شعور بالدونية وتجاهل من المحيطين.. لماذا يلجأ الشباب إلى التيك توك؟

الجمعة، 24 أبريل 2020 05:00 م
شعور بالدونية وتجاهل من المحيطين.. لماذا يلجأ الشباب إلى التيك توك؟
فتاه التك توك
ريهام عاطف

الإدمان لا يعني المخدرات فقط ولكن في وقتنا الحالي أدمن الكثير من الشباب تطبيق "التك توك" حتى تحول إلى آفة جعلت الكثير من الأسر تتاجر بأبنائها وتعرض مواقف مبتذلة لا تليق بأخلاقيات المجتمع الذي نعيش فيه، كما جعلت الشباب يتحولون من طلاب للعلم إلى باحثين عن الشهرة حتى ولو على حساب الآخرين وعلى  حساب أنفسهم، مثلما فعلت طالبة كلية الآثار "حنين حسام" الذي يتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها.
 
سقوط الفتاة الأكثر شهرة في عالم التك توك والسوشيال ميديا، وهو نفس المصير الذي واجهه الشباب المتهمين بتصوير فيديوهات في الشارع للسخرية من المواطنين، ثم تركيبها على موسيقى مضحكة، وعرضها عبرحسابهم على تطبيق "تيك توك".
 
وأطلق تطبيق "التك توك" كوسيلة ترفيهية عام 2016 بواسطة مؤسسة تشانغ يي مينغ الصينية، حيث يسمح بتقاسم العروض مثل الأغاني والتقليد والرقص، ليتم تطويره فيما بعد ليسمح التطبيق بإنشاء فيديو لا يتعدى 15 ثانية ويعرض في مواقع التواصل الاجتماعي حيث يقوم الأشخاص بعد فتح حساب فيه بافتعال حركات هزلية أو طريفة على حسب إيقاعات الأغاني، لينجح التطبيق في جذب جميع الفئات العمرية وبالأخص الشباب، ومع إصدار فيديوهات مبتذلة قامت الشركة المنتجة للتطبيق بإصدار بعض الشروط الهامة لاستخدام التطبيق إلا أنها لم تلقي أي التزام.
 
ومن جانبها قالت الدكتورة سوسن الفايد أستاذ علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إن مثل هذه التطبيقات تعد من أهم حروب الجيل الرابع والتي تعتمد في إسقاط المجتمعات وتفريغ العقول من مضمونها ومن أهدافها أن يصبح الاهتمام بالأمور التافهة والضئيلة والشاذة فكريا هو الأساس على حساب قيم وثقافة وأخلاقيات المجتمع ليتحول الإنترنت إلى أداة  شيطانية يستخدمها أصحاب الأجندات الخارجية لإسقاط الدول.
 
وأضافت: لعلاج تلك المشكلة لا بد من أن يعي المسئولين خطورة ذلك فلا يكونوا في وادٍ والشباب في وادٍ آخر، بل لا بد من إيجاد  مشروع ثقافي قادر على التحدي يتناسب مع معطيات المرحلة ويكون قادر على جذب هذه الفئات العمرية وتوجيهها إلى الأفكار  الإيجابية وغرس ما يناسب ثقافتنا وطبيعة المجتمع الذي نعيش فيه، ولذلك لا نكتفي فقط بالمواجهة الأمنية ولابد أن نبحث بعمق في جذور المشكلة.
 
ومن جانبه وصف استشاري الصحة النفسية محمد رفعت هؤلاء المنساقين وراء تطبيق التك توك وغيره بأنهم "مهووسين بالشهرة" بدون أي قيود ولا يفكرون كثيرا في المحتوى المقدم فالمهم بالنسبة لهم هو عدد المشاهدات والتريند.
 
وأوضح أنه يرجع ذلك إلى أنه في كثير من الأحيان يشعرون بالدونية وتجاهل المحيطين بهم فيلجئون لخلق عالم خاص بهم يعمل  على تعويضهم مما يفتقدونه من جانب أسرتهم، وللأسف ما يعمل على انتشارهم بشكل واسع وتقليد غيرهم لهم هو اهتمام وسائل  الإعلام بهم وتسليط الضوء عليهم وبالتالي يصبحون دون أن ندري نموذج يحتذى به لذلك لا بد من عودة دور الأسرة   وإحكام الرقابة من جانبها على المحتوى الذي يتعرض له الأبناء مع مواجهة تلك التطبيقات بأخرى مثلها هادفة وبنفس الطرق الجاذبة مع تطوير المحتوى الثقافي الذي يتم تقديمه بعد أن أصبحت البرامج التقليدية غير جاذبة لأحد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق