انقسام روسي تركي في سوريا.. وإدلب كلمة السر

السبت، 01 فبراير 2020 04:00 ص
انقسام روسي تركي في سوريا.. وإدلب كلمة السر
أردوغان
كتب مايكل فارس

تتسع الفجوة بين كل من روسيا وتركيا يوما بعد يوم في سوريا، بسبب دعم أنقرة المطلق للميليشيات المسلحة وبقايا تنظيم داعش الإرهابي، المتحصنين في محافظة إدلب، ومؤخرا هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتنفيذ بعملية عسكرية إذا لم يتم حل الوضع في محافظة إدلب السورية بشكل سريع.

ووضع أردوغان حججا واهية حيث قال إن بلاده لا يمكنها التعامل مع تدفق لاجئين جديد، مجددا أقاويل بشأن القلق من تدفق موجة لاجئين جديدة على تركيا وسط هجمات الجيش السوري المدعوم من روسيا، بل زاد في تصريحاته قائلا، إن صبر تركيا إزاء الهجمات بدأ ينفد، واتهم روسيا بخرق الاتفاقات التي تهدف لتهدئة الصراع بالمنطقة؛ من جهته، رد الكرملين بالقول إن روسيا تفي بالتزاماتها تماما في إدلب في سوريا، وتشعر بقلق عميق إزاء الهجمات العسكرية هناك.

وتأتي التصريحات العنجهية التركية، بعدما تجدد القتال في محافظة إدلب، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته كل من أنقرة وموسكو، في 12 يناير الماضي، لكنه لم يصمد طويلا، حيث جاء الاتفاق بعدما حصّن أردوغان بقايا تنظيم داعش الإرهابي والميليشيات المسلحة في سوريا داخل محافظة أدلب السورية، خلال العام الماضي لتبقي المعقل الأخير لهذه الجماعات الإرهابية في دمشق، وقد ظهرت مبادرات عدة بين النظام السوري والروسي من جهة، وهذه الجماعات من جهة للخروج الأمن لتبسط قوات النظام سيطرتها على المحافظة السورية، إلا أن الدعم التركي وقف حائلا ضد تصفية الشمال السوري من الإرهابيين.

وقد شن الجيش الوطني السوري، خلال الأيام الماضية، عدة ضربات بالجو والمدافع الثقيلة لدك معاقل الإرهابيين خلال الأشهر القليلة الماضية، ليخرج بعدها أردوغان بتصريحات يقول من خلالها إن بلاده أخبرت روسيا بأن صبرها بدأ ينفد إزاء استمرار القصف على مدينة إدلب شمالي سوريا، متهما موسكو بعدم احترام الاتفاقات المبرمة مع أنقرة بشأن شمال غرب سوريا، حيث يكثّف الطيران السوري والروسي قصفه هناك منذ أيام، وقد قال، بحسب وكالة أنباء "الأناضول" الرسمية: "مع روسيا أبرمنا هذه الاتفاقات، إذا كانت روسيا لا تحترم هذه الاتفاقيات، إذاً سنفعل الأمر نفسه. للأسف في الوقت الحالي، روسيا لا تحترمها".

وصعدت تركيا من لهجتها لحماية الجماعات الإرهابية في الشمال السوري، وهددت بالرد على أي هجوم ضد نقاط المراقبة التابعة لها في محافظة إدلب، التي تحاول قوات النظام السوري استعادة السيطرة عليها، حيث قالت وزارة الدفاع التركية في بيان: "سنرد بدون تردد في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس ضد أي محاولة تهديد لنقاط المراقبة التركية في المنطقة"، متهمة النظام السوري بخرق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في إدلب في 12 يناير .

ولضمان حماية الميليشيات المسلحة، أعلنت تركيا أواخر ديسمبر أنها لن تنسحب من نقاط المراقبة في منطقة إدلب شمال غربي سوريا، حيث كثفت قوات النظام السوري بدعم من الطيران الروسي غاراتها منذ 16 ديسمبر، ويأتي ذلك في وقت ينتشر فيه الجيش التركي في نقاط مراقبة في منطقة إدلب بموجب اتفاق تم التوصل إليه في سبتمبر 2018 بين موسكو حليفة النظام السوري وأنقرة الداعمة للمعارضة، بهدف تفادي عملية للنظام السوري في المنطقة، التي يسيطر عليها تنظيم هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقاً، وحيث يعيش 3 ملايين شخص.

بدوره اتهم المبعوث الأمريكي الخاص بشأن سوريا جيمس جيفري طائرات سورية وروسية بتنفيذ 200 ضربة جوية في منطقة إدلب خلال الأيام الماضية، مضيفا أن نحو 700 ألف نازح في شمال غربي سوريا "يتحركون باتجاه الحدود التركية، وهو ما سيثير أزمة دولية، فيما أفادت مصادر محلية سورية، أن آلاف المدنيين في مدن وقرى ريف إدلب يغادرون منازلهم باتجاه الحدود السورية-التركية شمالا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة