«مدونة سلوك» تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تحرك المياه الراكدة فى الشارع السياسى

الأحد، 15 مارس 2020 12:00 ص
«مدونة سلوك» تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تحرك المياه الراكدة فى الشارع السياسى
رئيس حزب الحرية ورئيس حزب التجمع ورئيس حزب العدل
سامى سعيد

رئيس حزب الحرية: لا وقت للخلاف السياسى أو التناحر على مشاكل فرعية

رئيس حزب التجمع: مبادرة التنسيقية خطوة جيدة تتضمن مجموعة من المبادئ التنظيمية

رئيس حزب العدل: المبادرة استعادة لرونق العملية السياسية النابعة عن تعدد الرؤى والأفكار

أحدثت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، حالة من الحراك فى الشارع السياسى المصرى، خاصة أنها تتبنى فكرا ومنهجا طالما كان غائبا عن العقلية المصرية، قوامها أن يجتمع المختلفون سياسيا وأيدلوجيا وفكريا على طاولة واحدة للتناقش، وتبادل الأفكار والرؤى حول قضية أو قضايا وطنية معينة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، ونجح فى التوصل إلى العديد من الحلول والمقترحات التى كانت نتاج هذا الفكر الشبابى الشامل، غير المقتصر على فصيل أو تيار أو حزب بعينه.

التنسيقية التى تضم ممثلين لـ25 حزبا سياسيا وشباب السياسيين، كانت نتاج فكرة، أنبتت ثمارها، وبدأنا نرى هذا النتاج فى العديد من القضايا التى تدور حولنا، ولن يكون آخر ثمارهم النقاش الذى يجريه أعضاء التنسيقية مع بعضهم البعض، ومع الأحزاب والسياسيين حول مقترحات القوانين المتعلقة بالانتخابات، ووسط انشغال الجميع بالأحاديث السياسية، فاجأت التنسيقية المهتمين بالشأن السياسى بما اسمته «قواعد أدبية لأعضائها»، أو ما يمكن وصفها بمدونة السلوك، التى وضعها أعضاء التنسيقية لتكون مرشدة لهم فى عملهم، ومحددة لأطر العلاقة بين الأعضاء، وعلها تكون هادية لكل المهتمين بالسياسة فى مصر، ليسيروا وفق هذا النهج الذى وضع لبنته الأولى «شباب»، هم اليوم بناة لشجرة سياسية فى طريقها لتكون مظلة تحوى الجميع.
 
القواعد الأدبية التى وضعتها تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، تستند وفق ما أعلنته، على ميثاق العمل الخاص بها، ليس فقط لتنظيم عملها، لكن أيضا فى ترسيخ ثقافة الاحترام المتبادل، والعمل الجماعى القائم على تقبل الاختلاف، وتضمنت القواعد الأدبية عدم تناول أى زميل بالنقد أو الإساءة على أساس التوجه الأيديولوجى أو الانتماء السياسى والحزبى أو الممارسات والمواقف السياسية أو التصنيف الاجتماعى أو أى شكل من أشكال التمييز، بالإضافة للتأكيد على عدم تبنى التنسيقية فى خطابها الرسمى أى شكل من أشكال الإساءة أو حتى النقد لأى مؤسسة سياسية تعمل فى إطار احترام أحكام القانون والدستور .
 
 واستندت التنسيقية فى الأسباب التى جعلتها تضع قواعد لذلك فى أنها تعتبر منصة حوار جامعة لأكثر من 25 حزبا سياسيا ومجموعة من شباب السياسيين بتنوع أيديولوجياتهم و أفكارهم، لتمثل حالة متفردة من العمل السياسى الجماعى الذى نجح فى أن يجمع ألوان الطيف السياسى على طاولة واحدة، واستمرارا لحالة النجاح التى شهدتها التنسيقية منذ تأسيسها فإنها برغم أعضائها المتنوعين سياسيا فإنها دائما تعلى المصلحة الوطنية والعمل الجماعى وتقدمهما على المصلحة الحزبية والفردية، كما أن التنسيقية تنتهج فى عملها الديمقراطية المبنية على احترام الآخر وتقبل الاختلاف .
 
 ووفق المذكرة الإيضاحية لهذه القواعد، فإن التنسيقية هى منصة حوار سياسى تضم كل التوجهات السياسية والأفكار الأيديولوجية، وتمت صياغة المبادئ الحاكمة لشكل العلاقة بين أعضائها حرصا على تهيئة المناخ السياسى وبيئة العمل المثلى لكل الأعضاء بها ، وأوضحت المادة الأولى من المذكرة الإيضاحية أن الهدف الأساسى هو العمل على ترسيخ مبدأ الاحترام المتبادل بين الأعضاء، وعدم الموافقة على أى شكل من أشكال الإساءة أو النقد الشخصى على أى أساس أو لأى سبب، وذلك بما لا يخل بالمبدأ الراسخ للحق فى التعبير وحرية الرأى والانتقاد الموضوعى للأفكار، دون أن يمتد هذا النقد بأى شكل من الأشكال للعضو صاحب الرأى السياسى أو الموقف السياسى، فيما تؤكد المادة الثانية على أمر انتهجته التنسيقية منذ اليوم الأول، وهو عدم تبنيها فى خطابها الرسمى  الصادر عنها  أو المنطوق على لسان متحدثيها بصفتهم  أو المتحدثين من أعضائها بصفة التنسيقية أى إساءة لأى مؤسسة سياسية تعمل فى ظل احترام القانون والدستور دون أن يمتد هذا الالتزام  لأعضائها أو الأحزاب المنضمة لها، فكل عضو أو حزب منضم إلى التنسيقية يمارس العمل السياسى كما يرتئى دون إلزام.
 
 وتعتمد التنسيقية فى منهج عملها الآليات الديمقراطية والتى تفرض على الجميع احترام نتائج التصويت، والتى كانت بالأغلبية لصالح تلك القواعد بالرغم من تنوع الآراء بين مؤيد ومعارض ومتحفظ على تلك القواعد، مؤكدة حرصها منذ اليوم الأول على ترسيخ مبادئ حاكمة للحوار بين أعضائها وإرساء قواعد الاحترام المتبادل، وإن تلك القواعد لا تخل بالحق فى التعبير وحرية الرأى والنقد الموضوعى للأفكار والسياسات، إذ أن تبادل الأفكار والنقاش والنقد هو أساس الممارسة السياسية وأهم أدواتها.
 
«صوت الأمة» أخذت هذه المبادئ وطرحتها على الأحزاب، مستطلعة أرائهم فيها، ومتسائلة حول إمكانية أن تكون هذه القواعد مدونة سلوك لكل الأحزاب وليس للتنسيقية فقط.
 
الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث باسم البرلمان ورئيس حزب الحرية، قال إنه يؤيد هذه المبادرة، حيث لا يوجد وقت للخلاف السياسى أو التناحر على مشاكل فرعية، لافتا إلى وجود تحديات كبرى تواجه الدولة المصرية تتطلب تضافر كل الجهود بين مؤسسات الدولة المختلفة بما فيها الأحزاب والقوى السياسية.
 
 وأضاف حسب الله فى تصريحات خاصة لـ «صوت الأمة»، أنه يوجد فرق بين التعددية الحزبية والإختلاف فى الرؤى السياسية والاستماع لكل الآراء وبين التصادم والدخول فى معارك شخصية، لافتا إلى أن فكرة المبادرة تتماشى مع الظروف التى نمر بها، لافتا إلى أن الشعب المصرى فى أحوج الأوقات لحل المشاكل التى يعانى منها المواطن، لافتا إلى أنها مبادرة محترمة سيتم تأييدها بكل قوة، فليس لدينا وقت للإختلاف، ويجب توجيه جهدنا جميعا للعمل المشترك لما فيه صالح الشعب المصرى.
 
 وأضاف رئيس حزب الحرية، أن هناك فارقا بين الخلاف والتصادم وبين التباين والتعددية، حيث يعتبر الأول أمرا مرفوضا فى حين نحن بحاجة لأثراء الحياة السياسية فى مصر ودعمها والعمل على خلق كوادر شبابية، تعبر عن المواطن والاستفادة من التعديلات التى أجريت على الدستور مؤخرا، والتى أعطت مساحة أكبر للشباب وزيادة أعدادهم فى المجالس النيابية ومشاركتهم فى صناعة القرار.
 
  فيما أكد الدكتور سيد عبد العال، رئيس حزب التجمع، أن العمل السياسى والحزبى قائم على الاحترام وتقبل الاختلافات، ومن الطبيعى أن يكون هناك اختلافات بين الأحزاب، وأن يكون لكل حزب رأيه القائم على أفكاره وتوجهاته السياسية، مشيرا إلى أن مبادرة التنسيقية خطوة جيدة لهم كمجموعة من الشباب تعمل فى السياسية، وتتضمن مجموعة من القواعد أو المبادئ التنظيمية لهم.
 
وأضاف «عبد العال» فى تصريحات خاصة لـ «صوت الأمة»، أن هناك فارقا بين أن يحدث خلاف بين الأحزاب فى قضايا ما، وبين أن تكون هناك مطالبة بأن تلتزم الأحزاب برأى معين أو أن تقبل موقفا يتعارض مع أفكارها السياسية، مشيرا إلى أن الفترة الماضية لم تشهد خلافا أو معارك بين الأحزاب وبعضها، لكن طبيعى أن يختلف حزب أو أحد قيادته مع حزب آخر فى موقفه، وهذا يحدث فى أى بيئة ديمقراطية.
 
 عبد المنعم إمام، رئيس حزب العدل، قال إن جهود تنسيقية شباب الأحزاب الفترة الأخيرة لها أثرها بطرحها عدم التراشق بين المؤسسات السياسية أو الإساءة لها، مشددا على أهمية وجود حاجة لمناخ سياسى مصرى يتقبل فيه كل طرف رأى الطرف الآخر دون تجريح أو تقليل، لأن «الاختلاف سنة الحياة، واحترام هذا الاختلاف ضرورة حتمية»، وفق تأكيده.
 
عبد المنعم إمام، أكد أن ما طرحته التنسيقية يعد بمثابة استعادة لرونق العملية السياسية التى يجب أن يكون الاختلاف بها نابع عن الرؤى والأفكار والمشروعات التى تمس المواطن، وهذا ما تحتاجه مصر حاليا، ولذلك فالحزب يدعم هذه المبادرة ويوافق عليها.
 
فى نفس السياق قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، إن هذه المبادرة مهمة، سواء من حيث التوقيت أو الأهداف، خاصة أن الأوضاع السياسية للأحزاب تمر حاليا بمرحلة صعبة حتى العلاقات بين الأحزاب وبعضها، فهى ليست بالشكل المرضى، مشيرا إلى أن مبادرة تنسيقية شباب الأحزاب وهى نموذج مصغر لتشكيل تحالف حزبى، يجمع عددا كبيرا من الأحزاب ذات توجهات سياسية مختلفة تحت مظلة واحدة، ويمكن تعميمها مع باقى الأحزاب السياسية التى لها تواجد وثقل سياسى فى الشارع.
 
ولفت فهمى فى تصريحات لـ «صوت الأمة» إلى أن الخريطة السياسية فى مصر بحاجة إلى تغيير، وأن يكون هناك مزيد من التفاعل بين المواطنين والأحزاب، وهو ما يتطلب جهدا كبيرا من الأحزاب لكسر حالة الجمود وفقدان الثقة بين المواطن والعمل الحزبى، لذلك فإن الجميع مطالب بالعمل وتقديم برامج سياسية تتماشى مع ما يعنيه المواطن من مشاكل وتحديات .
 
وأضاف «فهمى»، أن الأحزاب أيضا فى حاجة لهذه المبادرات بحيث يكون هناك مزيد من التفاعل والتواصل بين بعضها، خاصة فى ظل عدد كبير من الملفات السياسية سواء فيما يتعلق بالحوار المجتمعى حول القوانين المنظمة للانتخابات الثلاثة، المحليات والبرلمان والشيوخ، أو فيما يخص الانتخابات نفسها والتحالفات السياسية فى الانتخابات والاستعداد للانتخابات والتحالفات السياسية التى ستجرى قبلها، مؤكدا أن المبادرة خطوة فى طريق دمج الأحزاب ذات التوجه والمبادئ المتشابهة، وأن هذه الخطوات لابد وأن تكون تحت مظلة الأحزاب نفسها بعيدا عن الدولة أنه لابد وأن تتخلى الأحزاب عن «النظرة الأبوية» للدولة فيما يتعلق بالعمل السياسى وأن تقود هى بنفسها زمام الأمور، وتبادر باتخاذ إجراءات حقيقية على أرض الواقع يعزز تواجدها، مشيرا إلى أن الأحزاب تمتلك قيادات وشخصيات سياسية وبرلمانية قادرة على التنسيق وإدارة حوار مجتمعى يصل فى نهاية الأمر إلى خطوات حقيقية على أرض الواقع.
 
 وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن الأحزاب بحاجة للالتفاف حول الدولة فى القضايا الكبرى والتحديات الوطنية والسياسية والخدمية والتحديات التى تواجه مؤسسات الدولة، وذلك بالتنسيق مع إعداد برنامج سياسى متكامل لمواجهة الأزمات، وإيجاد تشريعات وحلول تتماشى مع الأوضاع الاقتصادية والسياسية فى مصر لحل الأزمات التى يعانى منها المواطن وتكون الأحزاب جاهزة برؤية تتضمن حلولا واقعية، مشيرا إلى أن الأحزاب نفسها لابد أن تطرح هذه المبادرة وتقود اجتماعات ولقاءات بنفسها بعيدا عن الدولة، خاصة أن الفترة الماضية شهدت محاولات من جانب بعض الأحزاب للم الشمل، وتشكيل تحالفات سياسية، كما سبق وأعلن حزب الوفد عقد سلسلة من اللقاءات، ولكن لم تستكمل لأسباب غير معلنة .
 
لافتا إلى أن هناك أحزاب قيادية لها تواجد فى الشارع وتمثيل جيد داخل مجلس النواب، وتضم عددا من الكوادر والشخصيات السياسية وتستطيع أن تطرح هذه المبادرات، وتقوم باستضافة جلسات المناقشة منها الوفد، مستقبل وطن، التجمع، المصريين الأحرار وغيرها، ولكن الوفد يعد الحزب الأبرز .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة