كل ما تريد معرفته عن صناعة اللقاحات وعلاج كورونا

الجمعة، 10 أبريل 2020 04:30 م
كل ما تريد معرفته عن صناعة اللقاحات وعلاج كورونا
تصنيع اللقاحات

يتسابق العالم للوصول إلى مصل وعلاج لفيروس كورونا القاتل، والذي واصل حصد الأرواح تجاوزت 100 ألف حالة وفاة، ما يعطي أهمية للقاحات والتطعيمات فهي بمثابة "منقذ البشرية".
 
ويؤكد ذلك، ما قالته منظمة الصحة العالمية، إن التطعيمات منعت ما لا يقل عن 10 ملايين حالة وفاة في جميع أنحاء العالم بين عامي 2010 و 2015، ومع ذلك.
 
ورغم التقدم العلمي والبحثي والتكنولوجي تظل عملية إنتاج اللقاحات معقدة للغاية، وتستغرق وقتاً طويلاً،  يقول عنها الدكتور آبي مالكين، الطبيب المؤسس والمدير لشركة Concierge MD في لوس أنجلوس والخبير في مجال التطعيمات، إن اللقاحات تستخدم أجزاء ضعيفة أو ميتة أو أجزاء أخرى من الفيروس؛ لإثارة الجهاز المناعي للإنسان للاستجابة، حتى يتمكن من تعلم كيفية حماية جسمك من هذا الفيروس.
 
ونقل موقع "إنسايدر" الطبي تصريحات مالكين، وأوضح فيها أنه يتم تصنيع اللقاحات عن طريق إنشاء نسخة ضعيفة أو معطلة من فيروس ما بما يكفي لجعل الشخص مريضًا، ولكن لا يزال بإمكانه تحفيز الجسم على تكوين استجابة مناعية تخلق أجسامًا مضادة ضد الفيروس، مضيفاً: "ليست كل الفيروسات متشابهة.. يعتمد أسلوب إنشاء لقاح على خصائص المرض وكيف يؤثر على الجسم وكيف يتفاعل نظام المناعة معه".

أنواع اللقاحات 
ووفقاً لموقع "vaccines" التابع لوزارة الصحة الأمريكية فإن هناك 4 أنواع من اللقاحات، أولها "اللقاحات الضعيفة الحية"، وهي تستخدم نسخة ضعيفة من الفيروس لبناء المناعة، وكان هذا النوع من اللقاحات هو الممارسة المستخدمة في اللقاحات الأولى ضد الجدري وتُستخدم هذه الطريقة أيضًا في التطعيم ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والفيروس العجلي والجدري والحمى الصفراء.
 
أما النوع الثاني "اللقاحات غير النشطة أو غير الحية"، وتستخدم هذه اللقاحات مواد كيميائية لقتل الفيروس، ولكنها ليست فعالة مثل اللقاحات الحية، وهذا هو السبب في الحاجة إلى تعزيزات اللقاحات- بالنسبة لأمراض مثل داء الكلب، ستحتاج إلى 3 حقن منفصلة على مدى فترة من الزمن، يستخدم هذا النوع من اللقاحات أيضًا ضد التهاب الكبد A والأنفلونزا وشلل الأطفال.
 
والنوع الثالث "اللقاحات المترافقة أو المقترنة"، تستهدف هذه اللقاحات على وجه التحديد أجزاء من سطح البكتيريا أو الفيروس وليس الفيروس بأكمله،  وتستخدم هذه اللقاحات ضد أمراض الكبد ، التهاب الكبد B ، الأورام الحليمية البشرية ، السعال الديكي ، أمراض المكورات الرئوية ، أمراض المكورات السحائية ، القوباء المنطقية.
 
وأخر أنواع اللقاحات "التوكسيد أو المستخرجة من السموم" تنتج من سموم البكتيريا أو الفيروسات، وتمنع الإصابة بأمراض السعال الديكي و التيتانوس.
 
الدكتور بريندان رين، أستاذ علم الأمراض البكتيرية في مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي، إن كل نوع من أنواع اللقاحات له نقاط قوة ونقاط ضعف مختلفة، ويعد اختيار النوع المناسب أمرًا حيويًا، موضحاً: اللقاحات الضعيفة الحية مطلوبة لتقديم استجابة مناعية قوية ومناسبة، لكن يمكن أن يكون لها مشاكل تتعلق بالسلامة".
 
وأشار إلى أن اللقاحات المترافقة التي تؤخذ من سطح الخلية للفيروس أو البكتيريا، تكون أكثر أمانًا بشكل عام، ولكنها قد لا تقدم استجابة مناعية قوية بما فيه الكفاية وقد تكون هناك حاجة إلى لقاحات معززة.

مراحل تصنيع اللقاحات
يتم تصنيع اللقاحات عن طريق زراعة أو توليد أجزاء من الفيروس، والتي يمكن استخدامها لتحفيز استجابة الجهاز المناعي، حتى يتمكن من تعلم كيفية محاربة هذا الفيروس.
 
ووفقًا لمقالة نشرها أعضاء مجموعة "أكسفورد" للقاحات مارس الماضى، فعادةً ما يكون تطوير اللقاح عبارة عن عملية من ست مراحل:
 
1- فهم أساسي للفيروس، يتم دراسة الفيروس في المختبر لتحديد خصائصه الفريدة وكيفية تأثيره على الخلايا البشرية أو الحيوانية.
 
2- إيجاد مرشح لعمل اللقاح، بعد دراسة الفيروس ، يجب على العلماء تحديد النهج الذي يجب اتخاذه، يمكن أن يشمل ذلك أيًا من الأنواع الأربع الموضحة أعلاه، مثل عزل الفيروس الحي لإضعافه أو تعطيله، أو استخدام التسلسل الجيني للفيروس لإنشاء لقاح.
 
3-  اختبار اللقاح في التجارب ما قبل السريرية، سيتم اختبار اللقاح على الحيوانات أولاً لتحديد كيفية استجابة البشر له ، ويمكن للباحثين تكييف اللقاح لجعله أكثر فعالية.
 
4-اختبار اللقاح في التجارب السريرية، يتم إجراء هذه الاختبارات على البشر.
5-الحصول على الموافقة من هيئات مثل FDA للموافقة على اللقاح وفحص نتائج التجربة، يجب صياغة السياسات حول استخدامه ، مثل  من له أولوية الحصول على اللقاح.
 
6-إنتاج اللقاح أولا على نطاق صغير ثم بكميات أكبر.

لقاح كورونا
 
ذكرت مجموعة أكسفورد للقاحات، وهي واحدة من أكثر من 40 فريقا بحثيا يقوم بتطوير لقاح لفيروس كورونا COVID-19، إن إنتاج لقاح فعال وآمن يمكن أن يستغرق ما بين 5 إلى 10 سنوات، ومع ذلك، يحاول الباحثون  الوصول لحل أسرع في حالة لقاح فيروس كورونا.
 
قال مالكين: "نظرًا لخطورة الأزمة الحالية، هناك جهود للتعجيل بلقاح كورونا في غضون فترة تتراوح من 12 إلى 18 شهرًا" ، على الرغم من أن الخبراء حذروا من مخاطر إنتاج اللقاح بسرعة.
 
وأوضح أنه أثناء الأوبئة النشطة غالبًا ما يمكن التعجيل بالبحث بسبب زيادة التمويل والموارد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق