زيف التاريخ لتحسين صورته.. كيف استغل «أردوغان» الدراما لتحوير السياسة؟

الإثنين، 17 فبراير 2020 04:00 م
زيف التاريخ لتحسين صورته.. كيف استغل «أردوغان» الدراما لتحوير السياسة؟
اردوغان

تزييف التاريخ هى حيلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دائمًا من أجل تحقيق أهدافه، مستغلًا الدراما في الكثير من الأحداث السياسية لتحسين صورة الأتراك بين شعوب المنطقة والعالم.

وأجرى باحثون دراسة أكاديمية يونانيةمن مركز الدراسات الشرقية التابع لجامعة بانديون للعلوم السياسية والإدارية في أثينا، كشفت أن المسلسلات التركية التي انتشرت مؤخراً بشكل كبير في الشرق الأوسط وفي منطقة البلقان، هي جزء من القوة الناعمة التي تستعملها تركيا لتحسين صورتها بين شعوب المنطقة.

 
وقال فنييون "الدراما التركية أداة من أدوات القوة الناعمة، حيث ترسم صورة مختلفة عن الواقع تمامًا، باستخدام قصص خيالية تبسط العلاقات المحرمة بطريقة مضللة، وترسم صورة مخالفة لنمطية الرجل الشرقي، فتقدمة بصورة الشخص الودود غير المتسلط، وتقدم المرأة كخائنة".
 
وأبانوا "خلال هذا التصاعد الدرامي المتباطئ تواصل الدراما التركية طرح انطباعات مزيفة عن جرائم العثمانيين وتاريخهم الدموي عوضًا عن تزييف التاريخ وطمس الحقائق لتحقيق أطماع النظام التركي الحالي من خلال اختلاق تاريخ آخر للعرق التركي والدولة العثمانية".
 
 
وأوضحوا "خطط حزب العدالة والتنمية للتوجه نحو المنطقة العربية عبر إطلاق منصات إعلامية رسمية ناطقة باللغة العربية، حيث سعت الحكومة إلى التركيز على المسلسلات التاريخية لتعيد رسم الصورة الذهنية للمواطن العربي عن الاحتلال العثماني سيئ الصيت، فبدلاً من الصور الحقيقية للعثمانيين تسعى الدراما التركية للترويج عنها بصور مختلفة، تجمل للناس تلك الأيام التي ساد فيها الأتراك لمدة أربعة قرون".
 
وزادوا "التوسع باسم الخلافة لا يتم فقط باستخدام أدوات القوة التقليدية، بل أيضًا عبر الاستحواذ على العقول بنشر أفكار الحزب ودعاياته بمختلف الطرق لتمرير الرسائل العثمانية التي تخدم أجندتهم".
 
وبينوا "يتم استهداف الفئات الأكثر عرضة لتقبل تلك الأفكار وهم الأطفال، لسهولة تمرير رسائل الحزب إلى عقله عبر صناعة الإعلام والترفيه، ففي عام 2008م، انطلق مسلسل كارتون للأطفال يدعى "بيبي" ووصلت حلقاته إلى 211 حلقة، وامتد عرضه حتى عام 2015م، حيث يعد أحد أشهر مسلسلات الأطفال في تركيا فهو يستعرض تمجيد الإرث العثماني".
 
 
"قيامة عثمان"
 
 
"قيامة عثمان بن ارطغرل"، اسم أحدث المسلسلات التاريخية التركية التي تنبثق من شجرة أعمال بدأت مع مسلسلات بحجم حريم السلطان، السلطان عبد الحميد، السلطان مراد، أرطغرل.. وغيرها من الأعمال التي وإن اختلفت مواضيعها والأزمنة التي تسلط الضوء عليها إلا أنها دومًا ما تتفق علي هدف واحد، وهو ابراز عظمة شجرة السلالة العثمانية منذ أن بدأت، بل والتمجيد في أجداد مؤسسيها أيضًا مثلما حصل مع الحلقة العاشرة من مسلسل قيامة عثمان التي شهدت حوار مع المؤسس عثمان واحد قادة المغول يخاطب فيها عثمان بكل احترام وكأنهما نسيا الصراع الذي يحدث خلال الحلقة نفسها من حرب ومحاولة انتقام من عثمان لمقتل أخيه.
 
قيامة عثمان أو الدراما التركية بصفة عامة دوماً ما تحاول اللعب علي وتر مغازلة مشاعر المشاهدين برؤية السلطان في صورة أشبه بالخلفاء الراشدين، وهو الأمر الذي يظهر واضحاً منذ اللحظة الأولي لمشاهدة مسلسل ارطغرل والد السلطان عثمان مؤسس الدولة العثمانية، والذي عرض قبل مسلسل قيامة عثمان مباشرة، وكأنها خطة واضحة تحاول فيها الدراما التركية جعل المشاهد يتحسر علي أزمنة هؤلاء العظماء ممن ينتسبوا لدولة عثمان، وذلك دون أن تبرز أياً من تلك الأعمال أي دور واضح من الخلافة الإسلامية الموجودة وقتها بالفعل في مصر من خلال دولة المماليك، التي كانت تتمتع بقوة كبيرة ونفوذ قوي، إلا أن تلك الأعمال يظهر فيها ارطغرل وعثمان وكأنهما كانا يحاربا وحدهما ضد من يحاولوا التغلب علي دولة الإسلام سواء كان ذلك في الشرق من المغول أو الشمال ممثل في الصليبين.
 
وهو الأمر الذي يبدو مقصوداً بشكل كبير من صناع العمل سواء كان هذا العمل قيامة عثمان بن أرطغرل أو المسلسل الذي سبقه وتناول قصة حياة أرطغرل نفسها حيث ظهر فيها الأخيرة بصورة أشبه بالبطل الخارق الذي لا يتأثر بإصابات ويحارب رغم تعرضه لإصابة شديدة في يده ليس لها علاج بعدما تعرض للصلب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق