سمر الضوى.. لروحك السلام لن ننساكي

الأحد، 23 فبراير 2020 04:00 م
سمر الضوى.. لروحك السلام لن ننساكي
سمر الضوى
عنتر عبداللطيف

لن تنسى «صوت الأمة» الزميلة الراحلة «سمر الضوى» والتى اختطف روحها الطاهرة حادث مرورى بشع على طريق كورنيش النيل بالمعادى يوم 3 أغسطس 2011، فالزميلة الراحلة كانت قد فجرت وتبنت حملة صحفية ضد ضريبة عقارية حاول تمريرها كقانون وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالى، وأحيلت بسببها والإعلامى وائل الإبراشى رئيس تحرير «صوت الأمة» الأسبق، إلى محكمة الجنايات بتهمة التحريض على عدم الانصياع للقانون وفق اتهام «غالى» لهما وحصلا على البراءة بعد اندلاع الثورة.
 
سيظل طيف الزميلة الراحلة يذكرنا بكل الراحلين من الزملاء الصحفيين مثل المرحوم الحسينى أبوضيف والذى استشهد على يد جماعة الإخوان الإرهابية، خلال «أحداث الاتحادية»، التى كان قد شهدها محيط القصر الجمهورى بمصر الجديدة إبان حكم الإخوان، ثم المرحومة ميادة أشرف والتى استشهدت يوم 28 مارس 2014، برصاص أنصار الإخوان حينما كانت تُغطى تظاهرات وأعمال عنف قاموا بها ضد الدولة فى حى عين شمس شرق القاهرة.
 
 
كانت الزميلة سمر الضوى رغم حداثة وصغر سنها تتحلى بقدر كبير من الشجاعة لتقف فى وجه أحد أساطين عهد الرئيس الأسبق مبارك وهو وزير ماليته يوسف بطرس غالى، ولم يرهبها جرجرتها إلى المحكمة لإيمانها بما كانت تكتب وبالقضية التى فجرتها والصرخة المدوية التى كانت بمثابة شرارة فى تتابع وتوالى الأحداث بعد ذلك ليكون نهايتها عهد مبارك وحاشيته.
 
be5d8849-b52a-4e36-91c2-255b9ff5dcb7
الراحلة سمر الضوى

تفاصيل القضية التى فجرتها الزميلة الراحلة «سمر الضوى» بدأت عندما كان يرأس تحرير جريدة «صوت الأمة» الزميل وائل الإبراشى، بنشرها تحقيقا صحفيا مطولاعن قانون الضرائب العقارية الجديد، وذلك فى التاسع من يناير 2010، انتقدت فيه القانون ودعت لمقاطعته وعدم تقديم الإقرارات الضريبية، ما دفع بوزير المالية السابق «يوسف بطرس غالى» إلى تقديم بلاغ ضدهما يتَّهمهما فيه بتحريض المواطنين بشكل علنى على عدم طاعة القوانين، وعقب تداول القضية فى محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار إيميل حبشى، أمرت المحكمة باستدعاء زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية والأمين العام المساعد للشئون البرلمانية بالحزب الحاكم وقتها، ومصطفى بكرى رئيس تحرير جريدة «الأسبوع» وعضو مجلس الشعب؛ لسماع أقوالهما بشأن القانون.

 
وسط زخم وحضور طاغٍ كانت المحكمة تستقبل كل جلسة الآلاف من الحضور ما بين متضامنين وقانونيين ومواطنين لتستمع إلى مرافعات المحامين وفى ذات الوقت تستمع إلى ما يقدمه ممثل يوسف بطرس غالى من مذكرات قانونية، لتبرئ المحكمة فى النهاية «الضوى» و«الإبراشى»، إلا أن فرحة الانتصار لم تدم كثيرا وتحول الفرح إلى مأتم كبير برحيلها عنا، ولكن ذكرى «سمر الضوى» الطيبة العطرة وقصة كفاحها ستظل فى قلوبنا وإلى الأبد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق