«كورونا» يهدد الاتحاد الأوروبي.. غياب التضامن يرسم خريطة جديدة للتكتلات الكبرى

السبت، 04 أبريل 2020 02:00 ص
«كورونا» يهدد الاتحاد الأوروبي.. غياب التضامن يرسم خريطة جديدة للتكتلات الكبرى
الاتحاد الأوروبي.

انتشار وباء كورونا العالمي في أوروبا سيرسم خريطة جديدة للعالم والتكتلات السياسية الكبرى، خاصة بعد ما فعلته الجائحة العالمية في إيطاليا، وتخلي الأوروبيين عن دعمها في ظل خروج الوباء عن السيطرة، الأمر الذي سينعكس على إعادة النظر في جدوى التحالف الأوروبي وبقاؤه.

صحيفة الجارديان البريطانية ذكرت أن فيروس كورونا قد يكون القشة الأخيرة للاتحاد الأوروبى، محذرة الخبراء الأوروبيون من أن الوباء سيكون أكثر تدميرًا لوحدة الكتلة أكثر مما فعل البريكست والهجرة وأزمات الإنقاذ المالي.

وتقول الجارديان إن الاتحاد الأوروبى قد نجا من عواصف الإنقاذ المالى لمنطقة اليورو وأزمة الهجرة والبريكست، لكن البعض يخشى أن يكون فيروس كورونا أكثر تدميرا.

وفي تدخل نادر، قال جاك ديلورس، رئيس المفوضية الأوروبية الأسبق، الذى ساعد على بناء الاتحاد الأوروبي إن غياب التضامن يمثل خط مميتا للاتحاد الأوروبي.

وقال إنريكو ليتا، رئيس وزراء إيطاليا السابق، للجارديان إن الاتحاد الأوروبي سيواجه خطرا مميتا من الوباء العالمي، مضيفا أن أوروبا تواجه أزمة مختلفة عن الأزمات السابقة، وأن هذا يعود جزئيا إلى أن النهج الأوروبي قد أضعفته أزمات أخرى فى العقد الماضي.

وأضاف أن الروح المجتمعية لأوروبا أضعف مما كانت عليه قبل 10 سنوات، والخطر الأكبر للاتحاد الأوروبي كان فيروس ترامب، وأضاف أنه لو اتبع الجميع إستراتيجية إيطاليا أولا أو بلجيكا أولا أو لألمانيا أولا، فسنغرق جميعا.

من جانبها، قالت ناتالى توسى، المستشارة السابقة المفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى إن هذه بالتأكيد لحظة حياة أو موت للمشروع الأوروبى، ولو سارت الأمور على نحو سىء، فإن هذا يخاطر ببداية نهاية الاتحاد وسيشعل كل الشعبوية القومية.

إلا أنها تشير إلى أن زعيم اليمين المتشدد فى إيطاليا حتى الآن قد تراجع فى استطلاعات الرأى، بينما ارتفعت شعبية رئيس الوزراء جوزيب  كونتى، وهو أستاذ قانون بالأساس، قد ارتفعت. وفى بعض الجوانب سيريد الرأى العام بالفعل القائد المعتدل الموزون الذى يطمأنهم لكنه فى نفس الوقت حازم.

وتقول الجارديان إن أوروبا قد انتقلت من استجابة "أنا أولا" الأولية، التى فرضت فيها بعض الدول حظرا تصدير الأدوات الطبية الحيوية، أو وضعت ضوابط حدودية تركت مواطنين أوروبيين آخرن عالقين.

 وفتحت ألمانيا والنمسا ولوكسمبرج مستشفياتها لمعالجة المرضى من الدول الأكثر تضررا، وتبرعت ألمانيا وفرنسا بكمامات لإيطاليا أكثر من الصين، وفقا لتنفيذية الاتحاد الأوروبى التى تراقب ما ينشر على السوشيال ميديا وسط مخاوف بأنها قد تخسر معركة "الروايات العالمية" حول سياسات الكرم. وفى المرحلة المبكرة من الأزمة، أرسلت روسيا والصين إمدادات طبية إلى إيطاليا، فى حين فشل أقرب جيرانها فى الاستجابة الفورية لنداءات روما للمساعدة.

 وفى الوقت الذى اجتمع فيه القادة الأوروبية، حول الاستجابة لأزمة الصحة العامة، والتى تعد بتعديل نظام إدارة الأزمات للاتحاد الاوروبى وتمويل أبحاث اللقاح والمشتريات المشتركة للأدوات الطبية،  فإن الدول لا تزال منقسمة حول كيفية مساعدة الاقتصاد على تجاوز العاصفة.

وأعاد الوباء فتح جراح أزمة منطقة اليورو، وأعاد إحياء القوالب النمطية حول الأوروبيين المسرفين فىالجنوب، وأصحاب القلوب القاسية فى الشمال. وبقول هيذز جراب، المستشار السابق لمفوض توسيع الاتحاد الأوروبى إن كل أزمة قللت الثقة بين الدول الأعضاء وداخل النظام ككل، وتلك مشكلة حقيقية.

وتوضح الجارديان أن أوروبا منقسمة لقسمين حول كيفية الاستجابة للتداعيات الاقتصادية الناجمة عن كوفيد 19. ففرنسا وإيطاليا وأسبانيا وعلى الأقل خمسة أعضاء آخرين يريدون  الخروج عن الاتفاقية بإصدار ديون مشتركة لمنطقة اليورو، أو ما يسمى سندات كورونا، بينما لا تزال ألمانيا والنمسا وهولندا تتجنب الفكرة.

وفى قمة الأسبوع الماضى، فشل الزعماء الأوروبيون فى التوصل إلى قرار، ومرروا المشكلة لوزراء المالية الذين تلقوا تعليمات  بإيجاد مخرج من الجمود بحلول الأسبوع المقبل.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق