المتخوفون من كورونا تحت مجهر "الطب النفسي"

الخميس، 26 مارس 2020 03:00 ص
المتخوفون من كورونا تحت مجهر "الطب النفسي"
الكورونا
أحمد قنديل

استشاري نفسي: مرض نفسي يصيب المتخوفون من الوباء بأعراض "الكورونا"

​خبيرة علاقات زوجية تحذر من الخلافات الأسرية بسبب "كورونا"
 
"رغم أن الشاب لم يدخل عليه أحد منذ أيام أو تعرض لما يؤذيه، إلا أنه شعر بأعراض مماثلة لعلامات الوباء المنتشر، فقرر الذهاب إلى المستشفى الطارئة من أجل تشخيص حالته، لكنه فوجئ بأن صحته الجسدية سلمية بنسبة 100%، ونصحه الأطباء بأنه في حاجة إلى عرض حالته على استشاري صحة نفسية".. لا شك أن هناك حالة من الهلع والقلق منتشرة بين كافة قطاعات المجتمع إثر انتشار فيروس كوفيد – 19 المعروف إعلاميًا بـ"كورونا"، وما تبعه من إجراءات اتخذتها الدولة احترازية للحد من انتشار الفيروس، وهو ما جعل البعض يصاب بالهلع والخوف وأحيانًا التوهم تحسبًا للإصابة بفيروس "كورونا".
 
من ذات المنطلق، يمكن الجزم بأن هناك الكثير من الحالات التي تشك بإصابتها تكون كاذبة ولا صحة لإصابتها بالفيروس المستجد، وذلك وفقًا لما أكده العديد من الأطباء عبر وسائل الإعلام المختلفة، وإنما يتسبب الهلع والقلق فقط لشعورهم بأعراض مماثلة، حيث باتت مظاهر الهلع واضحة بمجرد أن أعلنت الدولة اتخاذ إجراءات احترازية مثل تعليق الدراسة وفرض حظر التجوال، وإغلاق كافة المنافذ التي تتضمن تجمعات، وغيرها من أمور من أجل حماية الموطنين، ولعل ظهرت مشاهد الهلع من خلال الطوابير أمام المستشفيات من أجل تشخيص الحالات، وكذلك التزاحم أمام الأسواق لشراء منتجات بكثرة غرضًا في تخزينها.
 
وقال تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية إن حالة الخوف من الفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) مرتبط بعدم فهمه وليس ناجما عن عدد الوفيات، ونقل التقرير عن الباحث الفرنسي جوسلين رود أستاذ علم النفس الاجتماعي في معهد الدراسات العليا في الصحة العامة في مدينة رين الفرنسية، قوله أن الخوف من وباء يرتبط بعدم وجود فهم واضح لمرض جديد أكثر مما هو ناجم عن عدد الوفيات التي يتسبب فيها، مؤكداً أنه ليس هناك بالضرورة علاقة متناسبة بين عدد الوفيات والخوف الناجم عن المرض، مشيرًا إلى أن الأمراض الجديدة التي تظهر بشكل دوري تثير الكثير من القلق حتى لو كان عدد ضحاياها قليلا.
 
وأضاف "جوسلين رود" أنه بموازاة ذلك يظهر لدى فئة ضئيلة من السكان سلوك من القلق، فيقوم البعض بالتبضع كجمع مخزون من ورق المراحيض، في حين أنه ليس هناك أي مشكلة تموين، فهى ظاهرة النبوءة التي تحقق نفسها: ترقّب انقطاع المواد يولد بنفسه انقطاع المواد.
 
ويقول خبراء الصحة النفسية إنه مع طول مدة بقاء الأشخاص في منازلهم، تزداد مخاطر تعرضهم لنوبات اكتئاب وهلع وحتى الأفكار الانتحارية، وقال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الهلع الذي أصاب المواطنين خلال الفترة الماضية وذلك نتيجة التركيز الإعلامي الشديد على المرض المعروف باسم فيروس "كورونا"، وذلك نتيجة قيام القنوات الإعلامية الخاصة والحكومية بتخصيص مساحة كبيرة للحديث على المرض وبعض منهم يوضح الأمر بصورة غير صحيحة، فيما يتسبب البعض الأخر في زيادة الفزع والهلع عند المواطنين بدون قصد.
 
وأضاف "فرويز"، لـ"صوت الأمة"، إن الهلع الذي أصاب المواطنين أيضا نتيجة متابعة مواقع التواصل  الاجتماعي الشديد، وكذلك متابعة القنوات الأجنبية التي تبث أخبار انتشار فيروس كورونا حول العالم كله، وسماع تلك الأخبار يزيد من الفزع والهلع للمواطنين خاصة الاستشهاد ببعض الدول التي يزداد بها المرض بصورة كبيرة مثل أمريكا وإيطاليا، لافتاً إلى إن الهلع لدى المواطنين شيء طبيعي، لكن يجب أن يكون بصورة أبسط مما هو عليه الآن حتي لا يتحول ذلك لمشاكل صحية نفسية لدى المواطنين.
 
 
وقال فرويز إن زيادة الهلع لدى المواطنين يحول الأمر من مجرد خوف شديد إلي ما يدعى بمرض "السودا كورونا"، على حد وصفه، وهو ما يسمي الكورونا الكاذبة، موضحا إن من يتعرض لهذا المرض هو بعض الأشخاص مثل من يقوموا بتسليم أنفسهم للحجر الصحي ويذهبوا إلي المستشفيات لإجراء الفحوصات الخاصة بالكورونا، وهم أشخاص لديهم هلع شديد تحول إلي حد الشعور بأنهم لديهم المرض.
 
واستكمل استشارى الطب النفسي، إن هناك نوعان من المواطنين تصنيفهم ما بين العصابيين والوسواسين، فالعصابيين هم من يزداد لديهم الخوف من المرض إلي أن يشعروا بظهور أعراض جسمانية عليهم نتيجة القلق النفسي من الإصابة بالمرض فيسهر عليهم بعض الأعراض والتي تتمثل أهمها في الإصابة بالصدع والزغللة والإصابة بآلام شديدة في المعدة دون التعرض لارتفاع درجات الحرارة.
 
أما النوع الثاني والذي يتمثل في الوسواسيين وهم من يقوموا بمشاهدة التلفاز ويستمعوا إلي الأعراض الخاصة بفيروس كورونا ويقوموا بالتوهم أن لديهم نفس الأعراض من خلال مقارنة شعورهم ومطابقته بالأعراض حتي وأن كانت لا تتشابه مع الأعراض.
 
فيما أكد استشاري الطب النفسي، إن خلال تلك الفترة سوف يكون هناك شعور لدى المواطنين بالاكتئاب والشعور بالحالة المزاجية السيئة، وذلك مع زيادة الحالات وزيادة فرض الحرص من جانب الدولة على عدم تفشي المرض فهو يزيد من شعور المواطنين بالخوف والهلع من المرض وبالتالي زيادة الحالة المزاجية السيئة، موضحا إن تلك الحالة ستتحسن مع تحسن الأوضاع فى مصر والعالم كله، بينما سيصاب ما يقرب من 10‎% من المواطنين بالاكتئاب الذي يحتاج إلي الاستشارة النفسية والعرض على أطباء نفسيين حتي لا يزداد الأمر لديهم سوءا، مشيرا إلي أن، هناك بعض الأمر التي من شأنها تحسين الحالة المزاجية ومنها تناول بعض الأطعمة مثل "صدور الدجاج، الشوكولاته، الفسدق، الكاجو، والسودانى والمسليات"، والابتعاد عن بعض الأطعمة مثل أوراك الفراخ وكذلك الأطعمة الدهنية والموالح والمخللات، والتي من شأنها زيادة الإكتئاب، كما يجب الحرص على القيام ببعض الأمور ومنها ممارسة الرياضة فى المنزل.
 
 
ومن جانب أخر، أوضحت دكتور منى رضا استشاري العلاقات الزوجية، إن جلوس الرجال داخل المنازل لفترات طويلة سوف يزيد من فرص زيادة الخلافات الزوجية بين الزوجين وذلك نتيجة المزاج السيء والوضع العام نتيجة لأخبار المتعلقة بفيروس "كورونا"، وتغير كافة الموازين، لافتة إلى إنه يمكن تجنب الخلافات الزوجية بين الزوجين من خلال عدم الحديث حول الأشياء التي يوجد بها اختلاف في وجهات النظر بين الزوجين حتي لا يزداد الأمر سوء بينهما خاصة أن الأجواء العامة متوترة وهو ما يزيد من التوتر بصورة عامة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق