ليبيا وسوريا وأوكرانيا.. 3 مسامير في نعش العلاقات التركية الروسية

الأربعاء، 05 فبراير 2020 09:00 م
ليبيا وسوريا وأوكرانيا.. 3 مسامير في نعش العلاقات التركية الروسية
بوتين وأردوغان
كتب مايكل فارس

فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة 21 ديسمبر 2019، عقوبات على  لشركات المساهمة في بناء خط أنبوب الغاز الروسي التركي "السيل الشمالي 2" (نورد ستريم 2) الذي يشكل محور معركة اقتصادية وجيوسياسية بين الولايات المتحدة وأوروبا، والذى يربط حقول الغاز من روسيا إلى تركيا عبر أنابيب ومن ثم إلى ألمانيا، وهو ما يعكس اتفاق استراتيجي بين روسيا وتركيا، فيما اعتبرت واشنطن أن أنبوب "السيل الشمالي 2" سيزيد اعتماد الأوروبيين على الغاز الروسي ويعزز بذلك نفوذ موسكو. من جهته، يدين الاتحاد الأوروبي بشدة تدخل الولايات المتحدة في سياسة الطاقة التي يتبعها.

وفى الوقت الذى يصور فيه كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، إظهار علاقاتهما بصورة جيدة، إلا أن الخلافات العميقة بين الطرفين بدأت تظهر علنا، إلا أن للبلدين رؤى مختلفة بدأت تظهر على السطح والعلن بعد إخفاء دام لشهور، فيتبنى البلدان رؤىً مختلفة في معالجة عدد من الملفات الأساسية، في سوريا وليبيا وأوكرانيا، وتتفقان في ملفات صفقة "نظام الدفاع الجوي إس- 400"، وخط الغاز بينهما، ومواجهة العقوبات الأمريكية

ورغم محاولة الرئيسيان، إخفاء الخلافات ووضعها تحت السيطرة نوعا ما، غير أن التباين بشأن الملف السوري والليبي بدأ يأخذ مساراً تصاعدياً، على ما يقول خبراء، حيث يرى الكاتب والباحث السياسي التركي، جواد غوك ، أن روسيا بدأت تفتح ملفات تركيا التي كانت مخبأة في أرشيفها والتباين بدأ في سوريا وأوكرانيا، مشيرا إلى أن الخلاف بشأن شمال سوريا بات واضحا، بعد الهجوم الأخير في إدلب، وهذا ما دفع روسيا إلى فتح الملفات السلبية لتركيا التي كانت مغلقة في الأرشيف الروسي، في وقت بدأ المسؤولون الروس يتحدثون عن مسألة عدم التزام تركيا باتفاق سوتشي ودعمها للميليشيات في ليبيا بالمرتزقة.

 

وبعيدا عن تاريخ العلاقات "الجيدة" مع روسيا خلال السنوات الماضية،، ففي مستهل زيارته إلى كييف الاثنين الماضي، حيا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حرس الشرف، بعبارة استفزت موسكو لارتباطها بالقوميين الأوكرانيين المناهضين لروسيا، وفي سوريا، شهدت منطقة خفض التصعيد، في الأيام القليلة الماضي، استهدافا مباشرا متبادلا بين القوات السورية والتركية، فقد أدى قصف سوري إلى مقتل عدد من الجنود الأتراك في إدلب، وردت تركيا بقصف أهداف للجيش السوري.

الأزمة السورية الأخيرة أدت إلى تبادلت موسكو وأنقرة بيانات التحذير والرد والرد المضاد، فقد اعتبر أردوغان، أن الاتفاقات التي أبرمتها بلاده مع روسيا بشأن إدلب غيّر فعالة، ذلك أنها جلب مئات الآلاف من النازحين السوريين إلى حدود بلاده، وترى تركيا أنه كما تقدم الجيش السوري في إدلب، فإن ذلك يعني مزيدا من العبء الملقى عليها، كما تقول الأمم المتحدة إن أكثر من نصف مليون شخص نزحوا في إدلب من جراء الهجوم العسكري الذي يشنه الجيش السوري بدعم روسي في إدلب منذ ديسمبر الماضي، في واحدة من أكبر موجات النزوح في الحرب السورية التي اتمت عامها التاسع.

وفى ليبيا، لقد شكل توقيع الاتفاق البحري وإرسال أنقرة مرتزقة إلى طرابلس أزمة مستجدة مع موسكو، فمن الواضح أن هناك أيضاً تباين واضح في الموقفين الروسي والتركي، فموسكو تدعم الجيش الوطني الليبي في حربه ضد الميليشيات، وأنقرة تقف في صف الميليشيات في مواجهاتها مع الجيش الوطني، وقد عبرت روسيا عن قلقها من إرسال تركيا جنودا ومرتزقة إلى ليبيا، معتبرة أن الأمر يساهم في زيادة عدم الاستقرار بليبيا، وفي وقت يتبنى أردوغان دعم مشروع تنظيم الإخوان في المنطقة، منعت روسيا أنشطة التنظيم الإرهابي على أراضيها منذ عام 2003، وأدرجته على لائحة المنظمات الإرهابية في عام 2006، كما اتهمت روسيا في الماضي الإخوان بدعم المتمردين الذين يرغبون في إنشاء دولة إسلامية في القوقاز الذي تقطنه أغلبية مسلمة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق