تركيا و«داعش» من التعاطف إلى المواجهة.. هجوم «سروج» يغير استراتيجية أنقرة.. وخبير: العداء بين اللاعبين أصبح الآن أكثر حدة
الأربعاء، 13 يناير 2016 07:45 م
سجل الهجوم الإرهابي الأخير في تركيا، والذي أسفر عن مقتل عشرة ألمان، أمس الثلاثاء، مرحلة جديدة في العلاقات المبهمة بين تركيا وتنظيم داعش، ويعكس وضع تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان على لائحة أهداف التنظيم الرئيسية، خاصة بعد أن أعلن داعش عن مسؤوليته عن التفجير الذي وقع في حي السلطان أحمد السياحي في إسطنبول، والذي أدى إلى مقتل وإصابة 25 شخصا جميعهم أجانب.
دعم خصوم دمشق
بعد أن حاولت القيام بوساطة دون جدوى، بدأت تركيا في 2012 تدافع عن المعارضين المتطرفين في سوريا بهدف التسريع في سقوط الرئيس بشار الاسد العدود اللدود لاردوغان.
ومع الدعم المالي وتسهيلات عبور الحدود وتسليم أسلحة، أسرع حلفاء أنقرة في التنديد بتعاطفها مع الجهاديين ضمنهم تنظيم الدولة الاسلامية. لكن الحكومة التركية نفت بشكل قاطع هذه الاتهامات.
وبرزت هذه العلاقات الملتبسة إلى العلن مع معركة كوباني (عين العرب) بشمال سوريا أواخر عام 2014، فبالرغم من الانتقادات والضغوط، رفض الجيش التركي تقديم أي مساعدة للمقاتلين الأكراد الذين كانوا يدافعون عن المدينة في وجه الجهاديين.
ودافع أردوغان عن موقفه مذكرًا بأن "رحيل النظام السوري الحالي" يبقى "أولوية" وأن تدخله قد يؤدي بصورة غير مباشرة إلى تقوية دمشق، وألمح إلى أنه يرفض مساعدة المقاتلين الأكراد في سوريا المقربين من حزب العمال الكردستاني الذي شن تمردا على الأراضي التركية في 1984.
تغير الموقف
في 20 يوليو 2015 سجل الاعتداء الإرهابي، الذي تسبب في مقتل 34 من أنصار القضية الكردية في مدينة سوروتش (سروج) على الحدود السورية، بداية تغير في الموقف التركي.
واتهم حزب العمال الكردستاني آنذاك الحكومة التركية بعدم حماية الشعب الكردي في تركيا وتبنى، كأعمال ثأرية، مقتل عنصرين من الشرطة بعد يومين من ذلك. فقصف الجيش التركي حينذاك قواعد المتمردين الاكراد في العراق، ليسجل ذلك تجدد النزاع الكردي بعد أكثر من سنتين من وقف إطلاق النار.
وفي هذه الأثناء قصف الجيش التركي للمرة الأولى أهدافًا لتنظيم داعش، في سوريا بعد حادث حدودي قتل فيه أحد جنوده.
وكانت بداية الحرب على الإرهاب موجهة رسميًا إلى الإرهابيين والتمرد الكردي لا سيما حزب العمال الكردستاني. ولفت دبلوماسي غربي في هذا الصدد إلى أن القادة الأتراك أدركوا أن تنظيم داعش يشكل خطرًا لكن هدفه يبقى حزب العمال الكردستاني.
التزام تحت الضغط
في أغسطس الماضي انضمت تركيا إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة الإرهابيين، ما جذب إليها للمرة الأولى تهديدات تنظيم داعش.
وتحت إصرار وضغط أوروبا، قامت أيضا بتعزيز عمليات المراقبة على حدودها لاحتواء تدفق المجندين الأجانب لـ"داعش" عبر أراضيها.
وبعد اعتداء انقرة الذي أدى إلى مقتل 103 من أنصار القضية الكردية أمام محطة القطارات في أنقرة في العاشر من أكتوبر، عمدت السلطات التركية أيضًا إلى تكثيف الحملات في الأوساط الإرهابية المتهمة بالوقوف وراء الاعتداء.
وتم توقيف أكثر من 3300 مشتبه بانتمائهم الى تنظيم داعش خلال سنتين بحسب الحكومة، حتى أن أردوغان تباهى بلقب الخصم الأول لهم، وقال: "أيوجد بلد واحد أكثر حزما منا في قتال تنظيم داعش الإرهابي؟".
تركيا هدف مميز لداعش
على خلفية هذا المناخ يسجل اعتداء إسطنبول تغييرًا في الاتجاه في استراتيجية تنظيم داعش، فتحركاته في تركيا ركزت حتى الآن على أهداف كردية، وقد استهدفت للمرة الأولى السياحة التي تعد قطاعا رئيسيًا للاقتصاد التركي وبالتالي للدولة التركية ومسؤوليها.
واعتبر الخبير في منتدى الشرق الأوسط، أيمن تميمي "أن العداء بين هذين اللاعبين أصبح الآن أكثر حدة".