لماذا لا يتولى شوقي علام أمر الأزهر والأوقاف؟

الجمعة، 20 مارس 2020 08:00 م
لماذا لا يتولى شوقي علام أمر الأزهر والأوقاف؟
مصطفى الجمل

 
رجل هادئ، عالمٌ لا ترى منه إلا السماحة بالقول والفعل، لا تسمع له ضجيجاً، ولا يتأخر عن الاشتباك مع الأزمات الحياتية مبديًا رأي الدين القويم، بما يعلي مصلحة الإنسان وحياته فوق أي مصلحة وأي اعتبار. 
 
يستحق الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، لقب الأكثر تأثيراً في حياة المصريين، فعندما كانت تواجه مصر الإرهاب بمفردها وسط مجتمع دولي مكتوفي الأيدي، خرج العالم الجليل من محرابه، وتصدى لفتاوى المتطرفين، وأخرج من الكتاب والسنة ما يدحض منهجم، ويبرئ الإسلام من جرائمهم، فيما كان على الجانب الآخر رجال علم ودين، لهم من التأييد الشعبي ما يكفي للتأثير في البسطاء وانتشالهم من بحر الأفكار المظلمة التي أحاطتهم بها الجماعات الإرهابية وأذرعها في القرى والنجوع، ولكنهم – العلماء- آثروا أن يتابعوا الموقف من مقعد «عم عبده البواب»، ذلك المشاهد البسيط الذي راح يضرب أخماس في أسداس، ويدعو الله فقط أن يهديه الصراط المستقيم ويشير له للمعسكر صاحب الحق. 
 
وعندما حلت على مصر جائحة كورونا، واضطرت الدولة لاتخاذ عدد من الإجراءات الوقائية كغلق المدارس والكافيهات والمطاعم والملاهي وقاعات الأفراح، وأي مساحة يمكن أن يتجمع فيها المواطنون لغير حاجة ضرورية، خرج الرجل بكل هدوء يؤيد ما اتخذته عدد من الدول وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، بغلق المساجد، وأجازت دار الإفتاء ترك صلاة الجمعة وغيرها من صلوات الجماعة والاكتفاء، وكتبت تغريدة ليلة الجمعة، تغريدة لن ينساها التاريخ: «الإنسان قبل المكان.. والساجد قبل المساجد». 
 
مواقف «علام» الوسيطة ليست جديدة عليه، فابن قرية زاوية أبوشوشة بالبحيرة، لم يحتاج للوصول إلى قلوب وقلب قادة العالم سوى لعامين، نجح خلالهما فى إطلاق مرصدين، أحدهما لمواجهة الأفكار المتطرفة والآخر لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، وأصدر من خلال مرصد الإفتاء كتاب بعنوان «تنظيم داعش.. النشأة والجرائم والمواجهة»، بالإضافة إلى الانتهاء من أول موسوعة إفتائية عن التكفير تضم تحليلاً لمسائل التكفير والفكر المتشدد وطرق المعالجة الفكرية لها، كما تمكن المفتى من تأسيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم فى ديسمبر الماضى واختار قاهرة المعز مقراً لها.
 
ليبقى استفهاماً، يحتاج إلى إجابة ضرورية، لماذا لا يجمع الدكتور شوقي علام بين المناصب الدينية في مصر، بدلاَ من ذلك الجدل الدائر والمعركة الظاهرة الخفية بين قامتين كالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، ولا سيما أن مصر لا تجني من هذه «العركة» سوى عند كل من الرجلين، في مجال لا يقبل مثل تلك الأمور، فلك أن تتخيل أن مصر في أشد الحاجة لفتوى تجلس الناس منازلهم، ولا يتزحزح أي منهماً، ليس ذلك فقط، بل أن الدكتور مختار جمعة فاجئ جميع المنادين بالتزام الناس منازلهم واعتزال صلاة الجمعة جماعة، بخطبة احتشد لها المئات، واستمرت قرابة الساعة، ولم يخرج منها المواطن البسيط سوى بدرس واحد : «الأعمار بيد الله.. ومحدش بيموت ناقص عمر».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة