بعد أكثر من 80 سنة نجاح..

الانهيار المالي يسطر نهاية الإعلام اللبناني: إغلاق محطات الراديو.. وتوقف الصحف

الأربعاء، 12 فبراير 2020 09:00 ص
الانهيار المالي يسطر نهاية الإعلام اللبناني: إغلاق محطات الراديو.. وتوقف الصحف
لبنان
أمل غريب

ضربت أثار الأزمة السياسية والأقتصادية التي تعيشها لبنان، منذ 3 أشهر، كل مناحي الحياة هناك، إلا أن قطاع الإعلام بات المجال الأكثر تأثرا، الأمر الذي وصل إلى حد الانهيار الكامل، على خلفية الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في بلاد الأرز، وخلفت أزمة مالية طاحنة أدت إلى عدم تحديث الصناعة في ظل عالم يشهد تطورات متلاحقة.

وأبرزت صحيفة الجارديان البريطانية، الأوضاع المتعلقة بقطاع الإعلام في لبنان، موضحة أنه على مدار 80 عاما، منذ الاستقلال بعد الحرب العالمية، تحولت بيروت إلى ملاذ للإعلام في المنطقة العربية بالكامل، واستطاعت توفير منصة حرة للصحافة والترفيه لم تكن متوفرة في  كثير من دول الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الصحف اللبنانية كانت تضع الأجندات، ومحطاتها التلفزيونية تختبر الحدود، ويتحدى ملاكها الحروب والتراجع، ويختبرون صبر الأقوياء.

وأورد تقرير الجارديان البريطانية، أنه على مدار الـ 3 أشهر الماضية، تسبب الانهيار المالي الذي كان متوقعا منذ فترة طويلة، إلى محو العائدات التي كانت تبقي وسائل الإعلام اللبنانية على قد الحياة، إلا أنه منذ هذا الوقت، تم إغلاق عدد من محطات الإذاعة ذات الشعبية، وعجزت صحفا عن دفع رواتب صحفييها، وذهب البعض الأخر إلى تقليص الرواتب، فيما تبحث قنوات شهيرة عن ممولين أجانب.

وأوضح تقرير الصحيفة البريطانية، أنه خلال شهر فبراير الجاري، أوقفت الصحيفة الوحيدة الصادرة باللغة الإنجليزية «ذا دايلي ستار»، إصدار نسختها المطبوعة، كما أغلقت محطة إذاعية عريقة بعد عمل استمر نحو 40 عاما، وسعى العاملون بها إلى البحث عن وظائف أخرى، بينما تعاني الكثير من المحطات التليفزيونية في دفع فواتيرها، مشيرة إلى أن الانهيار المالي في لبنان، أدى إلى تراجع سريع في صناعة الإعلام، وبدء موجة جديدة من هروب اللبنانيين إلى خارج البلاد بحثا عن فرص، إلى جانب أن وسائل الإعلام اللبنانية، تواجه نفس التحديات والضغوط التي يواجهها الإعلام في دول أخرى، ومنها انهيار وسائل الإعلان التقليدية والتخلي عن المنصات القديمة والهجرة إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تدفع أموالا، وبات قطاع صناعة الإعلام يواجه صراعا من أجل البقاء.

وأشار تقرير الجارديان، إلى عوامل أخرى نابعة من الخلل الواسع في لبنان، جعلت الدولة بطيئة في التكيف مع النماذج الإعلامية الجديدة، إذ نقلت تصريحات بايير ضاهر، رئيس مجس إدارة LBC ، قوله بأن لبنان تدفن رأسها في الرمال مثل النعامة، ولا تريد أن ترى ذلك، كما أن الحكومة هناك لم تهتم بهذا الأمر، ولم تعيين متخصص ينظر في هذا الأمر.

 وأشار رئيس مجس إدارة LBC، إلى أن هناك حاجة ماسة إلى خطة قومية لإحداث تحولات من الميديا العادية إلى الجديدة، كون الإنترنت أصبح جزء رئيسيا في الصناعة، بجانب الحاجة إلى التحول بشكل سريع بشأن الألياف البصرية والجيل الخامس، فضلا عن الحاجة الماسة إلى خفض الأسعار، إذ أن سعر الإنترنت في لبنان باهظ الثمن، مما يستلزم وضع خطة سريعة لكيفية تحول الصناعة بهذا القطاع الحيوي.

وأوضحت الجارديان البريطانية، أن قناةLBC  كانت واحدة من أبرز وسائل الإعلام اللبنانية، وذات تأثير بالغ، حيث كانت تستحوذ على نحو 40% من سوق التلفزيون، إلا أنها أصبحت تواجه الأن تهديدات لبقائها على قيد الحياة واستمر وجودها، مما أضطرها إلى التأخر في دفع الرواتب الكاملة للعاملين بها، حيث تعتمد في عائداتها بشكل رئيسي على الإعلانات التقليدية أو الرعاية من الشركات المحلية، التي توقفت جميعا منذ بداية اشتعال الاحتجاجات المناهضة للحكومة، في أكتوبر الماضي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق