينة ناغويا، التي تقع جنوب العاصمة اليابانية، وحسب تصريحات مسؤول ياباني، فإن سرعة القطار بلغت 600 كلم/ساعة في الاختبارات، لكنها لن تزيد عن 500 كم أثناء الرحلات، التي تنقل البشر، وأشار المسؤول إلى أن الأولوية هي للسلامة وليست للسرعة.

خبرة مصر في خطوط السكك الحديدية

في رحلة بحث اليابان، عن أراضى سهليّة مُمهّدة وبامتداد طويل، لتجربة القطار فائق السرعة عليها، يمكن أن تتجه الأنظار إلى الأراضى المصرية، لعدّة أسباب، أهمها أن أراضى المحروسة، هي الأنسب لهذه التجربة العالمية المُتميزة، لامتداد مساحات سهلية بلا جبال أو هِضاب أو تعاريج، لمسافات طويلة تصل لحوالي 2000 كم، من الشمال إلى  الجنوب بصحراء مصر الغربية، وبالتوازى مع خطوط السكك الحديدية المصرية، التي تنطلق من القاهرة لأسوان، بجوار الطريق الزراعى، وهذه المسافة من القاهرة لأسوان، تشمل الطريق الصحراوى الغربى، والذى زادته طفرة إنشاء الطرق الحديثة وتطويرها أخيراً، اتساعاً ومساحة، يمكن استغلالها بجواره، في تجربة قطار اليابان فائق السرعة.

كامل الوزير وزير النقل
كامل الوزير وزير النقل

 

خاصة وأن مصر صاحبة خبرة، في مجال السكك الحديدية، وكانت ثانى دولة تدخلها السكك الحديدية في العالم، بعد المملكة المتحدة، وتُعدّ خطوط السكك الحديدية المصرية، أول خطوط يتم إنشاؤها في أفريقيا والشرق الأوسط ، حيث بدأ إنشاؤها في خمسينيات القرن التاسع عشر، وتحديداً يوم 12 يوليه عام 1851، وبدأ تشغيلها فى عام 1854، علاوة على العلاقات الوطيدة بين مصر واليابان، في كافة المجالات، ومنها النواحى الاقتصادية والتكنولوجية والمواصلات والاتصالات، وهو مايلعب دوراً هاماً وحاسماً، في أفضلية استقبال الأراضى المصرية، لتجربة القطار فائق السرعة على أراضيها، كما أن سهولة حركة النقل البحرى، مابين مصر واليابان، لها عامل مُميّز في وصول عربات القطار، المُراد تجربتها، عن طريق الجنوب والشرق، ناحية البحر الأحمر، وقناة السويس، مع إمكانية تقديم مصر، لتسهيلات لتجربة هذا القطار والمشروع الأسطورى، عن طريق سفن الأسطول المصرى، والإعفاء من رسوم الدخول والمرور في قناة السويس، وكذلك النقل والضرائب، وكل ما من شأنه أن يُيسر تنفيذ هذه التجربة التاريخية، على الأراضى المصرية، وسوف يُعدّ ذلك حدثاً عالمياً سيتابعه سُكّان المعمورة، وهو إعلان لا يُقدّر بمال، عن مصر وإنجازاتها وحضارتها، من خلال متابعة تجربة هذا القطار فائق السرعة، خلال هذه السنوات الـ 7 القادمة، وحتى عام 2027

طريق مصر أسيوط الصحراوى الغربى
طريق مصر أسيوط الصحراوى الغربى

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق