300 طن نفايات طبية خطرة تخرج من مستشفيات العزل.. أين تذهب؟

الأحد، 26 أبريل 2020 04:00 ص
300 طن نفايات طبية خطرة تخرج من مستشفيات العزل.. أين تذهب؟
كورونا
كتبت: إيمان محجوب

بعد انتشار فيروس كورونا فى جميع الدول، أصبح العالم أمام تحد لإيجاد علاج  للفيروس القاتل، وتحد آخر فى التخلص الآمن من النفايات الخاصة بمصابى الفيروس، حتى لا تكون سببا فى تفشى الوباء، فكل يوم تخرج من مستشفيات العزل الصحى آلاف من القفازات والكمامات والبذلات الواقية والسرنجات الطبية المستخدمة، إلى سلال المهملات، حيث يقوم الأطباء والتمريض بعد التعامل مع المصاب بفيروس كورونا، باستبدالها بأخرى جديدة معقمة.
 
والتخلص من النفايات الطبية الخطرة يتم عن طريق تعاون ثلاث وزرات: «الصحة، والبيئة» والتنمية المحلية»، بداية من جمعها  من المستشفيات وفرزها ثم التعقيم والحرق والدفن.

كيفية التخلص الآمن من نفايات مستشفيات العزل
وفى هذا الموضوع يشدد الدكتور محمد عيسى، رئيس فرقة مكافحة العدوى بمستشفى قها للعزل بالقليوبية، على أنه يتم التعامل بحذر شديد عند التخلص من المخلفات الطبية وكافة النفايات الناتجة من مستشفيات العزل والتى تصنف بـ«نفايات طبية خطرة»، لافتا  إلى أن النفايات الطبية الخطرة المستخرجة يوميا من مستشفيات العزل تنقسم إلى نوعين، حادة كالسرنجات والمشارط، وتوضع فى علبة أو«سيفتى بوكس»، ونفايات غير حادة كالقفازات والكمامات والبذلات الواقية والقطن وغيرها من المواد غير الحادة بعد الفصل بين الأنواع الحادة وغير الحادة، بواسطة عمال النظافة توضع المخلفات جميعا داخل أكياس حافظة ذات لون أحمر، مخصصة لحفظ النفايات الطبية، غير مُنفذة للسوائل تماما، حتى لا تسمح بخروج أى نقطة سائل منها، إلى جانب تميزها بقوة التحمل والمتانة لاستيعاب كميات النفايات المستخرجة يوميا من غرف المستشفى، وتذهب أكوام النفايات إلى ما يعرف بـ «غرفة نفايات مؤقتة بالمستشفى عن طريق ممرات خلفية يتم تعقيمها بعد خروج النفايات، حيث يوجد فى كل مستشفى عزل متخصص فى مكافحة العدوى، يشرف على عملية الفرز والتعقيم حتى يتم تسليم أكياس النفايات  لسيارات الوحدات الصحية
بالمحافظات».

وتصل كل يوم سيارات تابعة لمديرية الشئون الصحية بالمحافظة، لأخذ أكوام النفايات الطبية الخطرة بواسطة عمال يرتدون أيضا ملابسهم الواقية كاملة، يذهبون بها إلى ما يسمى بـ«المحرقة»، وهى المرحلة قبل الأخيرة فى رحلة التخلص من النفايات الطبية الخطرة. 

وهنا يأتى دور وزارة البيئة، حيث أكد الدكتور طارق العربى مدير وحدة إدارة مشروع المخلفات الطبية والإلكترونية، بوزارة البيئة، أن الوزارة تتبع إجراءات مُشددة للتعامل مع المخلفات الطبية الخطرة بشكل عام، نظرا لطبيعتها فى قدرتها على نقل العدوى للمواطنين، بداية من نقلها من المستشفيات، وحتى توصيلها إلى محطات المعالجة والتخلص الأمن نهائيا منها، حيث يتم نقل النفايات الطبية من مستشفيات العزل من خلال سيارات مرخص لها، نقل النفايات الطبية، و90 % منها تابع لوزارة الصحة، حيث إن القطاع الخاص لا يعمل بها، ويتم توصيلها لمحطات المعالجة الخاصة بالنفايات الطبية، والتى تعمل بطريقتين، هما: الحرق، أو الفرم والتعقيم. 

ويضيف الدكتور طارق العربى: «وتتم عمليات الحرق للمخلفات، تكون على درجات حرارة تتعدى الـ1200 درجة مئوية، وهى درجة تضمن القضاء على أى فيروسات موجودة بالنفايات، والرماد الناتج عن حرقها يتم التعامل معه باعتباره مخلفات خطرة أيضا، لاستمرار وجود بعض الملوثات العضوية الثابتة به، والتى تنتج عن البلاستيك الموجود بالمخلفات الطبية، لذا يتم دفنه فى المدافن الصحية، أما عمليات الفرم والتعقيم، تعتمد على تقطيع المستلزمات، حتى لا يتمكن أحد من استخدامها مجددا، وتعقيمها باستخدام الضغط والحرارة للقضاء على أى فيروس بداخلها، وحال خلو تلك المخلفات من أى عناصر متداخلة مثل الأدوية، وأى كيماويات، أو أدوية مسممة للخلايا، مثل علاجات السرطان، لعدم تأثير التعقيم فيهم، وقتها يتم التعامل مع ناتج الفرم والتعقيم كالمخلفات البلدية تماما»، مشيرا  إلى أن تلك هى الإجراءات المتبعة طوال أيام السنة، والطبيعية المطبقة بكل مستشفيات مصر، للتخلص من المخلفات الطبية الخطرة.

٣٠٠ طن نفايات طبية خطرة تخرج من مستشفيات العزل 
 
وشهد قطاع المخلفات الطبية الخطرة، زيادة ملحوظة فى الكميات اليومية، منذ ظهور حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد فى مصر، حيث يُقدر متوسط حجم النفايات الطبية، وفق افتراضات حسابية، تعتمد على معدل التولد اليومى لكل سرير «حسب نوعه»، أو معدل التولد اليومى لكل منشأة صحية، مثل المعامل أو الصيدليات، ووفق تلك الضوابط فإن متوسط حجم النفايات الطبية اليومية، لكل مستشفيات مصر، هو 300 طن يوميا.
 
وقامت وزارة البيئة بتدريب حوالى 68 مدربا لدى وزارة الصحة، على الإدارة السليمة للنفايات الطبية الخطرة، موزعين على 15 محافظة، ومن المقرر أن يتم استكمال بقية المحافظات خلال الفترة المقبلة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق