ألم يبلغ أهالى قرية "شبرا البهو" نبأ استشهاد صحابة رسول الله "ص" في "طاعون عمواس"؟

السبت، 18 أبريل 2020 08:00 م
ألم يبلغ أهالى قرية "شبرا البهو" نبأ استشهاد صحابة رسول الله "ص" في "طاعون عمواس"؟
عنتر عبد اللطيف

 
مأساة حقيقة كشفتها واقعة رفض بعض أهالى قرية "شبرا البهو" التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية دفن طبيبة استشهدت بفيروس كورونا المستجد بمقابر القرية، زاعمين أن العدوى قد تنقل إليهم من الجثة، ما أدى لتوجيه انتقادات لهم على "مواقع التواصل"، لدرجة أن البعض سخر من قناعاتهم الغير علمية وجهلهم بالقول أن " الجثة لن تعطس في وجه المشيعين"!.
 
واقعة قرية "شبرا البهو" تعيدنا إلى ما جرى فى أشهر طاعون حصد أرواح المئات من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الطاعون الذى ظهر باراضى الشام بمنطقة "عمواس "، فهل هناك أشرف من صحابة الرسول ليصيبهم الوباء الذى لا يفرق بين دين أو جنس أو عرق، مثلما هو حادث الآن من انتشار فيروس "كورونا" الذى اجتاح العالم،  ولم تسلم دولة من إصابة مواطنيها بأعراضه ما أدى إلى وفاة الآلاف، وإصابة الملايين بهذا الفيروس القاتل الذى تستبعد منظمة الصحة العالمية وجود عقار لعلاجه على المدى القريب.
 
فى طاعون " عمواس" استشهد الحارث بن هشام، أخو أبي جهل، وقد أسلم يوم الفتح وشرحبيل ابن حسنة، وهو أحد أمراء الأرباع وأمير فلسطين، وأسلم قديما وهاجر إلى الحبشة، وعامر بن عبد الله بن الجراح، و أبو عبيدة بن الجراح، والفهري أمين الأمة، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، والفضل بن عباس بن عبد المطلب، الذى كان حسنا وسيما جميلا، وأردفه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وراءه يوم النحر من حجة الوداع، ومعاذ بن جبل الذى شهد العقبة، ولما هاجر الناس آخى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بينه وبين ابن مسعود، ويزيد بن أبي سفيان شقيق معاوية، وأبو جندل بن سهيل بن عمرو، الذى قيل أن اسمه العاص، وقد أسلم قديما وجاء يوم صلح الحديبية مسلما يرسف في قيوده؛ لأنه كان قد استضعف فرده أبوه وأبى أن يصالح حتى يرد، ثم لحق أبو جندل بأبي بصير إلى سيف البحر، ثم هاجر إلى المدينة وشهد فتح الشام، وأبو مالك الأشعري الذى قيل أن اسمه كعب بن عاصم، وقدم مهاجرا سنة خيبر مع أصحاب السفينة، وشهد ما بعدها، استشهد بالطاعون عام عمواس هو وأبو عبيدة ومعاذ في يوم واحد، رضي الله عنهم أجمعين وفق أمهات الكتب الإسلامية.
 
أبو عبيدة بن الجراح، كان واليًا على الشام في زمن طاعون عمواس، وكان قد خطب في الناس عندما اشتد عليهم الوباء قائلًا: يا أيها الناس إن هذا الوجع رحمة ربكم ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وإن أبا عبيدة يسأل الله تعالى أن يقسم له من هذا الطاعون حظه".
 
وخلفه في ولاية الشام معاذ بن جبل، الذي أودى الطاعون بحياته أيضًا، وقال حين ظهرت عليه أعراضه في راحة يده، فنظر إليها وقبل ظاهر كفه وقال: "ما أحب أن لي بما فيك شيئًا من الدنيا".
 
"عمواس" هى بلدة صغيرة في فلسطين بين الرملة وبيت المقدس، وانتشر بها الطاعون أولاً ثم انتشر في بلاد الشام، فنُسب إليها وهى الواقعة التى قال عنها الواقدي: "توفي في طاعون عمواس من المسلمين في الشام خمسة وعشرون ألفاً"، وقال غيره: "ثلاثون ألفاً"، وعُرفت هذه السنة بعام الرمادة للخسارة البشرية العظيمة التي حدثت فيها.
 
وكان خليفة المسلمين، عمر بن الخطاب رضي الله عنه سائرًا مع أصحابه في الطريق إلى الشام، حين ألتقى بأبو عبيدة الجراح ليخبره أن الوباء قد حل بالشام ودار بينهم حديث شهير سجلته العديد من أمهات الكتب الإسلامية، فقد قام عمر بن الخطاب بدعوة المهاجرين الأولين، ثم الأنصار، ثم من كان موجودا من مشيخة قريش، وأخبر الجميع بأن الطاعون قد أصاب بلاد الشام، وطلب منهم المشورة، فاختلفوا، فقال بعضهم: قد خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس: إني مصبح على ظهر، فأصبحوا عليه، فسأل أبو عبيدة عمر: أفرار هو من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة. وكان عمر رضي الله عنه يكره خلافه، ثم قال: نعم "نَفِر من قَدَر الله إلى قدر الله"، أرأيت لو كانت لك إبل فهبطت وادياً له عدوتان، إحداهما: خصبة والأخرى: جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ فجاء عبدالرحمن بن عوف وكان، متغيبا لبعض حاجته، فقال: إن عندي من هذا علما، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا سمعتم به بأرض، أي الوباء، فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارا منه، فحمد عمر اللهَ، ثم انصرف.
 
قصة طاعون عمواس رواها" البخاري" في صحيحه قائلا :طعن ابن عباس أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام، حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد: أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام، قال ابن عباس: فقال عمر: ادع لي المهاجرين فدعاهم، فاستشارهم، وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام، فاختلفوا عليه، فقال بعضهم: قد خرجت لأمر، ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس، وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي الأنصار، فدعوتهم، فاستشارهم، فسلكوا سبيل المهاجرين، واختلفوا كاختلافهم، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي من كان ههنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فدعوتهم له، فلم يختلف عليه منهم رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس، ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس: إني مصبح على ظهر فأصبحوا (عليه)، فقال أبو عبيدة: فرارا من قدر الله فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم، نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كانت لك إبل، فهبطت (بها) واديا له عدوتان، إحداهما خصبة والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله، قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف، وكان غائبا في بعض حاجاته، فقال: إن عندي من هذا علما، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارا منه، فحمد الله عمر ثم انصرف".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق