ورغم ما يردده البعض عن حالة المستشفيات لدينا أو الوضع الصحى تكشف الأرقام أم من دخل المستشفى فهو في أمان، وأن من تعامل بطريقة صحية وسريعة مع المرض ، فهو في يد المتخصصين الذين يجتهدون بكل إمكانياتهم ليواجهوا هذا الوباء، وأكبر دليل على ذلك أن عدد الحالات التي تحولت نتائج تحاليلها معمليًا من إيجابية إلى سلبية للفيروس، ارتفع ليصبح 1712 حالة، من ضمنهم الـ 1335 متعافيًا، وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي.
إخفاءهم الشعور بأعراض المرض جريمة يعاقب عليها القانون وصاحبها آثم شرعا
حالة الفزع والذعر من الإصابة بالفيروس، الذي لا يعلم في العالم متى تنتهى أو إلى أين يأخذنا، ومع تكثيف حملات الصحة، وتوجيهات الحكومة بكامل أجهزتها وقياداتها في التحذير من خطورة الاستهانة أو الإهمال في اتباع الإرشادات، والإجراءات الاحترازية، سار للأسف بشكل متوازي مع حالة اللامبالاة التي يتبعها البعض في التعامل مع المرض وعدم الاهتمام بالحفاظ على حياتهم أو حياة المحيطين بهم سواء في البيت أو الشارع أو العمل، ولم ينتبه هؤلاء إلى أن تراجعهم عن التوجه للجهات الصحية للفحص، وإخفاءهم الشعور بأعراض المرض إن كان جريمة لا يعاقب عليها قانوناً وفقط ، بل أن صاحبها آثم شرعا حسبما أوردت في ذلك دار الإفتاء وهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، كونهم شركاء فى إيذاء النفس والآخرين.
25 يورو غرامة في ألمانيا وإسانبا 1500 يورو لمن لا يتبع التعليمات
وهذا ليس ببدعة أو اجتهاد، بل أنه هو ما ركن إليه أكبر دول العالم، وفى مقدمتهما ألمانيا التي أعلنت غرامة يومية تزيد عن 25 يورو لمن لا يلتزم بارتداء الكمامة في المواصلات العامة أو الشارع مع حرمانه في حالة التكرار من ركوب المواصلات العامة نهائيا، وغيرها من الدول التي بدأت تخفف قيود إجراءات الإغلاق العام مثل إسبانيا التي فرضت غرامة ما بين 601 يورو إلى 1500 يورو،لمن يخالف تعليمات الأمان عند مرافقة الأطفال للخروج.
العالم يتجه للغرامات لمن يؤذى الآخرينوكذا دولا مثل الإمارات التى فرضت 50 ألف درهم لمن يخالف قرار الاستشفاء الالزامي لإخضاع المصابين في حالة رفضهم مباشرة أو متابعة العلاج المقرر لهم رغم اخطارهم بضرورة ذلك، وكذا تايوان وبنجلادش ، ومقاطعات في الصين، وغيرهم الذين يرون أن كل شخص بجانب أنه مسئول عن نفسه وحياته فهو مسئول عن حياة الآخرين آيضا وحمايتهم من عدم تعريضهم للإيذاء أو الموت.
فلابد أن يكون الوعى لدى المواطنين قائما على أن مرض كورونا كغيره من الأمراض قابل للعلاج، وأنه ليس بنقيصة، أو ذنب، ولا مفر من ضرورة الالتزام بالتعليمات الصادرة من الصحة والجهات المسئولة في الدولة ومن التعايش مع مثل هذا الوباء الغامض.
القلق من الإجراءات هواجس ووهم
آن الآوان أن تصحح الناس مفاهيمها المغلوطة عن هذا الفيروس، وأن تدرك أن التعامل الخاطئ أو التباطؤ في التحرك يعني حياة الكثير من المحيطين، وأن القلق من الإجراءات المتخذة مع المصابين من عزلهم فى أماكن حجر صحى، وإبعادهم تماماً عن أسرهم، وذيوع خبر مرضهم في محيطهم الاجتماعي، ما هو إلا هواجس ووهم لا يتناسب وقيمة الحفاظ على حياة الشخص أو المحيطين به.
مسشتفى أبو خليفة للعزل الصحى
كل شخص مسئول عن نفسه وحياته وحياة المحيطينفالأرقام الأخيرة والإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة من نسبة تفشى المرض تؤكد أن كل شخص مسئول عن نفسه وحياته وحياة أسرته والمحيطين به، وأنه لم يعد هناك مجال للاستهتار أو التهاون أو التراخي في المواجهة ، وفى الانتباه لكل ما يدور من تطورات في نسب الإصابة والوفيات التي يمكن تجنبها أو تخفيضها إذا ما التزمنا وإذا ما علم كل شخص أن كل دقيقة تأخير عن الإبلاغ عن الإصابة أو إجراء التحاليل اللازمة أو أخذ الاحتياطات هي بمثابة خسارة لحياته وحياة آخرين من أحبابه.