40 ألف مائدة اختفت من شوارع المحروسة.. هل يذهب طعامها إلى بيوت الفقراء؟

الخميس، 23 أبريل 2020 11:00 م
40 ألف مائدة اختفت من شوارع المحروسة.. هل يذهب طعامها إلى بيوت الفقراء؟
موائد الرحمن - أرشيفية

للمرة الأولى منذ مئات السنين، خلت شوارع القاهرة والمدن والأحياء المصرية من موائد الرحمن، وهو طقس اعتاده المصريون  منذ عصر الدولة الفاطمية فى القرن العاشر الميلادى. 
 
وفي ظل أحلك الظروف التي مرت بها مصر، لم يتوقف هذا الطقس، والآن أصبح  معطلا بحُكم الضرورة، وتحت ضغط الإجراءات الاحترازية التى فرضتها مواجهة وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
 
ليبقى السؤال: هل تجف موائد الرحمن من بيوت الفقراء؟، البعض كان يظن ذلك الطقس من باب الرياء والسمعة، لكن كثيرا من الناس كانوا يفعلونه دون أن يعرف أحد من هم، وباتت تلك معضلة كل عام.
 
لتضع كورونا الأغنياء في اختبار في عيون الناس، هل سيقومون موائدهم ويرسلون طعامها إلى الفقراء، بات ذلك هو السؤال الذي يبحث المصريون له عن إجابة.
 
 
 
بحسب معلومات توردها محافظة القاهرة عبر البوابة الإلكترونية للحكومة، منسوبة إلى دراسات وإحصاءات أعدتها جامعة
الأزهر، كانت مصر تشهد خلال شهر رمضان نحو 40 ألف مائدة تُطعم 3 ملايين صائم فى المتوسط، بمتوسط تكلفة يومية بين 75 و170 مليون جنيه وفق التقديرات وأسعار السوق، منها 20 ألفا فى العاصمة يزورها نحو مليون شخص بنفقات يومية تتجاوز مليار جنيه.
 
وقبل أسابيع أصدر محافظ القاهرة قرارا بإلغاء موائد الرحمن، ضمن توجه عام لمحاصرة التجمعات وفرص التقارب الاجتماعى، قادت مع حزمة القرارات والضوابط المعلنة من الحكومة والأجهزة الصحية إلى إنهاء تلك الظاهرة الرمضانية الراسخة عبر عقود من الممارسة والتكرار.
 
تُشير تقديرات إحصائية حديثة، إلى أن موائد الرحمن على امتداد مصر كانت تضخ نحو 100 مليون وجبة خلال الشهر، ولا يقل المتوسط العام للمستفيدين عن 90 مليون مفطر طوال رمضان. المتوسط الأدنى لتكلفة إطعام الفرد نحو خمسة عشر جنيها فى أقل مستويات تلك الموائد وأكثرها تواضعا، تقفز إلى أكثر من 100 جنيه فى بعض النماذج الفاخرة، وبينهما طيف واسع من الفئات حسب نوعيات الأطعمة وكمياتها ودرجات الخدمة التى تتدرج من عوام المتطوعين إلى الطابع الفندقى والطهاة المحترفين، أما تقديرات الكُلفة الإجمالية لتلك التظاهرة السنوية الضخمة فإنها تتراوح بين مليارين وخمسة مليارات جنيه، أى ما لا يقل عن ثلاثة مليارات جنيه وفق المتوسط الحسابى للقيمتين التقديريتين.
 
 
 
تتوزع خريطة الموائد بواقع 10% تتولاها كيانات اعتبارية ممثلة فى مؤسسات وشركات وجمعيات أهلية، مقابل نحو 90% للأفراد والأسر بتقديرات تصل إلى قرابة مليون متبرع. وبوجه عام فإن تلك المصفوفة من الأرقام المدققة أو التقديرية، بما تمثله من حجم عمل وتبرعات ومشاركين ومستفيدين.
 
هل يدفع المعتمرون أموالهم إلى الفقراء؟ سؤال أخر طرحته مواقع السوشيال ميديا، فوفق المؤشرات الإحصائية عن الأعوام الماضية، يتراوح متوسط المعتمرين المصريين خلال شهر رمضان وحده بين 250 و300 ألف معتمر ومرافق.
 
وبحسب أرقام غرفة شركات السياحة تتراوح التكلفة بين 25 و30 ألف جنيه، ليكون الإجمالى نحو 6 مليارات جنيه، يزيد فى بعض التقديرات بنسبة 30%.
 
ويقفز هذا الرقم إلى قرابة أكثر من 12 مليار جنيه بحساب إجمالى المعتمرين المحدد من وزارة السياحة بـ500 ألف سنويا. حال استمرار إغلاق الحدود وتقييد حركة السفر وتعليق المملكة العربية السعودية للمناسك، فإن تلك النفقات التى كان مقررا أن تعبر الحدود من أجل الله والدين، ستظل فى جيوب أصحابها، رغم أن أبواب التعبد ومصارف الخير ما تزال مفتوحة!
 
وبالمثل، يسجل متوسط الحجاج المصريين بين 70 و85 ألفا وفق متوسط السنوات الأخيرة. تتراوح التكلفة بين 70 و120 ألف جنيه لحج الجمعيات والفئات السياحية الشائعة، وتقفز إلى 200 ألف جنيه أو أكثر لبعض برامج الحج الفاخر والسريع. فى المتوسط لا تقل كُلفة موسم الحج عن 5 مليارات جنيه، وقد تزيد على ذلك بمليارين أو ثلاثة. 
 
 
 
دار الإفتاء المصرية، قالت قبل أيام، إن من كانوا ينتوون أداء مناسك العمرة وحبستهم الظروف القهرية لهم أجر النافلة، ودعت المعتمرين لتوجيه تلك الأموال التى نذروها للطاعة إلى مصارف الخير والتكافل ومساعدة المحتاجين، أو دعم جهود مواجهة الوباء المتفشى.
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق