«من نشر كورونا متعمدا فهو قاتل».. وزير الأوقاف يتحدث عن الفيروس المرعب

السبت، 14 مارس 2020 01:27 م
«من نشر كورونا متعمدا فهو قاتل».. وزير الأوقاف يتحدث عن الفيروس المرعب
صورة أرشفية
منال القاضي

شهدت خطبة الجمعة أمس عدة توصيات بسبب انتشار فيروس كورونا في عدد من دول العالم، ومنها توصيات بالنظافة فهي نصف الإيمان، وتوصيات أخرى بعدم المصافحة والثالثة بعدم نشر الفيروس وسط الناس.

وقد أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الشخص الذي يتعمد نقل الفيروس لشخص آخر فهو قاتل ومن يتعمد نقل اى مرض خطير للآخرين بغرض إصابتهم به فهو قاتل، ومن نقل الفيروس من شخص لأخر تساهلا وإهمالا فهو قاتل خطأ مستشهدا بقول الله تعالى ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

ولفت الوزير إذا وجدت أعراض فيروس "كورونا" التي تحذر منها وزارة الصحة والجهات المعنية يجب الالتزام بها وتطبيقها حتى لا ينقل الفيروس الى الناس وتسبب في إزائهم.

وأوضح الوزير خلال خطبة الجمعة أمس بأن الامام مالك والشافعي والحنابلة لا يفضلون المصافحة الا من قادم من السفر.

ألقى وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، خطبة الجمعة بمسجد « التلفزيون» بماسبيرو، تحت عنوان : «مكانة الشهداء ووجوب الأخذ بالأسباب».

وفي بداية خطبته أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أنه مهما كانت الشدائد لا يمكن أن ننسى شهدائنا أبناء الوطن الأوفياء الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل وطنهم، ويقول الشاعر :"يومَ الشَهيد : تحيةٌ وسلامُ بك والنضالِ تؤرَّخُ الأعوام".

وأشار إلى تكريم رب العزة سبحانه وتعالى للشهداء، حيث يقول: { وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ }، ويقول سبحانه: { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.

واستشهد بقول نبينا صلى الله عليه وسلم : « ليس شيءٌ أحبَّ إلى اللهِ من قطرتَيْن وأثرَيْن : قطرةُ دموعٍ من خشيةِ اللهِ ، وقطرةُ دمٍ تُهراقُ في سبيلِ اللهِ ، وأمَّا الأثران فأثرٌ في سبيلِ اللهِ ، وأثرٌ في فريضةٍ من فرائضِ اللهِ عزَّ وجلَّ»، ويقول صلى الله عليه وسلم: « والَّذي نفسي بيدِه لا يُكْلَمُ أحدٌ في سبيلِ اللهِ ـ واللهُ أعلَمُ بمَن يُكْلَمُ في سبيلِه ـ إلَّا جاء يومَ القيامةِ وجُرحُه ينثَعِبُ دمًا اللَّونُ لونُ دمٍ والرِّيحُ ريحُ مِسكٍ».

وبين إن من إكرام الشهداء أن نكرم أبائهم و أمهاتهم وأسرهم، مشيرا إلى أن الشدائد تظهر معادن الرجال، موجهًا التحية إلى كل من يعمل لحماية هذا الوطن في ظل تلك الظروف الجوية من رجال الجيش والشرطة والمطافئ والمياة والصرف الصحي والكهرباء أو الإسعاف أو المخابز وغيرهم.

وقال: «لستم وحدكم فكل رجال الدولة جميعهم على قلب رجل واحد إلى جانبكم على مدار الساعة، كما أكد معاليه أن الدولة حريصة على أبنائها، وأن الأخذ بتوصيات الجهات المختصة في وزارة الصحة يتسق مع تعاليم الإسلام التي تدعو إلى النظافة، حيث يقول الحق سبحانه: { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «الطَّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ»، ويقول الحق سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}، ويقول صلى الله عليه وسلم : «طَهِّرُوا أَفْنِيَتَكُمْ».

وأوضح أن الطهارة نصف الإيمان، مؤكدا أن الأولى في هذه الأيام عدم الإكثار من المصافحة أخذًا بأسباب الوقاية و الاحتياط، و إن كان ولا بُدّ فيتعين مراعاة متطلبات السلامة التي تؤكد عليها الجهات الطبية من المداومة على تنظيف اليدين، أما المعانقة فقد قال الإمام مالك بكراهتها أصلًا، ونسب الطحاوي ذلك أيضا إلى الإمامين أبي حنيفة ومحمد، وتكره عند الشافعية إلا لقادم من سفر ، وقال الحنابلة وأبو يوسف بإباحتها، على أن القول بإباحة المعانقة عند من أباحها مقيد بما لم يكن هناك داء يخشى نقله من خلالها أو بسببها، وقد تقرر في قواعد الشرع الحنيف أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، ولك في أوقات السعة أن تأخذ بأي الآراء شئت من غير أن ينكر من أخذ برأي على من أخذ برأي آخر، فلا إنكار في مسائل الخلاف، إنما ينكر على من خرج على المتفق عليه عند أهل العلم المعتبرين في ضوء مراعاة ظروف الزمان والمكان والأحوال، وللنوازل أحكامها المعتبرة شرعًا، وفي قواعد الشريعة التي جاءت برفع الحرج وإزالة الضرر سعة على الجميع وكل ذلك من سماحة الدين التي جعلته رحمة للعالمين، مشيرًا إلى أن الأولى في الظروف التي نحن فيها هو الأخذ برأي من قال بعدم المعانقة، لأن الحفاظ على الروح مقدم على أي شئ أخر.

وبين أن أي إنسان مصاب بأي داء يتعمد نقله للآخرين فنقله إلى إنسان فمات فهو قاتل عمدًا، فإن كان مهملًا أو غير مبال فنقله إلى شخص فمات فهو آثم وقاتل خطأ، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول : « لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ».

وأشار إلى أن البعض يربط الأحداث الجارية بالأحاديث التي تتحدث عن قرب قيام الساعة، وربنا (عز وجل) يقول : { يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ}.

وأضاف أنه لما سئل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، متى الساعة ؟ أجاب صلى الله عليه وسلم، بقوله : «مَا الْمَسْئولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ بِهَا مِنَ السَّائِلِ»، وبهذا حسم نبينا صلى الله عليه وسلم، قضية الإفتاء أو الفتوى أو الفتيا في هذا الأمر , فإذا كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، يقول : «مَا الْمَسْئولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ بِهَا مِنَ السَّائِلِ»، فمن ذا الذي يتجرأ على الله عز وجل، بالخوض في أمر توقفَ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الحديث فيه، والذي ينبغي أن نشغل به هو ماذا أعد كل منا للقاء ربه.

وفي ختام خطبته أكد أن الشدائد لا تقابل بالجذع ولا بالسخط، وإنما تقابل بالرضا بقضاء الله وقدره، والصبر والتسليم والتضرع إلى الله، والتكافل بأن يأخذ القوي بيد الضعيف والغني بيد الفقير، يقول تعالى: { فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ ما كانوا يعملون}، كما تحتاج منا جميعًا إلى روح التراحم والتكافل والتعاون وأن يأخذ قوينا بيد ضعيفنا، وغنينا بيد فقيرنا، ونُغيث بعضنا بعضا.

 
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة