مصائب قوم عند قوم فوائد.. انتعاش سبوبة الكمامات وأدوات التعقيم

الأحد، 15 مارس 2020 03:00 ص
مصائب قوم عند قوم فوائد.. انتعاش سبوبة الكمامات وأدوات التعقيم
الكمامات
تامر إمام وأحمد قنديل


المخاوف المسيطرة على المواطنين من مخالطة الآخرين دفعتهم للجوء إلى شراء مستلزماتهم إلكترونيا
منصات التجارة الإلكترونية تصعد معركتها ضد التلاعب فى الأسعار عبر الإنترنت
متاجر الأغذية شهدت حالة من الزحام الشديد خلال الأيام الماضية داخل بعض البلدان حول العالم
 
رغم حالة الذعر التى انتابت العالم من فيروس كورونا، مع تكبد عدد من القطاعات الاقتصادية لخسائر فادحة خاصة قطاعات البترول والسيارات وتصنيع الإلكترونيات والاستيراد والتصدير، فإن هناك قطاعات أخرى شهدت انتعاشة غريبة ساهمت فى تحقيق أرباح خيالية، لتتأكد لنا صحة المقولة الشهيرة «مصائب قوم عند قوم فوائد».  
 
2
 
وفى التقرير التالى نرصد نماذج لبعض القطاعات التى استفادت من تلك الأزمة:

شركات تصنيع الأقنعة الطبية الواقية
عقب الإعلان عن فيروس كورونا مباشرة، اتجه البعض لشراء الأقنعة الطبية الواقية، ومع الوقت شهدت تلك المنتجات إقبالا كبيرا ما جعلها تنفد سريعا من المتاجر، وهو ما دفع الشركات المنتجة لها لمضاعفة حجم الإنتاج من أجل مواكبة الطلب المرتفع.
 
الأمر الغريب هو اتجاه شركات ذات أنشطة مختلفة لتغيير خطوط إنتاجها والاتجاه لتصنيع تلك الأقنعة الطبية، وأبرزها مصنع فوكسكون العالمى الذى يشتهر بتصنيع الهواتف الذكية وعلى رأسها آيفون.
 
وقد واكب ذلك مع ارتفاع أسهم الشركات المصنعة للأقنعة الطبية، محققة أرباحا طائلة وصلت إلى 70% لدى بعض الشركات.
 
3

شركات تصنيع منتجات التعقيم والعناية الصحية
عادة لا تشهد منتجات التعقيم إقبالا كبيرا إلا من بعض المستهلكين الذين يعلمون فوائدها، إلا أنه فى الأشهر الأخيرة شهدت تلك المنتجات إقبالا تاريخيا، فى ظل الدعوات التى تصدرها هيئات الصحة بمختلف الدول والتى تطالب فيها المواطنين بتعقيم الأماكن التى يعيشون بها، وهو ما حدث أيضا مع منتجات الحماية الصحية مثل الديتول وغيره من المواد الطبية المطهرة والقاتلة للفيروسات.
 
وكان محمود فؤاد، المدير التنفيذى للمركز المصرى للحق فى الدواء، قد كشف خلال تصريحات صحفية، أنه تم رصد حركة فى الصيدليات والمستشفيات الخاصة لجمع الكمامات تحت بند الأعمال الخيرية لأحد الموانئ الصينية، ووصل سعر الكمامة المصرية فى الصين إلى 85 يوان أى ما يعادل 260 جنيها مصريا، وهو ما يدعو للقلق فى أن دول العالم، ومنها مصر، معرضة للتأثر بفيروس كورونا.
 
5

النصب باسم «كورونا»
فور انتشار فيروس كوفيد – 19 حول العالم، اتخذت عدد من الدول إجراءات احترازية تحسبا لتفشى الوباء، وكان من ضمنها شرط حصول الوافدين من خارج بلادهم غرضا فى العمل، على شهادة صحية تتضمن خلو أجسادهم من فيروس كورونا، وهو ما استغلته بعض المؤسسات الطبية الخاصة، التى بالغت فى أسعار التحاليل الخاصة بالفيروس، فضلا عن محاولة بعض المؤسسات المجهولة تضليل المواطنين بغرض جمع الأموال، حيث انتشر عبر منصات التواصل الاجتماعى، إعلان لإحدى المؤسسات غير المعتمدة يفيد بإمكانية إعطاء المواطنين شهادات خلوهم من فيروس كورونا مقابل مبلغ مالى. وفى هذا الصدد، حاربت الدولة تلك الصور الاستغلالية من خلال الإعلان عن إجراء المعامل المركزية لوزارة الصحة والسكان تحليل الـ Pcr الكاشف لفيروس كورونا داخل المعامل المركزية لوزارة الصحة، حيث ثبتت أسعار التحاليل لتكون بقيمة 1000 جنيه للمواطن المصرى، مؤكدة أن تلك الأسعار لا يوجد بها أى نسبة ربح للدولة، واشترطت تقدم الراغب بأوراق تثبت سفره للخارج، ونشرت وزارة الصحة عناوين وبيانات التواصل الخاصة بالمعامل والمستشفيات الرسمية التى تجرى ذلك التحليل.

المتاجر الإلكترونية
المخاوف المسيطرة على المواطنين من مخالطة الآخرين دفعتهم للجوء إلى شراء مستلزماتهم بشكل إلكترونى عبر مواقع التجارة الإلكترونية، حيث سجل موقعا أمازون وعلى بابا مبيعات تاريخية خلال الأسابيع الماضية، فى ظل الخوف من النزول للمتاجر التقليدية، ما أدى لارتفاع أسهم شركات التجارة الإلكترونية بشكل ملحوظ.
 
وفى جانب آخر، صعّدت احدى منصات التجارة الإلكترونية  معركتها ضد التلاعب فى الأسعار عبر الإنترنت خلال تفشى فيروس كورونا، وذلك من خلال حظر جديد تماما على جميع مبيعات أقنعة الوجه ومعقم الأيدى ومناديل التطهير، حيث تنطبق السياسة الجديدة الموضحة فى إشعار للبائعين، على قوائم المبيعات الجديدة والقوائم الحالية، كما أعلنت منصة التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، حظر بيع الكمامات الطبية عبر متجرها.
 
وفى هذا السياق، يرى مراقبون أن المتاجرين عبر شبكة الإنترنت حققوا أرباحا هائلة باستغلال فيروس كورونا، حيث تمكنوا من بيع ملايين المطهرات والأدوية بدعوى إمكانياتها الحماية من الإصابة بالعدوى، وكانت الـ BBC نشرت تقريرا يشير إلى ارتفاع مبيعات منتجات Dettol و Lysol مع استمرار تفشى فيروس كورونا.
 
4
 
ويقول التقرير، إنه ينظر إلى هذه المنتجات على أنها توفر الحماية ضد انتشار المرض، رغم أن فاعليتها لم تثبت علميا بعد.
 
وفى الصين، قال مالك شركة Reckitt Benckiser إن الطلب على المواد الهلامية التى تحمل علامة ديتول يفوق العرض، ويأتى هذا النقص مع تراجع الأسواق العالمية.
 
ومن جانبها أعلنت شركة أمازون، المختصة فى التسويق الإلكترونى عبر الإنترنت، أنها قامت بإزالة أكثر من مليون منتج بسبب ارتفاع الأسعار أو فاعلية الإعلان الخاطئ ضد فيروس كورونا، وقالت الشركة فى بيان لها إنها «تطلب دائما من البائعين تقديم معلومات دقيقة» على صفحات المنتج وإزالة تلك التى تنتهك سياساتها. 
 
وأضافت أمازون، أنه يتعين على بائعى الطرف الثالث اتباع سياسة التسعير العادل، والتى تنص على أنه لا يمكن للشركات تحديد سعر «أعلى بكثير» ثم يتم رؤيته فى أماكن أخرى أو بيع عنصر يضلل العملاء.
 
وتأتى عملية الإزالة بعد العثور على معلومات تشير إلى بيع المنتجات الطبية المرتبطة بالوقاية من فيروس كورونا بأسعار باهظة تصل إلى خمسة أضعاف.
 
وتابعت أمازون، فى بيانها: «نحن نشعر بخيبة الأمل لأن الجهات الفاعلة السيئة تحاول رفع أسعار المنتجات الأساسية بشكل مصطنع خلال أزمة صحية«

متاجر بيع الأغذية
شهدت متاجر الأغذية حالة من الزحام الشديد خلال الأيام الماضية داخل بعض البلدان حول العالم، والسبب فى ذلك هو إقبال المواطنين على الشراء من أجل تخزين المواد الغذائية تحسبا لأى تطورات قد تستلزم البقاء بالمنزل.

شركات الاتصالات
بعض الشركات تتجه حاليا لإبلاغ موظفيها بالبقاء والعمل من المنزل، وهو ما يتطلب الاستمرار متصلين بالإنترنت طوال اليوم، وكذلك التواصل هاتفيا، ما يعنى زيادة استهلاك خدمات الاتصالات، وهو ما سيعود بالربحية على المشغلين.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق