هابي «فالانتينو»

الجمعة، 14 فبراير 2020 01:09 م
هابي «فالانتينو»
شيريهان المنيري

 
تهنئتي ربما تأتي مختلفة عن طبيعة التهاني التي يتبادلها المُحبين اليوم بمناسبة الاحتفال بـ"الفالانتين"، كتبتها على حساباتي عبر السوشيال ميديا، فهمها البعض والبعض الآخر تعجب منها، مُعتقدًا أنني خانني التعبير أو الكتابة، ولكن ما كتبته صحيح على الأقل من وجهة نظري.
 
عيد الحب يوم جميل بالفعل والاحتفال به بين اثنين من المُحبين أمر رائع فهو تجديد لتلك المشاعر التي تجمع بينهما، وفي أحيان أخرى مجال للتعبير عما تكنّه الأنفس بعضها لبعض بعد أشهر أو سنوات من حب صامت يخشى كل طرف من المبادرة بالتعبير عنه، ولكن ما نراه اليوم من حولنا يبتعد تمامًا عن تلك المفاهيم والمشاعر السامية التي أصبحت تائهة حائرة وسط أناس تسير على طريق "الموضة" تُحركها "المنظرة" أو ربما مشاعر متضاربة تجهل دربها، فترتبط بأول من يقابلها بدوره تائهًا هو الآخر؛ ليحتفلا باليوم مشاركين أصدقائهما ومتابعيهما الصور واللحظات "الروشة" في مثل هذا اليوم وليس إلا.
 
ببساطة "فالانتينو" مصطلح متعارف عليه منذ القدم يشير للشخص "الحبيب" أو "سوما العاشق" على طريقة أحمد مكي، ما ينطبق على ما نراه كثيرًا في عصرنا هذا، بين أشخاص عايشه دور الحبيب ولا يمكنها العيش دون هذا الدور وكل يوم مع حد شكل "المهم متبقاش فاضية"، وأشخاص تعيش جو الرومانسية البائسة، فهي تهوى وتتلذذ بالاختيارات الخاطئة و"جوّ" الحب من طرف واحد و"بتخوني بتخوني يا عمو حسام" ، فتغدق بمشاعرها ومبادراتها الرومانسية دون أن تجد المِثل من الشخص المقابل لها.
 
"فالانتينو" هو/ هي أشخاص تستحق الشفقة، نعم الشفقة فهي تعيش لحظة أو حالة عابرة وإن كانت عام أو عامين أو حتى ثلاث، فهي لم تعش الحب والرومانسية بمعناها الحقيقي، ذلك المعنى الذي لا يُمكن التعبير عنه أو روايته لأنه ببساطة أمر محسوس فقط بين طرفين ينمو بأعماقهما ويجمعهما في السراء والضراء وإلى أبد الدهر، لا يفرقهما أو يبعد بينهما شيء، وحتى وإن حدث لأيام أو شهور فهو يعود بهما إلى بعضهما البعض، ليجدا أنفسهما أمام مرآة صافية نقية لا يريا فيها إلا نفسهما سويًا في عالم خاص يطغى عليه الحب والتفاهم.. عالم لا يسمح لهما بالافتراق بمشاعر بادرة مثلما يحدث في كثير من العلاقات الحالية التي لا تعرف سوى الاحتفال و"الدبدبوب أو القلب الأحمر" على أضواء الشموع في "كافيه" أو "رستوران". 
 
فإن كنت / كنتي تريدون الحب والاحتفال به؛ فابتعدوا عن "فالانتينو" وكونوا أنتم بمشاعركم الحقيقية بعيدًا عن عالم "المنظرة"، ودعونا نرى الحب الحقيقي ومشاعر نقية لا تُفرقها أسباب ومواقف زائفة، تكون جديرة بالاحتفال.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق