إيجابيات فيروس كورونا

الأربعاء، 18 مارس 2020 01:46 م
إيجابيات فيروس كورونا
أيمن عبد التواب يكتب :

من رحم الألم قد يأتي الأمل، وربما تخرج المنحة من قلب المحنة.. ولعل هذا ما ينطبق على «فيروس كورونا».. فعلى الرغم من ضبابية المشهد، ومأساوية الموقف العالمي، إلا أن الوضع- في مصر- مختلف بعض الشيء..
 
هذه الأزمة أفادتنا كثيرًا، شعبًا ومسؤولين، وغيرت نظرتنا إلى كثير من الأمور، وأصبحنا نتعامل معها بإيجابية، أو ببعض الإيجابية، وبما تستحقه من اهتمام وتقدير.. 
 
أولى إيجابيات أزمة كورونا، أنها لفتت انتباهنا إلى ضرورة الاهتمام الجاد بالتعليم، وأنه «لا يكيل بالبتدنجان»، وإنما يُكيل بما هو أغلى من الذهب والألماس.. وكذلك الاهتمام بمراكز البحث العلمي بوجه عام، والبحث العلمي الطبي على وجه الخصوص؛ لابتكار واختراع واكتشاف أدوية وأمصال ولقاحات للأمراض والأوبئة التي قد تضرب البلاد. 
 
ثانيًا: ضرورة الاهتمام بـ«الإعلام الهادف»، وزيادة جرعة الإعلام التنويري التوعوي، إعلام المصداقية، إعلام المعلومة، إعلام المكاشفة والمصارحة.. الإعلام الذي يغرس القيم النبيلة في النفوس، ويزيد من وعي الناس في تعاملهم مع المخاطر والأزمات، بدلًا من حالة الاستخفاف والاستهتار التي رأيناها في تعامل كثيرين مع خطورة الفيروس.
 
ثالثًا: مصارحة الشعب بالحقيقة، مهما كانت مرارتها، وخطورتها.. فطرح الحقيقة دون مواربة سوف تجعل الناس شركاء في تحمل المسؤولية، بدلًا من إلقاء المسؤولية على الحكومة وحدها.
 
رابعًا: تشكيل لجنة لإدارة الأزمة، وسرعة اتخاذ القرارات.. فهذه هي المرة الأولى- تقريبًا- التي يكون عندنا لجنة على أعلى مستوى لإدارة الأزمة، يترأسها رئيس مجلس الوزراء، ويُكشف فيها عن آخر المستجدات، والإجراءات والتدابير الاحترازية التي سوف تتخذها الدولة لمواجهة الفيروس.. وكلها أمور لم نعهدها من قبل.
 
خامسًا: أزمة كورونا أثبتت أن أجهزة الدولة قادرة على فعل أي شيء لصالح المواطن، «لو أرادت فعلًا».. فيكفي أنها أغلقت العديد من المقاهي التي تقدم الشيشة.. وأغلقت آلاف المراكز التعليمية- «السناتر»- في أقل من 48 ساعة، وهذا معناه أن هذه «السناتر» معروفة ومعلومة لدى موظفي الحكومة، لكنهم يتركونها لابتزاز أصحابها و«الاسترزاق» من ورائهم.
 
سادسًا: إدراك قيمة الصحة، وأنها من أعظم نعم الله علينا، وأنها تاج على رءوس الأصحاء لا يعلمها إلا المرضى.. كما أدركنا وتأكدنا أن اليوم الذي كنا نعتبره عاديًا هو نعمة عظيمة من الله يجب أن نشكره ونحمده عليها.
 
سابعًا: الأزمة جعلتنا نتأكد أن «النظافة من الإيمان»، فأصبحنا نهتم بالنظافة الشخصية، ونظافة بيوتنا، ونظافة الأماكن التي نرتادها.. كما أصبح كثير منا يهتم بطرق الوقاية من الأمراض.
 
ثامنًا: أزمة كورونا جعلت كثير من الناس يسارعون بالتوبة، ويتقربون إلى الله، ويحاولون نيل رضاه، بعدما أدركوا أن الموت يحاصرهم، أو يطرق بابهم.
 
تاسعًا: الأزمة كشفت عن المعدن الأصيل للمصريين، الذين تغير سلوكهم إلى الأفضل، وتكاتف كثير منهم فيما بينهم لمساعدة غيرهم..
 
عاشرًا: القرارات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة فيروس كورونا، ومنها العمل «أون لاين» أو العمل ثلاثة أيام في الأسبوع.. أتاحت الفرصة للرجوع إلى الجو الأسري، والتقرب من الأولاد، والوقوف على مشاكلهم، والتعرف على آمالهم وأحلامهم وطموحاتهم..
 
ما سبق لا يعني أن أزمة كورونا ليس لها سلبيات، بل هناك سلبيات كثيرة، نأمل أن تختفي، أو تتقلص، وهذا أضعف الإيمان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق