العالم ما بعد "كورونا"!

السبت، 28 مارس 2020 07:20 م
العالم ما بعد "كورونا"!
عنتر عبداللطيف يكتب:

 
العالم قبل انتشار "كورونا" ليس هو بالتأكيد العالم بعد انتشار هذا الفيروس اللعين الذى تسبب فى إزهاق أرواح الآلاف حول العالم ،وربما يكمن سر انتشار المقولة السابقة، وترديد البعض لها سواء فى البرامج التليفزيونية أو فى مقالات صحفية أو تعليقات عبر وسائل التواصل الإجتماعي، إلى شعور الإنسان بحدوث أمر جلل غير معتاد، نغص على البشرية حياتها، وأحالها إلى جحيم فى العديد من الدول.
 
من كان يتخيل أن تتحول دولة مثل إيطاليا إلى بيت كبير يسكنه الأشباح، فقد خلت الشوارع من المارة، فيما تساقط مئات الضحايا ناهيك عن إصابة الآلاف بالفيروس القاتل لتتحول الدولة بأكملها إلى حجر صحي ضخم وإجباري.
 
الملايين حول العالم يقبعون فى منازلهم فى إنتظار ما ستسفر عنه أحداث الوباء القاتل الغير مسبوق،وهو مشهد مؤلم لبشرية لا تعرف الكلل أو الملل ،وليس من طباعها الركون إلى الدعة، والخمول بغريزة البقاء المدفوعة بها فمن كان يصدق أن حفلات الزفاف، وتجمعات الأفراح تلغى خوفا من إنتشار هذا الفيروس ،ومن كان يدور بخلده أن تتحول الكرة الأرضية إلى ما يشبه السجن الإختياري الكبير!
 
الرعب الذى يعيشه إنسان هذه الحقبة من انتشار الفيروسات، ربما تبرز له مع الوقت جوانب إيجابية، تتمثل فى إتباع عادات صحية جديدة ،وجيدة، ،من قبيل إلإهتمام بتعليمات وزارات الصحة، والمنظمات العاليمة التي دائما ما كانت تحذر من بعض العادات الصحية السيئة دون جدوى.
 
بطبيعة الحال لن يقف كتاب الروايات، والسيناريوهات مكتوفي الأيدي أمام حدث جلل بحجم إنتشار فيروس كورونا، وأتوقع أن "هوليود" الأمريكية بإمكانياتها الضخمة ستستثمر هذا الحدث العالمى ،عبر إنتاج عشرات الأعمال السينمائية التى تقترب حبكتها من أفلام الرعب، وغالبيتها ستركز على انتشار الفيروس فى الصين، وخاصة مدينة "ووهان" التى إنتشر " كورونا" منها ثم انتقل على ربوع الصين ليعود، ويظهر فى العديد من دول العالم، ،والسبب معروف بالطبع لإنتاج السينما الأمريكية أفلاما ظاهرها إستعراض قصص وحكايات دارمية، وإنسانية، وربما مرعبة عن أشخاص اصيبوا بالفيروس اللعين، وباطنها محاولة نشر الفزع ووضع صورة ذهنية عن الصين فى الذاكرة الجمعية العالمية بسبب الحرب الإقتصادية بين البلدين، التى ربما خرجت بعض كواليسها إلى العلن، بعد إتهام الصين لأمريكا بأنها سبب إنتشار فيروس كورونا بمدينة ووهان المنكوبة.
 
أخطر ما في الأمر أن بعض خبراء الاقتصاد توقعوا نكبة وكساد يسود العالم مثلما حدث من قبل في عام 1929م فيما سمى بالكساد الكبير أو الانهيار الكبير وهي الأزمة الاقتصادية بدأت بأمريكا مع انهيار سوق الأسهم الأمريكية فيما عرف بالثلاثاء الأسود عقب طرح 13 مليون سهم للبيع، ظلت دون مشترتن، ما عرض آلاف المساهمين للإفلاس.
 
الكساد الكبير بدأ أواخر العشرينات من القرن العشرين واستمرت تبعاته الكارثية في الثلاثينيات، وبداية عقد الأربعينيات، ما عده خبراء الاقتصاد أكبر أزمة اقتصادية ضربت العالم في القرن الماضي.
 
العالم قبل انتشار "كورونا" ليس هو بالتأكيد العالم بعد انتشار هذا الفيروس الذى استطاع تغيير نمط حياة البشر الأثرياء منهم والفقراء فالذين يمتلكون الثروات استطاع بعضهم أن يوفر لنفسه، وأسرته مكانا بعيدا عن العمران،وانعزل تماما عن رؤية الناس، بل أنه تردد أن هناك أثرياء اشتروا جزرا فى المحيطات، فى محاولة لتجنب مخالطة غيرهم، وحتى تتكشف الأمور سواء باندحار هذا الفيروس مع بداية فصل الصيف، أو توصل العلماء لعلاج يقضى عليه، لتعود الحياة مجددا، وتدب على أرض مهجورة خوفا من "فيروس قاتل".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق