غابريال ماركيث كتب عن الكوليرا.. فمن يكتب عن كورونا؟

الأحد، 29 مارس 2020 07:00 ص
غابريال ماركيث كتب عن الكوليرا.. فمن يكتب عن كورونا؟
غابريال ماركيث
كتب- محمد أبو ليلة

«عيون الظلام» رواية صدرت عام 1982 وتنبأت بظهور كورونا.. وأخرى مزيفة تُباع عبر موقع أمازون 
 
لا تزال هناك حالة من الذعر والقلق تجتاح الكرة الأرضية بأسرها بعد انتشار وباء كورونا فى كل دول العالم، هذا الوباء بما يحمله من آثار سلبية على الوضع الصحى والاجتماعى والاقتصادى والسياسى للجميع ستبقى آثاره خالدة فى أذهان أجيالٍ كثيرة قادمة، البعض يتساءل عن كيفية أن تقرأ الأجيال القادمة عن وباء كورونا، وماذا يقرأون ومن هم الذين سوف يُجسدون تفاصيل ظهور الوباء فى العالم.
فوباء الكوليرا مثلا جسدت له أعمال فنية ورواية كثيرة عبرت عن الحالة الاجتماعية التى ظهر فيها الوباء القرن التاسع عشر والعشرين، ولعل أشهر من كتب عن الكوليرا كان الأديب الكولومبى العالمى الحائز على جائزة نوبل، غابريل ماركيث، فى روايته الشهيرة «الحب فى زمن الكوليرا».

الحب فى زمن الكوليرا
تدورأحداث الرواية الأخيرة فى سفينة نهرية، حيث يدعو بطل الرواية حبيبته لرحلة نهرية على سفينة تمتلكها شركته فتوافق، وهناك يقترب منها أكثر وتدرك بأنها تحبه رغم شعورها بأن عمرها 70 عاما لا يصلح للحب، ولكن هذا ما كان يمنع بطل الرواية من الاستمرار بالأمل والسعى لراحتها، فيتخلص من المسافرين الآخرين بخدعة أن السفينة عليها وباء الكوليرا لكى لا تنتهى الرحلة ويكون الفراق ويثبت أنها خدعة غير موفقة مع الحجر الصحى وتدخل السلطات.
 
وتنتهى الرواية والسفينة تعبر النهر ذهابا وجيئة رافعة علم الوباء الأصفر دون أن ترسو إلا للتزود بوقود فيما تضم عش الحبيبين الذين لا يباليان بكبر عمرها ويقرران أنهما الآن فى مرحلة أفضل لوصول مرحلة ما وراء الحب وهى الحب لذات الحب. 
 
ولعل الحديث عن الكوليرا يجعل القوس مفتوحا حول ما ستثمر عنه السنوات القادمة فى الوسط الثقافى العالمى، وقت الحديث عن وباء كورونا، فهناك المئات من الأدباء حول العالم، لابد أن يلتفت أحدهم لـ كورونا وتداعياته الاجتماعية والسياسية.
كورونا وعيون الظلام
 
لكن منذ ظهور وباء كورونا أواخر العام الماضى ظهرت تقارير إعلامية تُعيد إلى الواجهة رواية صدرت فى ثمانينيات القرن الماضى وتحدثت عن مختبر عسكرى صينى فى مدينة ووهان- بؤرة انتشار كورونا- أنتج فيروسا غامضا يصيب الجهاز التنفسى كجزء من برنامج للأسلحة البيولوجية، الأمر الذى ربطه البعض بفيروس كورونا الجديد.
 
وقال موقع ساوث تشاينا مورنينغ بوست إن رواية عيون الظلام للمؤلف الأمريكى الشهير دين كونتز التى صدرت عام 1981، عادت للواجهة بعد تفشى وباء كورونا فى مدينة ووهان وانتشاره فى عدد من دول العالم، وتروى «عيون الظلام» قصة الأم كريستينا إيفانز التى كانت تعتقد أن ابنها توفى فى رحلة تخييم، قبل أن تقودها عملية البحث إلى اكتشاف حقيقة وفاته.
 
ووجدت إيفانز فى النهاية أن ابنها ما يزال على قيد الحياة، إلا أنه محتجز داخل منشأة عسكرية، بعد إصابته بفيروس غامض أطلق عليه «ووهان- 400»، تم تطويره فى مختبر فى مدينة ووهان، ويقول كونتز فى روايته إن الفيروس الذى جرى تطويره عسكريا يعد «سلاحا بيولوجيا مثاليا» لأنه يصيب البشر فقط، ولأنه لا يستطيع العيش خارج جسم الإنسان لمدة تزيد عن دقيقة.
 
ويعد الأميركى كونتز البالغ من العمر 74 عاما، كاتبا ذا مؤلفات كثيرة، خصوصا تلك المتعلقة بالخيال والرعب، حيث أخرج إلى الوجود أكثر من 80 رواية، وتساءل بعض المعلقين إن كان كورونا قد ظهر بالفعل بالصدفة، أم أن له علاقة بالرواية الأدبية، التى تنبأت بأحداث مشابهة لما يقع حاليا، ومن غرائب الصدف أن المختبر الذى تتحدث عنه الرواية، يقع على بعد 22 كيلومترا فقط من مركز تفشى كورونا المستجد، ويروج بعض المؤمنين بنظرية المؤامرة فكرة تشير إلى أن كورونا صنع فى أحد مختبرات الصين لتحقيق غايات قد تكون اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية.
ويعزز هؤلاء اعتقادهم بأن الصين تقوم منذ زمن طويل، بتطوير وصناعة أسلحة بيولوجية وكيميائية، وهو ما أكدته فيما بعد عدة أبحاث يابانية، وسبق لموقع «ناشيونال إنترست» الأميركى أن نشر تكهنات لمعلقين سياسيين روس تفيد بأن كورونا أخذ أبعادا جيوسياسية، وأشارت إلى أن الفيروس ربما كان «سلاحا بيولوجيا أميركيا يستهدف موسكو وبكين، ولا يوجد إلى حدود الساعة أى دليل علمى على صحة هذه التكهنات، كما أن انتشار الفيروس حول العالم يجعل من الصعب الاعتقاد بأنه صنع خصيصا لاستهداف بلد بعينه.
روايات مزيفة 
ومنذ ظهور فيروس كورونا اجتاح متجر بيع كتب أمازون العديد من الكتب عن الفيروس وتراوحت بين قصص الأطفال والكتيبات التعريفية المنتحلة وحتى الكتابات العلمية المزيفة، قبل أن يقوم عملاق الكتب والبيع بالتجزئة بإزالة العديد من الكتب المنشورة ذاتيا فى الأسابيع القليلة الماضية.
حيث احتوت  قوائم الكتب المعروضة للبيع فى متجر أمازون الإلكترونى على عدد كبير من الكتب- أغلبها أقل من 100 صفحة-  المنتحلة من مواقع إخبارية ومقالات ومدونات منشورة، إذ توافد منتحلو النصوص إلى أمازون فى محاولة لاستغلال الذعر من الفيروس المستجد وجنى الأموال من الباحثين عن الكتب الموثوقة
وتظهر فى الوقت الحالى نتائج البحث عن فيروس كورونا فى قوائم كتب أمازون لعام 2020 الجارى، اختفاء الكتب المنتحلة وغير العلمية والأعمال غير الموثوقة التى تتناول فيروس كورونا، بينما يحتفظ موقع بيع الكتب الأكبر عالميا بمجموعة من الكتب والمراجع العلمية عن مجموعة فيروسات كورونا يعود تاريخها لأعوام سابقة.
 
على جانب آخر ظهرت عناوين متعلقة بفيروس كورونا فى قائمة أعلى 100 كتاب مبيعا بقسم الكتب الطبية فى متجر أمازون، وأفاد تقرير سابق لموقع بيزنس إنسايدر أن بعض بائعى أمازون باعوا كتبا تحتوى على ادعاءات تتضمن نظرية المؤامرة وأفكار عن الحروب والأسلحة البيولوجية على متجر الكتب الأكبر عالميا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق