شهادات حية من الدقهلية.. «الصحة» تحاصر الوباء فى قرى «بلقاس» وتعزل 300 أسرة

السبت، 21 مارس 2020 06:37 م
شهادات حية من الدقهلية.. «الصحة» تحاصر الوباء فى قرى «بلقاس» وتعزل 300 أسرة
محمد الشرقاوى

الخوف يسيطر على الأهالى.. القرى تغلق أبوابها وتعقم مبانيها

​فى «السماحية الكبرى» الجميع معقم.. ولا عزاء للمتوفين
 

لم تعلم السيدة عطيات محمد إبراهيم، أول المتوفين المصريين بفيروس كورونا فى مصر، أن تقديمها واجب العزاء، سيكون تذكرتها إلى الآخرة، لتلحق بالمتوفى، الذى مات فى إيطاليا وقدمت به زوجته لتدفنه فى مسقط رأسه بقرية السماحية الكبرى.

وفاة السيدة الستينية، وضعت مركز بلقاس التابع لمحافظة الدقهلية تحت المجهر، خاصة أن غيرها خالط أسرة المتوفى، بحسب روايات يتداولها أهالى القرية، وزاد الأمر سوءا بعد وفاة أحمد على عامر، مأمور ضرائب بمأمورية بلقاس قسم القيمة المضافة، وعلى لسان الدكتورة هالة زايد، أعلنت وزارة الصحة والسكان، الإثنين الماضى،  وضع 300 أسرة فى محافظة الدقهلية قيد الحجر الصحى، بعد ظهور عدد من المصابين بفيروس كورونا داخل قريتهم، التى أظهرت النتائج إيجابيتها. 
 
الوزيرة أوضحت، أن اكتشاف الحالات الإيجابية، جاء بعد فحص عدد كبير من المخالطين للحالات المصابة، وأشارت فى الوقت نفسه، إلى أنه تم اتخاذ إجراءات احترازية أكثر صرامة وتضمن سلامة الجميع لضمان عدم انتشار الفيروس.

عائلة عامر وكورونا
قبل أسبوعين، وفى قرية نائية تابعة لمركز بلقاس، نعت عائلة «عامر»، أحد أبنائها، وهو طيار متزوج من إيطالية ويقيم فى مدينة ميلانو، توفى بالخارج، والاثنين الماضى نعت مأمور الضرائب، البالغ من العمر 50 عامًا، لتزداد آلامها، وقال رزق فرج، وهو أحد أصدقاء مأمور الضرائب المتوفى، لـ«صوت الأمة»، إن الوضع فى قرية السماحية الكبرى هادئ تمامًا، خاصة وقت عزاء مأمور الضرائب المتوفى، الذى يمتد نسبه لعائلة عامر. 
 
ويضيف «رزق» وهو أحد سكان قرى الحفير والأمل، أن زوجة الطيار المتوفى كانت حاملة لفيروس كورونا، وبالطبع احتكت بكثير من أهالى القرية، الذين توافدوا لتقديم واجب العزاء.
 
ويتابع رزق فرج، أن النائبة السابقة عن مجلس الشعب هيام عامر، أثارت ضجة كبرى، حول كيفية دخول زوجة المتوفى إلى مصر وهى حاملة للفيروس، وبالطبع هناك الكثير من الأشخاص أصيبوا، وكان منهم أحمد عامر، والسيدة عطيات.  
 
لم تتلق عائلة عامر العزاء فى وفاة المرشح السابق لمجلس النواب، وقالت عمة المتوفى هيام عامر: إن زوجة المتوفى وأبناءه فى العزل بمستشفى أبوخليفة بالإسماعيلية، وما زالت هناك نتائج من مخالطين لم تظهر حتى الآن ونتمنى أن تكون جميع العينات سلبية.
 
أحمد على عامر، المتوفى رقم (4) فى مصر بفيروس كورونا، له تاريخ مرضى سابق، فهو أحد المرضى المتأخرين بفيروس الكبد الوبائى (C) وفق صديقه «رزق» يقول: كنا نتمنى له الراحة من مرضه منذ عام. 
 
تقول روايات أخرى لأهالى من القرية- رفضوا ذكر اسمهم- لا تختلف كثيرًا عن رواية صديق عامر، لكنها أضافت أن السيدة عطيات، تم توقيع الكشف الطبى عليها فى عيادة خاصة بمركز بلقاس بسبب معاناتها بمشاكل فى الجهاز التنفسى، بعدها تم تحويلها لمستشفى الصدر بالمنصورة، لتلقى ربها فى 12 مارس، الخميس الماضى.
 
وتابعت أنه تم سحب عينات من 6 من المخالطين للمتوفاة من أسرتها، وتم عزلهم بمنازلهم تحت المتابعة لمدة 14 يومًا، كما تم سحب عينات من الطاقم الطبى الذى تعامل معها أثناء وجودها بمستشفى الصدر، إضافة إلى الأطباء الذين ترددت عليهم بالعيادات الخاصة، وتم وضع الجميع تحت العزل الذاتى والمتابعة لمدة 14 يومًا، وهو ما أكدته مصادر رسمية.
 
الخوف يسيطر على الأجواء
«الخوف سيد الموقف».. مقولة تجسدت على أرض الواقع فى «السماحية الكبرى»؛  فالجميع أغلق أبوابه، فلا زيارات ولا مناسبات، فهناك الموتى دفنوا بلا عزاء، وحاملة الفيروس فرت قبل اكتشاف الأمر، وبات أهالى القرية ينعون حالهم. 
 
وأثناء الحديث مع رزق فرج، أجرى اتصالًا هاتفيًا بمسؤول إدارى عن قرية السماحية، والذى قال: الأمر فى القرية هادئ للغاية، الأهالى عقموا منازلهم جميعا ضمن إجراءات الوقاية، ويكررون ذلك مرارًا خشية تفشى المرض، وليس كما تصوره السوشيال ميديا.
 
لم يقتصر الخوف على سكان السماحية الكبرى، بل امتد لقرى مجاورة، تزيد عن 60 قرية، ومنها قرية الروضة، القريبة نسبيا من السماحية. 
 
شباب قرية الروضة، تبنوا بالفعل مبادرة لتعقيم مبانى القرية الحكومية وغيرها، وأحضروا موتورا لرش المبيدات، ووضعوا فيه مبيدات مطهرة مضادة للفيروسات، وبدأوا حملتهم. 
 
حملة التعقيم شملت مساجد القرية، والمعهد الأزهرى بالقرية، ومحلات الحلاقة والمنازل، والسوق ومحلات البقالة وحضانة الأطفال وساحات لعب الأطفال.
 
وفى وقت سابق، قرر الدكتور عمرو عبدالعاطى، رئيس مركز ومدينة بلقاس، إغلاق سوق مواشى بندر بلقاس الأسبوعى «طريق عمار»، وإغلاق كل الأسواق، برئاسة مركز ومدينة بلقاس الأسبوعية «سوق الأحد- جميع أسواق الوحدات المحلية بنطاق المركز لحين إشعار آخر». وفى تنبيه تم تعليقه على أبواب مأمورية ضرائب بلقاس حيث مقر عمل المتوفى رقم (4)، قال المدير العام للمأمورية، إنه تقرر تعليق العمل لمدة 14 يوما، وعلى من يرغب فى تقديم الإقرار الضريبى التوجه إلى مقر الغرفة التجارية بالمنصورة.

الأجانب السبب 
بالتتبع لخارطة فيروس كورونا فى مصر، لم تكن هناك منطقة تفشى أو انتشار أولى للفيروس، لكنها كانت حالات مخالطة لأجانب، بداية من الـ 12 حالة المخالطين لسائحة بمركب فى الأقصر وارتفاعها إلى 48 فى الأسبوع الأول من مارس، وصولا لحالات قرية السماحية.
 
وكسرت أعداد المصابين بفيروس كورونا حاجز الـ 150 مساء الإثنين الماضى، وفق مؤتمر رسمى لوزارة الصحة، حيث قال المتحدث الرسمى باسم الوزارة الدكتور خالد مجاهد، إن الحالات التى تم الإعلان عنها الاثنين بينها 35 مصريا و5 حالات لأجانب من جنسيات مختلفة.
 
وأوضح أن من بينهم 8 حالات عائدة من العمرة، والباقى من المخالطين للحالات الإيجابية التى تم اكتشافها والإعلان عنها مسبقًا، ضمن إجراءات الترصد والتقصى التى تجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية.
 
وفى وقت تواصل فيه الدولة إجراءاتها الاحترازية المكثفة والعلاجية لمن ثبتت إصابته، بلغ إجمالى المتعافين من الفيروس 26 حالة، من أصل 34 حالة تحولت نتائجها معمليًا من إيجابية إلى سلبية لفيروس كورونا (كوفيد- ١٩)، وباقى الحالات السلبية يتم متابعتهم فى مستشفيات العزل وحالتهم مستقرة.
 
ماذا يحدث في بلقاس والمنيا ودمياط والدقهلية بأكملها بعد وفاة الحالة الثانية بكورونا  (1) copy
 
ماذا يحدث في بلقاس والمنيا ودمياط والدقهلية بأكملها بعد وفاة الحالة الثانية بكورونا  (2) copy
 
ماذا يحدث في بلقاس والمنيا ودمياط والدقهلية بأكملها بعد وفاة الحالة الثانية بكورونا  (3) copy
 
ماذا يحدث في بلقاس والمنيا ودمياط والدقهلية بأكملها بعد وفاة الحالة الثانية بكورونا  (7) copy
 
ماذا يحدث في بلقاس والمنيا ودمياط والدقهلية بأكملها بعد وفاة الحالة الثانية بكورونا  (8) copy
 
ماذا يحدث في بلقاس والمنيا ودمياط والدقهلية بأكملها بعد وفاة الحالة الثانية بكورونا  (11) copy

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق