50 عاما على ذكرى الدم.. «بحر البقر» صفحة لا تدخل طي النسيان

الخميس، 09 أبريل 2020 12:04 م
50 عاما على ذكرى الدم.. «بحر البقر» صفحة لا تدخل طي النسيان

"يا بلادى يا بلادى أنا بحبك يا بلادى".. لا تزال ذكرى عدوان مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية، فى أذهان كثير من المصريين والتى تعكس صورة العدوان الغاشم الذى تتخذه إسرائيل تجاه الشعوب العربية، فقد مضت 50 سنة على هذه الذكرى التى وقعت أحداثها فى الثامن من شهر أبريل سنة 1970، إلا أنها ما زالت محفورة فى أذهان بعض من عاصروا هذه الواقعة.

"صوت الأمة" التقى فى الذكرى الـ50 لواقعة مدرسة بحر البقر مصابى هذا الحادث وآباء الشهداء ليرووا صفحات جديدة من "كراريس" مدرسة بحر البقر.

نبيلة على محمد حسن، والدة الشهيد ممدوح حسنى صادق، والذى استشهد فى مدرسة بحر البقر التى ضربها العدو الصهيونى الغاشم ومعه 13 طفلا بريئا، بكت عندما تذكرت طفلها الذى سقط ضحية العدوان الغاشم وقتها، وهى تروى تفاصيل جديدة من الحادث، قائلةً: "كان يومًا حزينًا فى حياتى لن أنساه أبدا، كان ممدوح ابنى فى صباح هذا اليوم الذى وقع فيه الحادث، قبل ذهابه إلى المدرسة طلب منى أن أصنع له ساندويتش، فطلبت منه أن ينتظر حتى الفسحة، إلا أنه قال لى أنا مش هاجى، وشعرت وقتها بوجع فى قلبى كأنى كنت أشعر بعدم عودته مرة أخرى، وهو ما دفعنى إلى أن اتبعه حتى وصل إلى المدرسة ولكن بعد رجوعى للمنزل فوجئت بالكارثة".

وتابعت الأم حديثها: ابنتى الكبرى أخذت تصرخ بشدة وتقول يا أمى المدرسة اتهدمت فوق أخويا ممدوح وزمايله، فلم يكن منى إلا أن سقطت على الأرض مغشية من صدمة المفاجئة والألم، مشيراً إلى أنها أفاقت على مشهد لم يكن ليمحو من ذاكرتها بعد أن حمل أحد جيرانهم الطفل ابنها مقطعاً جسده من الانفجار وهو ذاهب لدفنه.

وتابعت الأم، أن ما حدث لابنها لا يقره أى دين أو عرف وخرج عن الإنسانية بشتى صورها، وتتمنى ألا تتكرر هذه المشاهد مرة أخرى لأى طفل من أطفال وأبناء الوطن العربى جميعًا.

وطالبت الحكومة، أن تحقق أمنيتها بأن تزور بيت الله الحرام وأن تؤدى فريضة الحج بعد أن تجاوز عمرها الـ77 عاماً، معلقةً: "قد لا أعيش بعد هذا العمر فأتمنى أن يحقق الله أمنيتى".

السيد عبد الرحمن حسن، أحد المصابين فى العدوان، قال: "كنت بالصف الأول الابتدائى وفى يوم الأربعاء 8 أبريل من عام 1970، بعد أن حضرنا الحصة الأولى تفاجئنا بصوت ضربة شديدة دمرت المدرسة، وأنا أصبت برأسى، ومن كان بجوارى تطاير جسده واستشهد مثله مثل باقى الشهداء".

وتابع: لا تزال مشاهد العدوان الغاشم وتطاير أشلاء زملائى التلاميذ تراودنى حتى اليوم، خاصة كلما اقتربت من سور المدرسة وتنتابى حالة من الحزن ولا أتمالك نفسى من البكاء رغم مضى 50 سنة على هذه الذكرى الأليمة، موضحاً أنه يعمل باليومية والظروف تمر عليا أنا وأسرتى بصعوبة بالغة ولا أستطيع توفير المأكل والمشرب وأطلب من الحكومة صرف معاش شهرى ثابت يكفينى ويساعدنى على الحياة.

وقال محمد مرسى، أحد طلاب المدرسة: كنت بالصف الخامس الابتدائى وقت العدوان على المدرسة، ولحسن حظى لم أذهب إلى المدرسة فى ذلك اليوم، وأتذكر أنه عند الضرب وشاهدت القرية بأكملها مشتعلة بالنيران والأهالى يركضون بالحقول من كثافة النيران وإطلاق القذائف كالمطر الذى ينزل من السماء.

وتابع: شاهدت زملائى الشهداء والأهالى يحملونهم ويجمعون أشلاء جثامينهم والرعب يملأ قلبى وقلوب كل المتواجدين، ولجأنا لهجر بيوتنا وأراضينا فى ذلك الوقت خوفًا من الهجوم مرة أخرى، وعدنا بعد أن استقر الوضع، وتم بناء مدرسة الشهداء بقرية الصالحية، وتم بناء مدرسة أخرى باسم مدرسة شهداء بحر البقر للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.

 

محرر اليوم السابع

 

احد المصابين بالمدرسة (1)

 

احد المصابين بالمدرسة

 

محرر اليوم السابع مع مصابي مدرسة كفر البقر
 
والدة شهيد
 
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق