تداعيات ما بعد صعق تركيا في إدلب.. خريطة الأرض بين الجيش السوري والميليشيات

الجمعة، 28 فبراير 2020 10:49 ص
تداعيات ما بعد صعق تركيا في إدلب.. خريطة الأرض بين الجيش السوري والميليشيات
الجيش العربي السوري
كتب: مايكل فارس

تداعيات كثيرة على مقتل 33 جنديا تركيا في غارة جوية لقوات الجيش السوري في إدلب، وهو ما اعتبره مراقبون ضربة قوية لرجب طيب أردوغان الذي اتخذ قرارات همجية فور الضربة.
 
واليوم الجمعة، أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو)، عقد اجتماعا طارئا على مستوى السفراء لبحث الأزمة السورية، بعد مقتل 33 جنديا تركيا على الأقل في غارة جوية لقوات النظام السوري، وقال في بيان: «مجلس حلف الأطلسي الذي يضم سفراء كل الدول الأعضاء الـ29 سيجتمع الجمعة في 28 فبراير بطلب من تركيا لإجراء مشاورات بموجب المادة 4 من اتفاقية واشنطن التأسيسية، حول الوضع في سوريا».

مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، قال إن قوات الجيش السوري استهدفت رتلا عسكريا تركيا بداية بالطائرات الحربية، وبعد فرار عناصر الرتل إلى مبان في منطقة البارا وبليون في إدلب جرى استهدافهم من قبل المدفعية. 

وحضت تركيا، الجمعة، المجموعة الدولية على إقامة منطقة حظر جوي في شمال غرب سوريا لمنع طائرات النظام السوري وحليفته روسيا من شن ضربات، بحسب مدير الإعلام لدى الرئاسة التركية فخر الدين ألتون.

وأعلنت أنقرة أنها سترد بالمثل على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن قواتنا المسلحة الجوية والبرية تواصل قصف كافة الأهداف المحددة لقوات النظام السوري.

وفي مطلع فبراير الجاري، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، النظام السوري بالانسحاب من الأراضي التي حررها من أيدي الميليشيات المعارضة المسلحة التي يدعمها من إدلب، وإلا سيكون الرد قاسيا وسيدفع ثمنا باهظا على حسب تهديداته.

ونحن على أعتاب نهاية شهر فبراير، حيث تنتهي مدة أردوغان، وبقيت التهديدات التركية بضرورة عودة النظام وقواته ومليشياته لخطوط ما قبل اتفاق سوتشي، متواصلة بين تصريحات إعلامية ومباحثات روسية تركية في أنقرة التي مضى عليها عدة جولات يريد خلالها الأتراك الضغط على موسكو لإجبار الأسد على التراجع وإعادة المناطق التي حررها مؤخرا، فيما تصر روسيا على بقاء الوضع الراهن وقبول أنقرة بخطوط تماس جديدة بالإضافة لتحميلها مسؤولية ما جرى بدعوى عدم قدرتها تنفيذ بنود الاتفاق والقضاء على ما أسمته الإرهاب هناك.

وهاجم  أردوغان النظام السوري قائلًا: إنه لا يمكن لبشار الأسد أن يكون صديقنا ونحن موجودون في سورية وفقاً لاتفاقية أضنة، معتبرًا في الوقت نفسه، أن "النظام السوري" صامد بفضل الدعم الروسي والإيراني، مشيرا إلى أن اللقاءات التركية الروسية (حول إدلب) مستمرة، وقد ووصلت نقطة معينة وستتضح نتائجها في غضون يومين، وسنحدد موقفنا على أساسها، مضيفا أن بلاده تبذل جهوداً للتوصل إلى حلّ للوضع في إدلب.

وفي إطار العملية التي أطلقتها ضد قوات النظام السوري المدعومة من قبل الطيران الروسي، استعادت الميليشيات المعارضة ، 4 قرى محيطة بمركز مدينة سراقب التي أعلنت استعادتها في وقت سابق، كما سيطرت الأربعاء على قرى مجيزر، والصالحية وافس، تمكنت الميلشيات المعارضة، الخميس، من السيطرة على قرى ترنبة، وشابور وداديه وزكّار، تزامناً مع استمرار الاشتباكات جنوب الطريق الدولي "إم 4"، وتأتي الأهمية الاستراتيجية لمدينة سراقب، من كونها نقطة التقاء الطريقين الدوليين "M4" و"M5".

وأعلنت الميلشيات المسلحة المدعومة من تركيا فك الحصار عن جميع نقاط المراقبة التركية في محيط المدينة، خاصة بعد سيطرتها على بلدتي ترُنبَة وشابور، وفق ما نقلته مصادر إعلامية، وبقي التحضير والرغبة التركية بعقد قمة رباعية تشمل ألمانيا وفرنسا وروسيا في تركيا، مطلبًا تركيًّا متكررًا، إلا أن روسيا ترفضه لسعي الأتراك استخدام الضغط الأوربي لصالحهم ضد موسكو، حيث تعتبر ورقة اللاجئين مصدر تهديد لأوروبا، ومصدر قوة مفترضة لكلا الجانبين الروسي والتركي.

وقال عمر جليك، الناطق باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أنه جرى التوافق خلال آخر اتصال بين الرئيس التركي رجب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين على عقد لقاء ثنائي، لافتا إلى أن اللقاء سيكون نقطة تحوُّل بخصوص تحرُّك تركيا ضدّ قوات "النظام السوري" في إدلب.

وقد أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليست لديه أي خطط للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مطلع مارس المقبل لبحث الوضع في إدلب، رغم تصريحات لأردوغان رجّح فيها عقد مثل هذا اللقاء،  وقد سبق أن حدد أردوغان 5 مارس موعدًا لانعقاد القمة التي لم يتأكد موعدها فعليًا مع تلميحات روسية بامتلاء أجندات الرئيس بوتين وانشغاله عن الحضور، في خطوة يريد منها الروس تأجيل أي لقاء بين الزعيمين حتى يحقق جيش النظام أكبر تقدم ممكن يسمح الروس بتغيير شروط التفاوض وفرض رؤيتهم.

ويسعي أردوغان لاستخدام علاقته مع بوتين لمنع انزلاق الأمور لنقطة اللاعودة، لا سيما وأن تركيا تؤكد أن معركتها في ادلب مصيرية وستخوضها مهما كان الثمن، ومع طلبها للدعم الأمريكي وتضامن الناتو، الذي جاء شكليًا حتى اللحظة، يبدو أن أنقرة مدركة لمخاطر المواجهة مع روسيا ومدركة في ذات الوقت لمعنى خسارة إدلب ووقوعها بيد الروس والنظام وكوارث ذلك على الداخل التركي نفسه وعلى القيادة والنظام الحالي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق