ظاهرة غريبة بالشرقية.. تلميذ يقتل شقيقه وطالبة تذبح شقيقتها

الجمعة، 10 أبريل 2020 06:00 ص
ظاهرة غريبة بالشرقية.. تلميذ يقتل شقيقه وطالبة تذبح شقيقتها

ظاهرة غريبة شهدتها قري ومدن محافظة الشرقية، تمثلت في انتشار قتل الأطفال لأشقائهم الأصغر لأسباب غريبة منها الخوف من الفضيحة والإنتقام منهم.

 

الطفلين-التؤام--قتلهما-شقيقهما-الاكبر-بسبب-غيرته-من-حب-ابيه-لهما-اكثر-منه

 

كانت الجريمة الأولي بطلتها الطفلة بسملة أبنة ال 11 عاما والتلميذة بالصف الخامس الابتدائي، والتي اختفت من قرية سماكين الشرق بمركز الحسينية، حيث تم العثور علي جثتها بعد 24 ساعة من بلاغ الاختفاء ملقاة داخل خزان صرف صحي بجوار المنزل.

وعلى الفور توجهت الأجهزة الأمنية بمركز شرطة الحسينية لموقع العثور على الجثة، لكشف ملابسات الحادث وتفاصيله، وتم نقل الجثة إلي مشرحة مستشفي الحسينية العام تحت تصرف النيابة العامة وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 3436 لسنة 2020 إداري مركز شرطة الحسينية لسنة 2020، وكشفت تحقيقات النيابة العامة تفاصيل غموض الواقعة.

احذية-الطفلين-التؤام

 

وتبين قيام " ندي" 17 سنة طالبة بالصف الأول الثانوي العام، بارتكاب الواقعة لتعرضها لحالة نفسية سيئة في الفترة الأخيرة، فتخلصت من شقيقتها أثناء مشادة بينهما للخلاف على الأعمال المنزلية، وقيام شقيقتها الصغرى بمراقبة تصرفاتها وإخبار الأسرة بها، فتخلصت منها خنقاً ثم أخفت الجثة بخزان صرف صحي ملاصق للمنزل وادعت خطف شقيقتها.

أما الجريمة الثانية، فكانت في 12 يناير الماضي، عندما قام طالب بالإعدادية بقتل شقيقه الأصغر خوفاً من الفضيحة بقرية حفنا مركز بلبيس.

بداية الواقعة ببلاغ من ”رضا م م"، يعمل سائق مقيم قرية حفنا، باختفاء نجله " مروان" 11 سنة طالب بالصف الخامس الابتدائي، وذلك بعد تناوله وجبة الغداء مساء يوم الواقعة، وبحث عنه فلم يجده، ونصحه أهالي القرية بالتوجه إلى مركز الشرطة لتحرير محضر بالواقعة.

 

الطفلة-بسمة-ضحية-شقيقتها-الكبري-بالحسينية

 

وأكد الوالد فى بلاغه، أنه تم البحث عن نجله ولم يجده وبعد 24 ساعة عثر عليه جثة هامدة بمياه مصرف بالقرية، وبه أثار طعنات.

تم تحرير محضر بالواقعة حمل الرقم 240 إداري مركز شرطة بلبيس، وتوجهت قوة من مركز شرطة بلبيس والمباحث إلى مسرح الجريمة، وتوصلت تحريات فريق البحث الجنائى، لقيام شقيقه الأكبر " خالد" 16 سنة طالب بالصف الثالث الإعدادي، بارتكاب الواقعة خوفا من الفضيحة، حيث شاهد المجنى عليه شقيقه الأكبر فى وضع مخل مع طفل، وهدده بفضح الأمر، حيث استدرجه إلى مكان العثور على الجثة وقتله.

وكشفت التحريات، أن المتهم بعد ارتكابه الواقعة عاد إلى المنزل وغير ملابسه، فشاهدته الأم وسألته عن اتساخ ملابسه فأخبرها بأنه قدمه انزلقت، وسقط أرضا بسبب مياه المطر، قبل أن تكتشف الأم غياب طفلها الصغير "مروان" ساعات عديدة عن المنزل، ولم يساورها الشك أبدا أنها على موعد مع أكبر فاجعة فى حياتها بقتل الصغير على يد شقيقه الأكبر.

وتوصلت التحريات، إلى أن المتهم، ظهر فى ثوب الأخ الذى يحب شقيقه، وطلب من خطيب شقيقته الذهاب معه للبحث عن شقيقه الأصغر، حيث ذهب بخطيب شقيقته إلى البحث بالقرب من المصرف، ونزلا سويا للبحث عن الطفل خشية أن يكون سقط فى المصرف، حتى عثر على الجثة، وراح يبكى بدموع باردة فقررت نيابة بلبيس بمركز بلبيس حبسه أربعة أيام بتهمة بقتل شقيقه الأصغر بتهمة القتل العمد.

المجني-عليه-مروان-الذي-قتله-شقيقه-خوفا-من-الفضيحة

 

كان مسرح الجريمة الثالثة في قرية النخاس بالشرقية والتي جرت وقائعها في1 يونيه 2019 عندما قامت طالبة بذبح شقيقتها وأصابت الثانية خوفا من فضح علاقتها مع شاب.

تلقي مدير أمن الشرقية، إخطارا من مدير المباحث الجنائية، يفيد بلاغا من الأهالي بالعثور علي طفلتين مذبوحتين داخل مسكنها بقرية النخاس دائرة مركز الزقازيق، انتقل ضباط مباحث مركز الزقازيق إلى موقع الحادث لفحص البلاغ ومعرفة ملابسات الجريمة.

وتبين من التحريات الأولية العثور علي " إيمان ح ال إ" 13 سنة طالبة بالصف الأول الإعدادي، مصابة بجرح قطعي بالرقبة، وشقيقتها " سامية" البالغة من العمر 11 سنة مصابة بجرح قطعي بالرقبة، وتم نقل الجثة الأولي لمشرحة مستشفي الأحرار، ونقل الثانية إلي مستشفي القنايات بمعرفة الأهالي وهي في حالة حرجة وتماثلت للشفاء بعد عدة أشهر، وأنتقل ضباط مركز الزقازيق، برئاسة الرائد أشرف ضيف، رئيس مباحث مركز الزقازيق،  إلي المستشفي ، وأثناء استجواب الطفلة  المصابة أقرت بقيام شقيقتها الكبري" روان" 17 سنة، طالبة بإحداث إصابتها.

وبمناقشتها أقرت بأنها ارتكبت الواقعة، لأنها كانت على علاقة عاطفية بشاب وقامت شقيقتها بتهديدها بفضح أمرها، لوالدتهن، فقامت بالتعدي عليهم بالضرب بالسكين، وقامت ببعثرة محتويات المنزل مختلقة واقعة السرقة، وخاصة أن أسرتها كانت خارج المنزل، وتم التحفظ عليها من قبل ضباط مباحث مركز الزقازيق، وقررت النيابة العامة حبسها علي ذمة التحقيقات.

ووقعت الجريمة الرابعة في 6 أبريل عام 2019، عندما قتل شاب شقيقه التؤأم بسبب حبه أبيه لهما.

بداية الواقعة ببلاغ يفيد بلاغا من " حسن ع م" 45 سنة عامل بمصنع غاز مقيم البلاشون، بعثور شقيقه " سمير ع م" مقيم قرية البلاشون مركز بلبيس، على جثتى نجلى شقيقه الطفلين" محمد ح ع" وشقيقه التوأم "كريم" 10 سنوات داخل مروى مائى بجوار أرض أحد المزارعين بالقرية، بعد 14 ساعة من اختفائهما وقيام الأسرة والعشرات من أهالى القرية بالبحث عنهما مستخدمين أبواق مكبرات الصوت.

وتبين من التحريات قيام" ح ح" شقيق الطفلين من الأب بارتكاب الواقعة بدافع الانتقام منهما لحب أبيه لهم، وكشفت التحريات أن المتهم الأبن الأكبر للأب من زوجته الأولى التى تزوج عليها منذ 11 سنة، ولم ينفصل عنها رسميا، وتقيم بمنزل والده مع نجلها، وعلى بعد أمتار يعيش زوجها مع زوجته الثانية أم الطفلين "محمد وكريم".

وتبين من خلال الشهود أن أخر مشاهدة للطفلين كانت مساء يوم الواقعة بمنزل جده من أبيه ومعه الطفلين فاصطحابهما معه إلى مكان العثور على جثتهما وقام بركل الأول برجله فى مروى مائى، وخنق الثانى بيده وتركه على بعد أمتار من شقيقه وأنهى جريمته فى ساعة كاملة، وبعدها توجه إلى المنزل.

تم ضبط المتهم الذي أنكر فى البداية، وعند مواجهته بالشهود انهار واعترف بالواقعة بدافع الانتقام والحقد عليهما من حب أبيه لهما وإهماله هو وأمه لسنوات عديدة، لتقرر النيابة حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات.

 

 

مجري-مائي-عثر-به-علي-الطفلين-التؤام

وقال الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف بالشرقية، إن كل هذه الجرائم جديدة علي المجتمع الريفي، و ظهور هذه الجرائم وخاصة في سن مبكر للأطفال، أمر  يدعو للقلق ، وعلي الجانب الآخر يدعو إلي إعادة هيكلة الأسرة  ولابد للأبوين إعادة الهيكلة والسلوك وفقا للضوابط العلمية والتوجيهات النبوية، وأن يوفر الأبوين للأبناء الرعاية الكاملة.

وقال ناجي فوزري إستاد الأمراض النفسية والعصبية بكلية الطب بجامعة الزقازيق، من خلاله تحليه للقضايا الأربعة أن الطفل المتهم بارتكابها، لديه انحرافات نفسية من البداية وشخصيته عدوانية، وخاصة لو كان الطفل دائم حدوث المشاكل لأسرته، هنا تخجل الأسرة من عرضه علي طبيب نفسي، وتكتفي بتوبيخه والدعاء عليه، فيبصح الطفل عدواني بطبعه، والعديد من الأطفال لديهم انحرافات سلوكية، فضلا عن غياب القيم والأسرة المصرية.

وطالب الدكتور "ناجي" الأسرة المصرية بالاقتراب من أطفالها ومصاحبتهم والسماع لهم ومعرفة مشاكلهم حتي لا يبحث عن مكان ثاني يضلله، كما أن بعد الأبوين تماما عن متابعة الأبناء قد يدفع البعض منهم إلي الإدمان، وإذ لاحظ الأبوين تصرفات عدوانية علي الطفل يجب عليهما عرضه علي طبيب نفسي وعدم الخجل من ذلك.

ومن الناحية القانونية قال الدكتور سامح فرج المحامي بالشرقية، لا يتم معاقبة الأطفال طبقا لصفة القرابة ولكن طبقا للقانون وحسب السن، والعقوبة تتوقف علي وصف النيابة العامة للقضية، فالقتل العمد يختلف عن القتل الخطأ وعن القتل مع سبق الإصرار والترصد وعن الضرب الذي أفضي إلي الموت، وتشدد العقوبة مع الظرف المشدد، إذ قام الطفل بالقتل الخطأ ثم تستر علي الجريمة، بإخفاء الجثة، هنا تشدد العقوبة وأقصي عقوبة في قانون الطفل هي 15 سنة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق