هل تتحدث الجثث المجهولة؟ الجثمان (402) يُجيب

الإثنين، 17 فبراير 2020 04:00 م
هل تتحدث الجثث المجهولة؟ الجثمان (402) يُجيب
جثه

علامات ودلائل عدة تنطق بها جثامين الموتى أمام أطباء الطب الشرعي لتفسح من خلالها عن الساعات الأخيرة لها في الدنيا وتكشف عن لغز وصولها إلى العالم الآخر، وهو مايفسر مقولة «الجثث بتتكلم أمام الأطباء الشرعيين» لكنها تستخدم رموزا خاصة تتواصل بها مع هؤلاء الأطباء.

هل تتحدث الجثث؟

سؤال أجابت عنه الجثة رقم(402) التي بدأت رحلتها بقرار من النيابة العامة بانتداب الطب الشرعى ونقل جثة لذكر، بعدما عثر عليها فى نطاق القاهرة الكبرى إلى المشرحة لبيان سبب الوفاة والكشف عن هويته، ووصلت إلى المشرحة داخل سيارة إسعاف ومرفق قرار الندب، وبعد استيفاء الإجراءات دخلت الجثة 402 مرحلة الفحص الظاهرى من خلال تحديد العلامات الاستعرافية والتى تثبت فى بطاقة ترفق مع الجثة، حيث تبين أنها لشاب فى حوالى العقد الثالث من العمر، بطول 170 سم ويرتدى تيشيرت أسود وبنطال وشورت داخلى أخضر فى بيج، وفى بداية تعفن رمى وعلى زراعيه وشم أخضر كثيف وكلمتين بالوشم الأحمر «سببه نورة».

بالإضافة إلى تصور الجثة فوتوغرافيا بالملابس وبدونها، كما يتم فحص الفتحات الطبيعية، وبيان نوع الإصابة أن وجدت منها اثار إطلاق نار أو الطعن أو السحجات أو الحروق أو اَثار حول الرقبة وإثبات مدى حيوية الإصابة ففى حالة حدوثها قبل الوفاة تشكل الدماء ترسبات على الجلد المحيط بالإصابة أما بعدها تظهر دون آثار لدماء «المسلوخ»، وكذا إثبات العلامات الدالة على أسباب مرضية أو كيماوية أو تسمومية، وفحص الأصابع لبيان أثار البارود أن وجد.

وعقب الانتهاء من الفحص تبين أن هناك شبة جنائية فى سبب الوفاة، لوجود إصابة فى الرأس وتم تشريحها وسحب عينات البول والدم والأحشاء، وأخذ البصمة الوراثية تحليل "DNA"، ورقمت الجثة برقم 402، حيث تعرف الجثث داخل المشرحة بالأرقام، وبحسب الإجراءات المتبعة تم أخذ بصمات اليد لمضاهاتها فى الأجهزة الأمنية وتعميم المواصفات ومقارنتها ببلاغات المتغيبين وطلب التحريات، وبمرور 5 أشهر على العثور على الجثة 402 وحفظها بثلاجة الموتى صدر قرار دفنها بأحد مدافن الصدقة.

وفي هذا الصدد يقول الدكتور أيمن فودة، رئيس مصلحة الطب الشرعي الأسبق، إن رحلة البحث عن هوية الجثث المجهولة طويلة وقد تنتهى إلى عدم الاستدلال على هويته أو تعرف أسرته عليه وينتهى بها الحال فى أحد مدافن الصدقة الثلاثة المقابلة لمصلحة زينهم بالسيدة زينب، موضحا أنه فور استقبل جثة مجهولة الهوية فإنه يتم تحديد سن المتوفى تقريبا من خلال الأسنان أو مدى كراديس العظام هو الجزء الطويل من العظم، فيما يكتشف الأطباء وقت الوفاة من خلال مراحل تحلل الجثة حيث تبدأ المرحلة الأولى بعد خروج الروح من الجسد بهبوط حاد فى الدورة الدموية يتسبب فى انخفاض حاد فى حرارة الجسم، تنتهى بتيبس فى العضلات، ويتصلب الجسم تدريجيا بشكل كامل بعد 12 ساعة من الوفاة، وتبدأ مرحلة التعفن بعد ذلك نتيجة تكاثر البكتيريا وحدوث تفاعلات كيميائية داخل الجثة ويظهر فى صورة بقع خضراء بعد مرور 24 ساعة على الوفاة.

وأضاف، أنه تأتي مرحلة انتفاخ الجثة نتيجة ازدياد تفاعل غازات نتيجة التعفن، وذلك خلال يوما وما أن يمر يومين يصيب الانتفاخ الجسم بشكل كامل، مشيرا إلى أن أى جثة مجهولة تدخل المشرحة يتم سحب عينة «DNA» منه لتحليلها والاحتفاظ بها لاستخدامها في حالة وصول أحد من أقاربه للتعرف عليه، وتحفظ الجثة داخل مشرحة، وفي حالة عدم الاستدلال على هويته أو أقاربه، يتم إخطار النيابة العامة خلال مدة 3 أشهر التي تصدر قرارًا بدفنها بمقابر الصدقة، ويتم وضع رقم الجثة على القبر.

وأكد أنه فى حالة تقدم أحد أقاربه، لتعرف على الجثة بعد الدفن يتم مضاهات بصمته الوراثية مع عينات التى سبق وتم الاحتفاظ بها من الجثة وإذا تطابقت بين البصمة الوراثية للجثة وبين أهله، يصبح هناك خيار إما أن الإبقاء على دفنه بمقابر الصدقة، أو نقل الرفات.

ويوضح أن أصعب أوقات البحث عن هوية الجثث المجهولة وقت الكوارث الطبيعية أو الكبرى فعندما وقوع زلزال عام 1992، سقط العديد من الضحايا وبعد انتشال الجثث من الأنقاض كانت معظم الجثث مجهولة الهوية لدرجة أن قاضى تسلم من المشرحة جثمان زوجة أستاذ جامعى بينما استلم الأخير الجثة الأخرى، وكانت زوجة الاستاذ الجامعى ترتدى أسنان ذهبية، وعندما وجد الجثمان مختلفة توجه إلى الطب الشرعى حيث تم تصحيح الوضع بينهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة