طرابلس تربة خصبة للدواعش.. «أردوغان» يعترف بتدمير ليبيا

السبت، 15 فبراير 2020 12:13 م
طرابلس تربة خصبة للدواعش.. «أردوغان» يعترف بتدمير ليبيا
رجب طيب أردوغان- رئيس تركيا
محمود على

«أردوغان» يعترف بتدمير ليبيا.. والسراج يفضح السلطان العثمانى على الهواء ويقر بإرساله مرتزقة

«المنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة التى منيت بهزيمة عسكرية فى سوريا والعراق، ستجد تربة خصبة (فى ليبيا) وستقف على قدميها»..  هذا ما صرح به الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى 18 يناير الماضى لصحيفة «بوليتيكو» الأوروبية.. ما أثار تساؤلات كثيرة بينما أكد بعض الليبيين أن هذا التصريح يمثل اعترافا صريحا على إرسال بلاده مرتزقة سوريين فى ليبيا.
 
ما قاله أردوغان قبل شهر يؤكد التقارير التى تتحدث عن وصول دفعات جديدة من المقاتلين السوريين المنتسبين إلى تنظيمات ترعاها تركيا إلى الأراضى الليبية قادمين من سوريا، وقالت مصادر ليبية إن عدد المرتزقة التابعين لتركيا الذين وصلوا إلى ليبيا أربعة آلاف ينقسمون إلى جزئين؛ سوريون ومقاتلون مرتزقة من عشرة فصائل كانوا ضمن المقاتلين بسوريا، حيث تم نقلهم على متن الطائرات الليبية من الحدود السورية التركية إلى الأراضى الليبية.
 
مرتزقة أردوغان يدقون طبول الحرب في ليبيا 
 
وقالت مصادر غربية إنه تم رصد طائرات تابعة للخطوط الجوية الليبية وطائرات ليبية خاصة حطت فى طرابلس وعلى متنها مرتزقة أتراك، وقعوا عقودا مدتها ستة أشهر مباشرة مع حكومة فائز السراج، وليس مع الجيش التركى، مقابل 2000 دولار شهريا، لتبرير تواجدهم على الأراضى الليبية، فيما أكد رامى عبدالرحمن، مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان، أن «تركيا تعد المقاتلين بالحصول على الجنسية التركية مقابل مشاركتهم فى المعارك فى ليبيا، ومن يلقى حتفه يصل إلى عائلته مبلغ 500 دولار لمدة سنتين.  
 
وزادت الاتهامات الموجهة إلى أردوغان من قبل الداخل الليبى، حيث أكد المتحدث باسم «الجيش الوطنى الليبى» أحمد المسمارى أن أردوغان يستهدف إرسال 18 ألف عنصر، متهما السراج بـ «دفع مليون دولار لكل قائد فصيل كى يرسل عناصره السورية للقتال فى ليبيا».
 
وكان رئيس ما يعرف بحكومة الوفاق الليبية فائز السراج أقر فى وقت سابق باستقدام مرتزقة سوريين من تركيا للقتال إلى جانب ميليشياته فى المعارك الدائرة مع الجيش الليبى بالعاصمة طرابلس، ولم ينف السراج تورط الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى إرسال مرتزقة سوريين إلى ليبيا وقال فى مقابلة أجرتها معه إذاعة «بى بى سى» البريطانية، ردا على سؤال حول وجود مرتزقة سوريين إلى جانب ميليشياته: «نحن لا نتردد فى التعامل مع أى طرف لمساعدتنا وبأى طريقة كانت».
 
واتهم الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أردوغان بعدم الوفاء بالوعود التى قطعها فى مؤتمر برلين، بعد وصول سفن حربية تركية ومقاتلين سوريين إلى ليبيا، وقال ماكرون «شاهدنا فى الأيام الأخيرة وصول سفن حربية تركية برفقة مرتزقة سوريين إلى الأراضى الليبية، هذا انتهاك واضح وخطير لما تم الاتفاق عليه فى برلين، إنه إخلاف للوعد».
 
وأكدت معلومات أن الطيران العسكرى التركى ينقل المرتزقة من غازى عنتاب وهى على الحدود السورية التركية إلى إسطنبول، ومن ثم إلى ليبيا، كما أن شركة الطيران «الإفريقية» الليبية وشركة طيران «الأجنحة» المملوكة للإرهابى الليبى المقيم فى تركيا، عبدالحكيم بلحاج تقوم بعملية نقل المرتزقة.
وقالت المصادر إن أردوغان الذى يواجه وضعا اقتصاديا صعبا، طلب من فائز السراج ضخ 4 مليارات دولار فى خزينة المصرف المركزى التركى، لنجدة الليرة التركية المتهاوية، وهو ما قام به السراج، مما أثار موجة من الغضب بين القبائل الليبية.
 
ولم تقف هذه الاتهامات عند هذا الحد، بل خرج رئيس المجلس الأعلى لقبائل الزوية الشيخ السنوسى الحليق فى تصريحات تليفزيونية ليؤكد أن محافظ مصرف ليبيا المركزى الصديق الكبير التابع لحكومة الوفاق متهم فى تسهيل دفع أموال لرئيس المجلس الرئاسى فائز السراج لتسديد مرتبات المرتزقة السوريين الذين نقلتهم تركيا مؤخرا إلى طرابلس.
 
أحزاب تونسية تدخل على الخط
 
فى سياق متصل طالب رئيس حزب مشروع تونس الحكومة التونسية باستدعاء السفير التركى فى تونس ومساءلته عن تورّط بلاده فى إرسال آلاف «الإرهابيين» إلى ليبيا مؤكدا أن هذه الخطوة من شأنها تهديد الأمن القومى التونسى، فى إشارة إلى أن نقل المرتزقة السوريين من جانب أردوغان إلى ليبيا من شأنه أن يهدد الاستقرار العربى بأكمله وليس المنطقة الحدودية الليبية فقط. 
 
محسن مرزوق استكمل فى تصريحه لقناة «الحوار التونسى» أن تركيا نقلت مرتزقة من أعتى وأشنع الإرهابيين فى العالم إلى ليبيا بعد اتفاقها مع حكومة السراج والعالم كله يتحدث عن ذلك، مطالبا بالتحرك العاجل ومساءلة السفير التركى فى تونس بسبب المخاطر التى تهدد تونس بعد إرسال 3 آلاف مقاتل فى تنظيم داعش من إدلب إلى ليبيا، لافتا إلى أن هذه الجماعات المسلحة منتشرة الآن على بعد مسافة قريبة من حدود تونس.
 
وأشار إلى أن وجود هؤلاء الإرهابيين (المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا من إدلب إلى ليبيا) يستدعى مطالبة السفير التركى بتقديم قائمة أسماء هؤلاء المرتزقة إلى تونس لتحديد أفكارهم وهل انضموا فى وقت سابق إلى داعش وعما إذا كان بينهم تونسيون أم لا؟
 
ويرى خبراء أن التورط التركى فى ليبيا، هدفه الأساسى أن يغطى أردوغان على أزماته الداخلية، خاصة بعدما صعد حزب رئيس الوزراء التركى الأسبق أحمد داوود أوغلو من هجومه ضد الرئيس التركى وحزبه، وخرج أوغلو ليفضح تفاصيل جديدة فى مسرحية الانقلاب الوهمى والمزعوم على أردوغان فى يوليو 2015، فى الوقت الذى يقود فيه حزب المستقبل الذى يقوده أوغلو دعوات إجراء انتخابات رئاسية مبكرة للإطاحة بالرئيس التركى، وقال إنه إذا كان استمر فى منصبه كرئيس للوزراء لما كان انقلاب 15 يوليو ليحدث، مؤكدا أنه كان يعلم كل شىء، وكان يستعد لتصفية جميع من يخططون للانقلاب، ولذلك فإن حزب العدالة والتنمية الذى كان أحد قياداته قد قرر التخلص منه والإطاحة به من المنصب.
 
وشن رئيس الوزراء التركى الأسبق، هجوما عنيفا على أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا، مشيرا إلى أنه أثناء فترة عمله كرئيس للوزراء، كان هناك بعض من أعضاء جماعة جولن داخل تشكيل العدالة والتنمية، وأنهم كانوا يسعون لافتعال أزمة معه، استعدادا ليوم 15 يوليو، مستغلين حالة عدم الاستقرار حينها.
 
 وبدأت أحزاب تركية معارضة تشكيل تحالف يطيح بأردوغان من سدة الحكم، فى ظل تصاعد معاناة الأتراك والتى كان آخرها إقدام مواطن تركى على حرق نفسه بسبب البطالة، بجانب تزايد معدلات القمع، وقال سيزائى تمللى، الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطى التركى المعارض «هذا هو الوقت المناسب لإقامة تحالف ديمقراطى، واليوم توجد اعتراضات كثيرة من المجتمع تجاه هذا النظام وتوجهاته التى يمضى فيها، سوف ننتظم جميعا فى مواجهة توجهات ومسالك تلك السلطة، وسوف نسعى إلى توعية سياسية أكبر لدى الأكثرية والعامة».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق