"ملكوش حاجة عندي واطلعوا بره".. ختم يدمر مجهود طلاب هندسة المنوفية

الخميس، 06 فبراير 2020 02:01 م
"ملكوش حاجة عندي واطلعوا بره".. ختم يدمر مجهود طلاب هندسة المنوفية
جامعة المنوفية
ابراهيم الديب

كارثة داخل أرجاء إحدى الكليات العلمية في جامعة مصرية، ضربت مساعي الدولة بالحفاظ على العقول المصرية من الهجرة، وتقديم كل سبل الدعم المادي والمعنوي للطلاب وتجهيز البيئة المحيطة بهم للإبداع والابتكار، كان أحدهم يضرب حلم طلاب أرادوا أن يخرجوا عن الصندوق وابتكار شيء جديد، وأمام ما يعرقلهم من عدم موافقات أخذوا على عاتقهم كل ما يستطيعون فعله لتحقيق حلمهم على أرض الواقع، لكن أستاذهم الجامعي أخذ نتاج هذا الحلم وأخفاه دون وصول لحل.
 
تفاصيل الواقعة تتضمن تدشين أحد طلاب كلية الهندسة بجامعة المنوفية هاشتاج "وقف جبروت دكاترة الجامعات" عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تنديداً برفض فكرة مشروع تخرجهم بقسم هندسة الإنتاج والتصميم الميكانيكي، حيث يتكون المشروع من 7 طلاب. 
 
بدأت القصة وفق الطالب أحمد الذي يرويها على عهدته، بطلب فكرة لمشروع التخرج وفق المخطط الدراسي في كليات الهندسة، حيث بدأ الطلاب الـ7 في البحث عن فكرة لمشروع تخرجهم، حيث أكد الطالب عبر حسابه الشخصي، أنهم بدأوا في اختيار فكرة خارج الصندوق، من أجل تدشين مشروع جديد وليس كما هو سائد تطبيق مشروعات قديمة دون عناء، على حد قول الطالب. 
 
وقال الطالب، في تغريدته: "قررنا إننا هنعمل SMT Machine ودي عبارة عن  Cartesian robot بتعمل تجميع ولحام لمكونات الـ Surface mounting boards وعملنا دراسة جدوى للموضوع لقينا المشروع هيكلف 85 ألف جنيه ودي طبعًا تكلفة كبيرة جدًا، فشرحنا الموقف للدكتور المشرف على المشروع".
 
وتابع: "قولنا إن التكلفة دي مش هنقدر نغطيها فقدامنا حلين؛ يا إما نكتفي بإننا نعمل مجرد Design للمشروع من غير تنفيذ يا إما نقدم على دعم من البحث العلمي وننفذ المشروع لو جالنا الدعم".

ووفق حديث الطالب، أن المشرف وافق على الاقتراح الثاني بتقديم طلب الدعم، ووفق الرد على هذا الطلب سيتم مناقشة كيفية عمل المشروع، لكن تم رفض الطلب؛ لأن المشرف ليس لديه خبرة في مجال المشروع، وما كان على الطلاب إلا تقديم حل ثالث بشرح الفكرة مرة أخرى مع تقليل مراحل الماكينة، التي يترتب عليها تقليل التكلفة من 85 ألف جنيه إلى 32 ألف جنيه، على أن يدفع الطلاب حق المشروع من مالهم الخاص على أن يستردوا مشروعهم عقب انتهاء مناقشته، وهو ما وافق عليه المشرف وأكد عليه.
 
وأكد الطالب على أنه تأمينًا لهم بأخذ المشروع بعد المناقشة، تم الحصول على موافقة كتابية بدخول وخروج الماكينة من الكلية بعد انتهاء المناقشة، وهذه الموافقة من مشرف المشروع ومدير عام الكلية. 
 
وقال الطالب: "بدأنا شغل في المشروع بدون أي مساعدة من مشرفي المشروع؛ لأنهم لايفقهون شيئا عنه وبذلنا مجهودا غير طبيعي علشان نقدر ناخد فيه خطوة لأن مفيش حد يساعدنا وكمان لأن الماكينة مش Open source فبالتالي مفيش داتا عنها على النت، بعد تعب وضغط نفسي وتطبيق أيام من غير نوم قدرنا نكمل المشروع، ودافعين كل قرش فيه من جيوبنا من غير أي دعم من الكلية ومن غير ما نستفيد من ورش الكلية في الشغل وعملنا كل حاجة بره الكلية على تكلفتنا الخاصة".
 
كانت المفاجأة تنتظرهم بعد المناقشة، قال الطالب: "خلصنا وناقشنا المشروع وبعد المناقشة اتفاجئنا بمشرف المشروع بيقولنا أنا محتاجكوا تعملوا بريزينتيشن تاني عن المشروع قدام طلبة قسم ميكاترونيكس وسيبوا المشروع لحد ما تعملوا البريزينتيشن وابقوا خدوه بدل ما تفضلوا تنقلوه".
 
واستطرد الطالب حديثه موضحًا أن "الحديث كان منطقيًا ولم يكن هناك داعٍ للشك في الأمر، لكن بعد 3 أيام- يوم عرض المشروع على طلاب ميكاترونيكس، اجتمع المشرف معهم مهنئًا الطلاب على مشروعهم، مؤكدًا فخره واعتزازه بهذا المشروع قائلًا: "عملتوا حاجة عظيمة، وعايز أعزمكم على الغداء واحتفل بيكوا"، لكن كان الأمر مختلفًا عقب هذا الحديث البسيط حينما طالب الطلاب بأخذ مشروعهم. 

وكان رد المشرف، وفق شهاداتهم، أنه يجب ترك المشروع للكلية حتى يستفيد منه الجميع، لكن الطلاب رفضوا ذلك؛ لأن هذا يخل بما تم الاتفاق عليه؛ خاصة وأن المشروع لم تشارك فيه الكلية سواء ماديًا أو إشرافيًا بشكل عملي، فجميع مصادر التمويل لهذا المشروع هم الطلاب أنفسهم. 
 
وانتهى الأمر بجدال واسع، وقول المشرف: "ملكوش حاجة عندي وامشوا اطلعوا بره"، في إشارة إلى الطلاب بالخروج دون المشروع.
 
وبدأ الطلاب في أخذ خطوات تصعيد مشكلتهم تدريجيًا بدءًا من رئيس القسم ثم وكيل الكلية لشئون الطلاب ثم عميد الكلية، وكان رد العميد على ذلك بتقديم شكوى مكتوبة إليه والعودة بعد 4 أيام لبيان النتيجة، وبعد 4 أيام لم يتوصل العميد لحل مع مشرف المشروع، حتى كتابة هذه السطور.
 
WhatsApp Image 2020-02-06 at 1.44.18 PM

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة