حقارة الإخوان في زمن الشائعات

الأحد، 15 مارس 2020 07:00 ص
حقارة الإخوان في زمن الشائعات
طلال رسلان

ذباب «الإرهابية» ينشط على السوشيال بنشر أكاذيب عن الوباء لزعزعة الأمن الاجتماعى

جروبات على واتس آب وحسابات حديثة على مواقع التواصل يقودها الإخوانى الهارب سامى كمال الدين تدشن حملة منظمة لضرب مصر بشائعات «كورونا».. عنصر إخوانى هارب يدعو أتباعه فى مصر ممن يشتبه بإصابتهم بكورونا التجول فى المترو وأقسام الشرطة ومدينة الإنتاج الإعلامى لنشر المرض


أحد أهم الأقوال المأثورة عن الشائعات دونتها الروائية الأمريكية سو جرافتون الشهيرة بروايات الجريمة عندما قالت «إن الحقيقة صادمة لأصحاب المصالح فهى ستقع على الأرض الحجرية، فى حين أن الشائعات التافهة سوف تزدهر مثل الأعشاب الضارة لتؤذى من حولها».. ربما تكون هذه المقولة وأقوال مأثورة أخرى دونها التاريخ عن الشائعات، مرآة تعكس ما حدث على الساحة المصرية بشأن فيروس كورونا الجديد. بعد فترة قليلة من تداول الأخبار الواردة من وسائل إعلام صينية وأجنبية كبرى عن انتشار فيروس غامض عرف باسم كورونا، سمعت نادية إمام الموظفة فى الشهر العقارى بمنطقة إمبابة عن الكارثة التى ربما تكون نهاية العالم مثلما سمعت من إحدى زميلاتها فى العمل.

 

حد أهم الأقوال المأثورة عن الشائعات دونتها الروائية الأمريكية سو جرافتون الشهيرة بروايات الجريمة عندما قالت «إن الحقيقة صادمة لأصحاب المصالح فهى ستقع على الأرض الحجرية، فى حين أن الشائعات التافهة سوف تزدهر مثل الأعشاب الضارة لتؤذى من حولها».. ربما تكون هذه المقولة وأقوال مأثورة أخرى دونها التاريخ عن الشائعات، مرآة تعكس ما حدث على الساحة المصرية بشأن فيروس كورونا الجديد. بعد فترة قليلة من تداول الأخبار الواردة من وسائل إعلام صينية وأجنبية كبرى عن انتشار فيروس غامض عرف باسم كورونا، سمعت نادية إمام الموظفة فى الشهر العقارى بمنطقة إمبابة عن الكارثة التى ربما تكون نهاية العالم مثلما سمعت من إحدى زميلاتها فى العمل.
 

 لم يهدأ بال نادية حتى فتح لها ابنها «نسيم» جملة من الروابط على الإنترنت لتعرف أكثر عن دهاليز الفيروس الغامض، تقاذفت الأسئلة تلو الأخرى فى عقل نادية أوقفتها مؤقتا بضع آيات من القرآن تستعين بها وقت الحاجة، مع أدعية أن يخلف الله شكوك العالم بشأن القاتل الغامض.

 
وتيرة أخبار متسارعة فى أقل من شهر عن فيروس كورونا تجتاح وسائل الإعلام العالمية مع تحذيرات كبرى لتفشى الفيروس فى دول كثيرة، اضطرت معها الموظفة نادية سريعا إلى الوقوع تحت تأثير إحدى الأمهات معها فى العمل لدخول أحد «الجروبات» على واتس آب، لمتابعة أخبار الشأن المحلى بما أن لديها طلابا فى المدارس.
 
يوم تلو الآخر يدفع فيروس كورونا الدول إلى اتخاذ إجراءات من شأنها إيقاف مزيد من الإصابات وانتشار الفيروس الغامض، منها إيقاف الرحلات الجوية، وتعليق الدراسة فى المدارس والجامعات بل وإغلاق مناطق ومدن بأكملها.
 
«أكثر من ألف رسالة يومية تأتى عبر جروب الأمهات الذى أشترك به، سيل من المعلومات عن الفيروس فى مصر، محدش عارف حاجة ومش فاهمين حاجة، لدرجة إن واحدة على الجروب أقسمت أيمانات مغلظة بأن إحدى جاراتها فى العمارة المجاورة لها رقم 25 الدور الثالث أصيبت بكورونا وأولادها نقلوها إلى المستشفى، المضحك فى الموضوع أننى أقطن فى الشقة التى تحدثت عنها السيدة على الجروب ويبدو أننى أصيبت بكورونا ولم أكن أعرف أو أن أولادى أخفوا عنى»... أوجزت نادية بهذه الكلمات حال ما يحدث على جروبات واتس آب الخاصة فى تناقل المعلومات عن كورونا.
 
منذ البداية أعلنت الحكومة المصرية، متمثلة فى وزارة الصحة، أنها تتواصل أولا بأول بغرف عمليات خاصة مع منظمة الصحة العالمية لإعلان كل التطورات عن الفيروس داخل مصر، مع رفع كافة الاحتياطات اللازمة إلى مستوى الطورائ فى المستشفيات والمطارات والمؤسسات الرسمية المعنية بمكافحة الفيروس الغامض ومنع دخوله البلاد.
 
قبل الإعلان عن ظهور حالات فى مصر، رفعت وزيرة الصحة هالة زايد شعار «لا شىء نخفيه»، مع مزيد من التأكيدات من الحكومة ومؤسسات الدولة على أن أزمة فيروس كورونا ليست بها مهادنة أو مورابة، فمصر ليست دولة منعزلة عن العالم وإن كانت هناك حالات إصابة فسيتم الإعلان عنها فورا مثل كل الدول حول العالم بالتوازى مع منظمة الصحة العالمية والتنسيق أولا بأول.
 
من وقتها لم تهدأ الشائعات ومطلقوها ومروجوها عن انتشار الفيروس فى مصر، رغم أن وزارة الصحة تخرج فى بيانات رسمية ومؤتمرات إعلامية لتعلن التطورات أولا بأول، تلك الشائعات دفعت دولا عربية إلى إلغاء سفر المصريين إليها قبل حتى إعلان مصر نفسها عن حاملى الفيروس على باخرة الأقصر السياحية، بل وغضت تلك الدول الطرف عن مواطنى دولة أعلنت منظمة الصحة العالمية تفشى فيروس كورونا فى كل مدنها، مع تأكيدات على أن الحالات التى ظهرت فى هذه الدول هى من مواطنى هذه الدولة.
 
جروبات على واتس آب وحسابات تم تدشينها حديثا على مواقع التواصل الاجتماعى أكثرها من خارج مصر، وبالطبع تنقل عنها قنوات جماعة الإخوان فى الخارج تقود جميعها حملة منظمة لنصب أفخاخ الكورونا للمصريين، سيل من الشائعات عن الفيروس يجتاح عقول المواطنين كل يوم، وسائل إعلام عالمية تقع هى الأخرى فى فخ هذه الشائعات، فتنقل صورة غير حقيقية مع تهويل الأمور بحبكات درامية عن فرض السلطات المصرية تعتيما على أخبار انتشار فيروس كورونا فى داخل البلاد.
 
طالت الشائعات، فى الداخل والخارج، كل تفصيلة عن فيروس كورونا مع ربطه بكل ما يتعلق بمصر، فى البداية كان إخفاء الحكومة الحقيقة، ثم إلغاء المدارس وفرض الحجر الصحى، ثم الاقتصاد وانهيار البورصة، ثم اختفاء السلع من الأسواق وتخزينها، تحول الأمر إلى قنبلة شارفت على الانفجار.
 
أمام ذلك خرج رئيس الوزراء على وسائل الإعلام بتصريحات تجب ما يحدث من شائعات ومن خلفه الوزارات المعنية بالأمر على رأسها الصحة والتعليم، أعلنت وزارة الصحة أولا بأول تفاصيل الحالات المصابة بالفيروس داخل مصر مع كشف كل النتائج والتحركات قبل وبعد المبادرة التى وصفتها وسائل إعلام عالمية بالتاريخية من قبل وزيرة الصحة هالة زايد بالسفر إلى الصين لمزيد من التعاون فى إجراءات مكافحة المرض ونقل التجربة الصينية، وخرج وزير التعليم فى مؤتمر صحفى وأعلن إجراءات الوزارة لمنع كورونا مع نسف الشائعات التى تحدثت عن إلغاء حضور الطلاب إلى المدارس أو تأخير الامتحانات.
 
فى آخر بيانات متتالية كشفت الصحة المصرية تفاصيل حالات الإصابة ابتداء من الحالة الأولى المكتشفة فى مصر لشخص أجنبى كان حاملا للفيروس، والذى تعافى وغادر المستشفى المخصص للعزل حتى ظهور حالات الأقصر، والتى انتقلت إليهم العدوى من سائحة تايوانية من أصول أمريكية كانت قادمة إلى مصر فى رحلة سياحية ثم عادت إلى بلدها.
 
وكمزيد من الإجراءات التطمينية قالت وزارة الصحة إنه تم استحداث وحدة لتقصى كل المخالطين المباشرين وغير المباشرين للحالات التى تثبت إيجابيتها للفيروس، وذلك فى إطار تشديد الإجراءات الاحترازية والوقائية، كما وجهت الوزيرة برفع درجة الاستعداد القصوى بمستشفيات الحميات، ودعت المواطنين إلى التوجه لمستشفيات الحميات عند الشعور بأى ارتفاع فى درجات الحرارة لعمل التحاليل اللازمة.
 
 مع تأكيد المتحدث باسم وزارة الصحة عدم رصد أى حالات مصابة أو مشتبه فى إصابتها بفيروس كورونا المستجد بجميع محافظات الجمهورية سوى ما تم الإعلان عنه، مشيرا إلى أنه فور الاشتباه بأى إصابة سيتم الإعلان عنها فورا، بكل شفافية طبقا للوائح الصحية الدولية، وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، فيما تواصل وزارة الصحة رفع استعداداتها بجميع منافذ البلاد (الجوية، البرية، البحرية)، ومتابعة الموقف أولا بأول بشأن فيروس «كورونا المستجد»، واتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة.

توجيهات إخوانية بنقل عدوى كورونا
كشف مقطع فيديو، مدى حقارة عناصر الإخوان الهاربة من مصر، وحقدهم على المصريين رغم إعلانهم كذبا أنهم يعملون لمصلحة المصريين.
 
وظهر فى الفيديو المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى وتم تأكيد صحته، الهارب الإخوانى بهجت صابر وهو يدعو كل من يُصاب بأنفلونزا أو ارتفاع فى درجة الحرارة كاشتباه فى كورونا، بالدخول فى أقسام الشرطة أو المؤسسات الحكومية، لنقل العدوى.
 
ودعا الهارب الإخوانى من شكّ فى إصابته بفيروس كورونا الجديد، أن يدخل مدينة الإنتاج الإعلامى ويحاول الاختلاط بأكبر قدر ممكن من الناس والشخصيات العامة، لنشر الفيروس.
 
وقال الإخوانى: «انت متعرفش دور البرد ده قصته إيه، لو انتشر بين الناس، النظام هيستعد لمواجهة المرض، ليه تروح لوحدك؟»، فى إشارة إلى أنه إذا توفى المصاب بكورونا فيجب عليه أن يأخذ الكثيرين معه بنشر المرض.
 
وفى حلقة أخرى من حلقات المؤامرة الإخوانية على مصر، خرج الإخوانى الهارب سامى كمال الدين على أتباعه عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعى يدعو إلى التخطيط لعملية عصيان مدنى فى مصر عن طريق الاستفادة من انشغال الحكومة فى إجراءات مواجهة فيروس كورونا، ومن ثم تحركت صفحات إخوانية كانت محسوبة فى وقت سابق على سامى نفسه تنشر رسائل وأخبارا مغلوطة عن حالات مصابة بكورونا فى القاهرة والمحافظات، تحاول الحكومة إخفاءها.

الصحة العالمية: الشائعات وراء قرارات بعض الدول بإلغاء السفر لمصر
كشف جون جابور، ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، أن الإجراءات التى اتخذتها بعض الدول ضد مصر، وتعليق السفر إليها، جاءت نتيجة للشائعات التى تنتشر فى مصر ولا صحة لها، وأن مصر من أول 4 دول فى الإقليم وصلت لها أجهزة الكشف عن الفيروس.
وأشار ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر، فى تصريحات صحفية، إلى أن عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد تعلنها وزارة الصحة ولا شىء تخفيه السلطات المصرية، لافتا إلى أن النسبة فى حوض البحر المتوسط ومن بينها مصر ١.٩٪ وهى نسبة لا تقلق كثيرا خاصة مع الإجراءات الاحترازية التى تتخذها مصر وباقى الدول.
 
وأضاف أن الحجر الصحى يعنى فحص المواطنين القادمين من الدول التى انتشر فيها الفيروس، وهناك تنسيق تام بين وزارة الصحة بمصر ومنظمة الصحة العالمية.
 
وأكد أن مصر بلد سياحى، ولذلك هناك تنسيق بين وزارتى الصحة والسياحة، ومنظمة الصحة العالمية تقوم بعمل ورش عمل لوزارة الصحة، وأن مصر قامت بتدريب كوادرها بكل القطاعات فى المحافظات.

الأزهر يدخل على خط أزمة الشائعات
أصدرت دار الإفتاء التابعة لمؤسسة الأزهر الشريف، فتوى فى معرض ردها على الشائعات التى تروج بشأن انتشار فيروس كورونا فى مصر، قائلة «إن الشائعات وإعادة نشر الأخبار دون تثبت، إثم شرعى ومرض اجتماعى، يترتب عليه مفاسد فردية واجتماعية ويسهم فى إشاعة الفتنة، فعلى الإنسان أن يبادر بالامتناع عنه؛ لأن الكلمة أمانة تَحملها الإنسان على عاتقه».
 
وأوصت دار الإفتاء بأربع وصايا حول الوباء المنتشر حاليا فى العالم بما يسمى بفيروس كورونا، بأنه ينبغى على المسلم ألا يصيبه الخوف والهلع الشديد من الابتلاءات التى قد تصيبه أو تصيب من حوله، بل عليه أن يتحلى بحسن الظن بربه وخالقه سبحانه، ويعلم علم اليقين أن الله عز وجل سوف ينجينا من هذا البلاء، وإذا أصاب المؤمن شىء من هذا البلاء فعليه بالصبر والأخذ بأسباب العلاج، وليعلم أن صبره على هذا البلاء سيكون سببا لتكفير السيئات ورفع الدرجات، وشأن المسلم فى أوقات البلاء والمحن أن يكون دائم الذكر والدعاء، فالنبى صلى الله عليه وسلم أوصانا بقول: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق» ثلاث مرات صباحا و مساءً، فإن من قالها لا يصيبه شىء من البلاء إن شاء الله، على المسلم أن يأخذ بأسباب الوقاية والسلامة الصحية المتبعة لدى الجهات المعنية، فهذا من باب الإحسان، يقول تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

ترامب يرد على الشائعات بلغة الأرقام
فى واحدة من تعليقات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، على انتشار فيروس كورونا والشائعات التى حامت حوله وتحدثت عن نهاية أمريكا والعالم، قال الرئيس الأمريكى إن العام الماضى شهد وفاة 37 ألف شخص أمريكى متأثرين بالأنفلونزا الشائعة العادية، مؤكدا أن الحياة والاقتصاد استمرا طبيعيين.
 
اختار ترامب منطق الأرقام والحقائق على أرض الواقع للرد على الشائعات المثارة عن اقتصاد بلاده، رغم تزايد عدد الإصابات فى الولايات المتحدة الأمريكية وحالات الوفاة أيضا، وإعلان الحجر الصحى فى مقاطعات أمريكية، إلا أن ترامب قال فى تعليقه «توفى 37000 أمريكى العام الماضى بسبب الأنفلونزا الشائعة، ويتراوح متوسطها بين 27000 و70000 وفاة فى السنة، لم يتم غلق شىء، الحياة والاقتصاد مستمران، فى هذه اللحظة، هناك 546 حالة مؤكدة من فيروس كورونا، مع 22 حالة وفاة، فكروا بالأمر!».
 
وقال ترامب، فى تغريدة عبر حسابه بـ«تويتر»: «لدينا خطة منسقة ومتناسقة تماما فى البيت الأبيض لمواجهة فيروس كورونا، لقد تحركنا مبكرا للغاية لإغلاق الحدود إلى مناطق معينة، والتى كانت بمثابة هبة من السماء، ونائب الرئيس يقوم بعمل رائع، لكن وسائل الإعلام المزيفة تبذل كل ما بوسعها لجعلنا نبدو بحالة سيئة، شىء محزن».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق