استشاري نفسي: المتنمرون أشخاص مصابون برهاب الإصابة أو جهلاء يخافون الموت

السبت، 18 أبريل 2020 09:00 م
استشاري نفسي: المتنمرون أشخاص مصابون برهاب الإصابة أو جهلاء يخافون الموت
فيروس كورونا
أمل غريب

 
 
تسيطر حالة من الجهل على عقول البعض، ممن قست قلوبهم، وماتت ضمائرهم، لدرجة تنمرهم على المصابين بفيروس كورونا.
 
وتبذل السلطات الصحية الممثلة في وزارة الصحة، مجهودات جبارة لرصد وتقصي المخالطين للحالات التي أثبتت فحوصها المعملية إيجابية الإصابة بفيروس كورونا، تمهيدا لنقلها للعلاج في المستشفيات المخصصة لاستقبال المصابين، كما فرضت حجرا صحيا على عددا من القرى والمناطق السكنية، مما أثبت وجود بؤر إصابة بهم، بهدف محاصرة انتشار الفيروس، الا  أن الجهل وعدم الاكتراث، يسيطر على عقول بعض المواطنين غير الملتزمين بأي من الإجراءات الاحترازية التي تشدد عليها وزارة الصحة وجميع وسائل الإعلام ليل نهار، ويحولون ساعات الحظر، إلى حظ وسمر، ويستغلونها في تبادل الزيارات، وإقامة المناسبات، ثم يمنعون دفن جثث موتى، ويتنمرون على مرضى مصابين بالفيروس.

التنمر بمصابي كورونا على مواقع التواصل ومطاردتهم في الشوارع
ويتعامل الكثيرون مع مسألة إصابة أي شخص بفيروس كورونا، بمثابة (عار)، وليس مرضاً قابل للشفاء، أو أن يذهب صاحبة شهيدا عند الله، وللأسف الشديد، بدأت أولى حالات التنمر، عندما تعرض شخص يحمل الجنسية الصينية، للسخرية منه، عندما كان مستقلا لسيارة أجرة، على الطريق الدائري، وطاردته سيارة بها شابان، لتصويره بكاميرات الموبايل ومناداته بـ (وباء كورونا)، مما أرهب سائق السيارة وأنزل الشاب في منتصف الطريق، وتعرض للتنمر من السيارات المارة في الشارع وبعض المواطنين، إلا أنه فور تداول مقطع الفيديو عبر مواقع التواصل الأجتماعي، القت قوات الأمن القبض على الشخصين أصحاب الفيديو، وأمرت النيابة العامة بحبسهما على ذمة التحقيقات بتهمة التنمر بشاب صيني، وقام عدد من الأشخاص بتقديم الاعتذار للشاب الصينى نيابة عن الشعب المصري، وأهدوه باقات زهور.
 
لم يختلف سلوك أهالي قرية بولس في مدينة كفر الدوار، بمحافظة البحيرة، عن شبرا البهو وبهتيم، بل زاد الأمر سوء، بعد منع أهالي القرية، إحدى الأسر من دفن جثمان رجلا مسن، بعدما توفي في مستشفى العزل، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، نتيجة لمخالطته لأبنه الطبيب الذي نقل إلى والده العدوى، بسبب عمله داخل إحدى مستشفايات العزل الصحي للمصابين بفيروس كورونا، وبرر أهالي القرية، أن الشخص المصاب يعيش في محافظة الإسكندرية منذ زمن بعيد، وأنهم يخشون من انتقال العدوى بالفيروس إليهم، غير أن تدخل قوات الأمن، مكن الأسرة من إتمام دفن جثمان المتوفي.
 
ولا تكف وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، عن الاحتفاء ليل نهار بمجهودات الأطباء، ووصفوهم بـ (الجيش الأبيض)، وقدم لهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، كل التحية والتقدير وللعاملين في مكافحة فيروس كورونا.

استشاري نفسي: يجب تقديم الدعم للمصابين وحمايتهم من الشعور بالذنب
ويرى الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، حتمية تقديم كافة أنواع الدعم النفسي للمصابين وللمتعافين من فيروس كورونا وأسرهم، وحثهم على التصالح مع الذات والآخر، ودعمهم في مسألة عدم مسؤوليتهم عن الإصابة بالفيروس وأنه أمر إلاهي وقدري، ولا ذنب لهم فيه، بينما المتنمرون بهم فهم أشخاص مصابون برهاب الإصابة بالفيروس، أو جهلاء أو أشخاص يعانون رهاب الموت، محذرا في الوقت ذاته من تفاقم حالة الفزع التي أصابت البعض، والتي قد تدفع البعض إلي المبالغة في الإجراءات الاحترازية إلى حد مرضي.
وخصصت وزارة الصحة، رقما هاتفيا على الواتس آب، لتقديم المشورات النفسية للمواطنين، المتأثرين بالبقاء المنزلي لفترات طويلة طوال فترة الحظر الليلي التي فرضتها الحكومة لتجنب انتشار العدوى بالفيروس، وأيضا للأشخاص المصابين أو المتعافين منهم، كما تحرص جميع وسائل الإعلام والجمعيات الأهلية والسلطات الصحية، على تقديم عدد من النصائح للتغلب على الشعور بالخوف والقلق من الإصابة بفيروس كورونا، وكذلك خصصت البرامج فقرات يومية للحديث عن الفيروس وكيفية تجنبه والوقاية منه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق