2020 عام الانتعاشة السياحي.. والهيئات العالمية والصحف المتخصصة تضع مصر في المركز الأول

الأحد، 02 فبراير 2020 03:11 م
2020 عام الانتعاشة السياحي.. والهيئات العالمية والصحف المتخصصة تضع مصر في المركز الأول
السياحة

انتعاشة كبيرة وغير متوقعة حققتها السياحة المصرية جعلها تقترب من معدلاتها في عام 2010 عندما حققت أرقامًا مهمة وقياسية وربما تتجاوزها قليلًا،

بل الأكثر من ذلك فقد تم وضع مصر ومدنها السياحية من كبريات الصحف الأجنبية والمواقع السياحية وهيئات السياحة الدولية فى مقدمة الوجهات السياحية للزائرين حول العالم فى العام الجارى 2020، وهو ما لم يكن متوقعا أيضا.

وقد حقق قطاع السياحة حوالى 12.6 مليار دولار فى العام الماضى، مع التوقع بارتفاع الرقمليكون ما بين الـ15 أو الـ16 مليار دولار نهاية العام الجارى بالتزامن مع أحداث وفعاليات سياحية مهمة فى مصر فى مقدمتها افتتاح المتحف المصرى الكبير.

من جانبه قال محافظ البنك المركزى المصرى طارق عامر فى حوار تليفزيون إن استقرار الحالة الأمنية كان الداعم الأكبر للسياحة، علاوة علي تحرير سعر الصرف، بجانب حمايته الصناعة المحلية.

وأضاف عامر أن السياحة المصرية عادت الآن مرة أخرى، قائلا: كانت  هناك عدد من الفنادق المتعثرة فى طابا ونويبع وسانت كاترين وغيرها، وتم إعداد برنامج لإعفاءات من الفوائد وبعض الديون، بجانب مبادرة للتمويل وتجهيز الفنادق لاستقبال السياح، مؤكدا رفع مبادرة قطاع السياحة من 5 مليارات جنيه لـ50 مليار جنيه.

وأشار إلي أنه قبل ذلك بسنوات تعرضت السياحة المصرية لضربات لم تتعرض لها سياحة أخرى فى العالم إلى حد أن يصرح الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، فى إحدى جلسات مؤتمر الشباب فى شرم الشيخ فى نوفمبر 2017 بأن «هناك طرقا عديدة تُستخدم لاستهداف الدولة المصرية، منها استهداف السياحة كأحد الروافد المهمة فى الدخل القومى فى مصر»، قائلًا «استهدفوا السياحة 7 سنوات عشان الشباب السائحين من آسيا وأوروبا لا يأتون لمصر، وهذا لمنع وصول هذا الدخل السياحى حتى لا يساهم فى بناء بلدنا.

وأضاف عامر أن الرئيس السيسي قال فى جلسة «تحديات وقضايا تواجه شباب العالم.. سبل المواجهة لصناعة المستقبل»، أن أخطر قضية يواجهها العالم كله والأمم، وتدمر المستقبل هو الإرهاب، متابعًا «فى كل مرة كانت معدلات السياحة تتقدم وترتفع وتوفر دخلًا جيدًا لمصر، يتم ضرب السياحة ونرجع للصفر من بعد التقدم».

أكد " عامر " أن حديث الرئيس تترجمه الأرقام والأحداث التى ضربت السياحة المصرية فى مقتل، ويدلل على أن مسألة عودتها وانتعاشها لم يكن بالأمر السهل أو الهين واحتاج مجهودات مهولة من الدولة.

تعالوا نقرأ ونطالع الأرقام التى توضح حجم الخسائر فى القطاع السياحى خلال السنوات الثمانية الماضية لنعرف حجم الكارثة.

فى عام 2010 وصلت مصر إلى انتعاشة تاريخيّة فى السّياحة عندما قام بزيارتها 15 مليون سائح، أدخلوا لخزينة الدولة 14 مليار دولار، بالإضافة إلى 12 مليار دولار للعاملين فى مجال السياحة، والذين تتنوّع أعمالهم إلى ألف مهنة، بين عاملين بشكلٍ مباشر مثل المرشد السياحى وعمّال الفنادق، وعاملين بشكلٍ غير مباشر مثل سائق التاكسى.

وفي 2011  تدهورت أحوال السياحة ليحضر إلى مصر 8 ملايين سائح بدخلٍ وصل إلى 5 مليارات دولار.

وفى عام 2012 جاء 9 ملايين سائح، ثم 6 ملايين فى 2013 ودخلٍ لم يتعدَّ 3.5 مليار دولار.

وفى عام 2014 حضر إلى مصر 8 ملايين سائح، لينخفض فى عام 2015 إلى 7 ملايين ويكون أقل معدّل للسياحة فى العام الماضى 2016، بـ5 ملايين سائح فقط، فى أعقاب إسقاط الطائرة الروسيّة فى شرم الشيخ فى 31 أكتوبر عام 2015.

كانت عملية إسقاط الطائرة الروسية ضربة موجعة للسياحة المصرية ورغم أنها تعنى روسيا إلا أن بريطانيا تضامنت معها، وأعلنت حظر السفر إلى مصر – دون سبب واضح خاص بها - وظلت المفاوضات والمناقشات مع روسيا وقتا طويلا لإعادة السياحة الروسية تدريجيًا إلى مصر بعد اشتراطات أمنية صارمة فى عدد من المطارات المصرية، وهو ما حدث فى العام الماضى مع عودة السياحة إلى شرم الشيخ والغردقة ثم إعلان لندن عودة سياحها. لذلك كان عام 2015 عاما صعبا للغاية وعاما بلا أمل فى عودة السياحة.

فى عام 2016 بدأت بريق الأمل من جديد، بعد أن حصلت لأول مرة على العلامة الخضراء من وزارة الخارجية الأمريكية التى نصحت رعاياها بالذهاب إلى مصر، بعد أن أعطت لتركيا المقصد السياحى الأنشط فى المنطقة العلامة الحمراء، أى أنّها بلد خطير وغير مستقر، فيما أخذت أوروبا العلامة الصفراء، أى أنّها قارة تعانى من تهديداتٍ بمخاطر.

لكن يبدو أن الجماعات الإرهابية أبت أن تدخل مصر لمرحلة الانتعاشة السياحية مرة أخري ، حيث تزامن هذا الإعلان مع حادث تفجير الكنيسة البطرسيّة الملحقة بالكاتدرائيّة المرقسية فى القاهرة.

ثم عاد الأمل لكنه تبدد بعد شهر بتفجيرات كنائس فى طنطا والإسكندريّة لتضرب السّياحة مجدّدًا وتصبح عاطلة، لا سيّما أنّ الكثيرين من العاملين بالسّياحة كانوا يراهنون على الفترة الأخيرة التى تزامنت مع أعياد القيامة للمسيحيّين فى العالم.

عادت السياحة مع قرار السلطات الروسية باستئناف الرحلات مرة أخرى، فالمعروف أن أكبر جنسيّة تستهدف السّياحة فى الشواطئ والمنتجعات المصريّة هى الروسيّة، والتى يكون لها سنويًّا ما يصل إلى 30% على الأقلّ من حجم السّياحة القادمة إلى مصر.

يؤكد خبراء السياحة أن الاستقرار الأمنى واستعادة مصر لدورها الإقليمى والدولى والزيارات الخارجية المتعددة للرئيس إلى الخارج والمشروعات القومية الكبرى سواء فى مجال البنية التحتية أو السياحة بافتتاح المتاحف والاهتمام بالأماكن السياحية التاريخية والتقليدية وتسويقها بشكل جيد ثم الاستعداد لافتتاح أكبر متاحف العالم هذا العام كلها ساهمت فى عودة السياحة بشكل كبير جدًا.

وأضافوا أن الدولة لم تبخل بالمبادرات لدعم القطاع السياحى الداخلى وهيكلة ديون المنشآت السياحية.

كل ذلك جعل وسائل الإعلام الأجنبية تختار مصر كأفضل المناطق السياحية لزيارتها عام 2020 خاصة مع قرب افتتاح المتحف الكبير الذى وصفته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بأنه المشروع الضخم الذى ينتظره العالم.

وأشارت إحدى المقالات المنشورة فى صحيفة «بى بى سى ترافل» تحت عنوان: «لماذا 2020 هو عام زيارة القاهرة»، إلا أن افتتاح المتحف سيعمل على استقطاب أعداد أكبر من السائحين إلى القاهرة، من خلال عرض كنوز الملك الذهبى توت عنخ آمون، وغيرها من القطع الأثرية الفريدة.

من جهتها، وضعت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية القاهرة ضمن قائمة أعدها قسم السفر بالصحيفة، لأفضل 52 مقصدًا سياحيًا يمكن زيارته فى عام 2020، مرجعة سبب اختيارها للقاهرة لاستعدادات مصر لافتتاح المتحف الكبير المصرى، والذى وصفته بالبناء الضخم الذى يشيده المصريون كما فعل أجدادهم الفراعنة لبناء الحضارة المصرية القديمة.

بدورها، وضعت مجلة أمريكية، متخصصة فى شؤون السفر والسياحة، مصر فى قائمتها لأفضل الوجهات السياحية الترفيهية لهذا العام.

وكانت صحيفة «الديجتو» الإيطالية، قالت إن مصر يعتبر بلدًا سحريًا وشبه أسطورى، حيث كان يسكنه الفراعنة الذين عاشوا فى حياة فاخرة، ويُقدسون كآلهة على الأرض محاطين بجمال معمارى راق للغاية، ولا يزال عالم الفراعنة من أهم العوالم التى يحاول العالم اكتشافها، موضحة أن السياحة الأثرية تمثل أهم موارد البلد الأفريقي.

وأوضحت الصحيفة فى تقرير لها نشرته يوم الأحد الماضى، على موقعها الإلكترونى أنه وعلى الرغم من الأزمات التى عاشتها السياحة فى مصر فى السنوات السابقة، إلا أنها استطاعت العودة من جديد، مما سيؤثر بشكل إيجابى على الاقتصاد المصرى فى الفترات المقبلة.

وأضافت أن السياح الإيطاليين يفضلون فى المقام الأول عند زيارتهم إلى مصر البحر الأحمر من شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم، إلا أنهم أيضًا يفضلون زيارة الأهرامات فى الجيزة والتى يعتبرونها معجزة لاستمرارها على نفس وضعها منذ آلاف السنوات.

وفى شهر ديسمبر الماضى استعرضت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية قائمة لأفضل الأماكن التى يُنصح بزيارتها فى العام المقبل 2020، والتى ضمت حوالى 18 بلدًا ومدينة، مستندة فى ذلك إلى تقييمات ونصائح مواقع عالمية شهيرة متخصصة فى السياحة.

ويبدو أن مصر تستعد للعودة إلى عالم السياحة من جديد فى عام 2020، وفقًا لشركة السياحة العالمية «أبركرومبى آند كنت«.ويُوصى أيضًا بزيارة المتحف المصرى الكبير بالقاهرة، والمقرر افتتاحه أخيرًا فى العام المقبل، ليكون أكبر متحف أثرى فى العالم.

وحسب موقع السفر والسياحة الشهير «تريب ادفيزور» فقد تم إدراج 7 مناطق عربية ضمن قائمة أفضل 10 وجهات سياحية فى الشرق الأوسط، بناءً على ترشيحات المسافرين، الذين أجمعوا على أن هذه الدول هى الأفضل للزيارة فى الشرق الأوسط. وجاءت فى المركز الثانى، مدينة الغردقة التى قال موقع «تريب أدفيزور» عنها، إنها أصبحت منتجعًا مزحمًا طوال العام، بفضل شعابها المرجانية المذهلة، ومياهها الفيروزية المثالية لركوب الأمواج، على ساحل البحر الأحمر، ما يجعلها من أفضل مواقع الغوص والغطس فى العالم.

 
 
السياحة المصرية

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة