أنواع البوس عند المصريين.. الفلانتين من زاوية أخرى

السبت، 15 فبراير 2020 07:00 م
أنواع البوس عند المصريين.. الفلانتين من زاوية أخرى
عمر الشريف وأم كلثوم وكليوباترا
طلال رسلان

«بلاش تبوسنى فى عينيا دى البوسة فى العين تفرق، يمكن فى يوم ترجع ليا والقلب حلمه يتحقق، خلى الوداع من غير قبل علشان يكون عندى أمل، وبلاش تبوسنى فى عينيا».. لم تكن تلك الكلمات من إحدى أغانى عملاق الطرب الراحل محمد عبدالوهاب سوى فصل من فصول موروث الأغانى المصرية الذى تناول القبلة أو «البوسة»، إلا أنها كانت الأشهر، أو بمعنى إذا صح إشارة البدء وفتح الباب لأغانٍ مخصصة.
 
ولم يخل ما حصلنا عليه من تاريخ عن الفراعنة من رسومات ونقوش وكتابات تصور «البوسة» تعبيرا عن الحب، وهو الغرض الأكبر من «البوسة» فى الأساس، وهذا اتفاق بين كل الثقافات والشعوب، وغالبا ما يكون التجرؤ على تنحية هذا الغرض للبوسة، نعنى التعبير عن الحب، ضربا من ضروب العبث، وهذا ما أملاه علينا تاريخ الأمم وصولا إلى أغنية أوكا وأورتيجا «هاتى بوسة يا بت» ومن قبلها «بوس الواوا» لهيفاء وهبى، لكن يبدو أن للمصريين رأيا آخر فى مفهوم البوسة وأغراضها.
 
يذكر المؤرخون أن أول من استخدم «البوسة» لغرض غير الحب كانت الملكة كليوباترا، عندما اتخذتها أجرا للعاملين لديها، فيُحكى أن الملكة الشهيرة كانت تكافئ عمالها أو تعطيهم أجرا على التفانى فى العمل عن طريق التقبيل، وهذا ما عُرف لاحقا عند المصريين ببوسة المصلحة.
 
ومن بعدها لم يهدأ بال المصريين حتى امتلأ التراث الشعبى بأنواع وأغراض كثيرة للبوسة، انطلاقا من «تقبيل النعمة»- قطعة من الخبز-  قبل ركنها على جنب، ثم الأمثال الشعبية والأقوال المأثورة التى لم تخلُ من البوس، فهناك بوس الرضا «بوس إيدك وش وضهر».
 
أنواع البوس ليس اعتباطا عند المصريين، أو من قبيل المزحة والمصادفة، إنه مرتب بمفاهيم شعبية صارمة، فيتعلم المصرى أن بوس الخدود «تحية»، غير بوس الرأس اعتذار (أحب على راسك)، أما بوس اليد احترام (مع والأب والأم)، وهو نفسه الذى يصبح إتيكيت مع السيدات، والغريب أن يكون الحب مذلة (أبوس إيدك ما تقطع عيشنا)، ثم بوسة التهديد الأعلى فى قائمة أغراض المهانة (ما ابقاش أنا لو ماخلتهوش يبوس الجزمة)، ثم التى تليها فى المنزلة بوس الندم (أبوس القدم وأبدى الندم على غلطتى).

البوسة عند المصريين حب أم جنس؟
عندما سُئلت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم عن أغنية «قول لى ولا تخبيش» فى فيلم سلامة، وهو فيلم أنتج فى الأربعينيات من القرن الماضى، وناقشت موضوع القبلة هل هى «حلال أم حرام؟»، فقالت بما معناه: «القبلة إذا كانت للملهوف فليأخذ عوض الواحدة ألوفا».

البوس فى سينما المصريين
رغم أن القُبلة تعبر عن النهاية السعيدة فى كثير من الأفلام المصرية، إلا أن المصريين ينظرون إلى القبلة فى الأماكن العامة على أنها فعل يخدش الحياء، بل ويخالف القانون.
 
وعرفت القبلة فى السينما المصرية «البوسة» من خلال فيلم «قبلة فى الصحراء»، والذى لم يتم ترميمه، وبالتالى فُقد، ولم يعد له وجود، ويعتبر فيلم «أبى فوق الشجرة» صاحب أكبر عدد من القُبلات والذى وصل إلى 99 «بوسة»، 
 
 وكان عمر الشريف صاحب أشهر قبلتين تسببتا فى مشكلات كبيرة؛ الأولى قبلته لفاتن حمامة فى فيلم «صراع فى الوادى»، والثانية كانت فى فيلم «شاطئ الأسرار» عندما قبّل ماجدة الصباحى بالفيلم، وبعدها غضب شقيقها ضابط الشرطة، وتسبب فى مشكلات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق